بمن يستنجد المصريون؟/ محمد محمد علي جنيدي


إن ما حدث في أعقاب جمعة استرداد الثورة من قتل وسحل وترويع المتظاهرين سواء في ميدان التحرير أو شارع محمد محمود في مصر الكنانة - هو أمرٌ - يدمي كل قلب فيه ذرة من نبل أو مروءة!.

أعجز عن وصف مشاعري حينما رأيت جثة لمتظاهر يُلقى به جوار القمامة بل وتنفجر مشاعر الحسرة في نفسي ونفوس المصريين النبلاء ونحن نشاهد آخر يجهز على جثمانه ضربا بعصا الخسة والنذالة!.

من يخرج ليقول لنا ما هو حقيقة الغاز الذي يُلقى على الثوار بالميدان حتى نراهم في مشهد يلهب آلامنا ويذهب بآمالنا إلى مقبرة من يأس وحسرة وهلاك!.

تعجبت كثيرا لحد البكاء من التعامل مع ثوار الميدان بهذا الأسلوب الغير إنساني والفائق السرعة ويفجعني أكثر التباطؤ القاتل في التعامل مع البلطجية في جميع ميادين مصر وشوارعها، تحديدا من بعد إعلان رحيل رأس النظام السابق وحتى تاريخه!

نعلم إن المجلس العسكري يستنكر ويأسف ويعلن بأنه لم يكن فاعلا أو محرضا على ما حدث ويحدث من قتل وإصابة وترويع ولكنه الآن هو الذي يتولى شؤون البلاد وهو المنوط له حفظ وسلامة أمن الوطن والمواطنين فهل يستطيع أحد أن يعفيه من مسؤولية ما جرى ويجري لإخوانه المصريين في ميدان التحرير وغيره.!

نعم للاستقرار- ولكن - هل هذا هو الوقت المناسب الذي يصر فيه كثيرا من القوى السياسية والمجلس العسكري والقائمون بأعمال الحكومة على إقامة الانتخابات في موعدها المحدد.. ونحن نعلم بادئ ذي بدء بأن قطاع كبير من المصريين لن يذهبون لصناديق الانتخاب خوفا على أنفسهم من طلق ناري أو قلْ.. و حدث ولا حرج.. فإن كل شيء أصبح مروعا وحدوثه ممكنا ومتوقعا بل وطبيعيا بكل الأسف!.

رحم الله الخليفة المعتصم الذي جهز وحرك جيشا ضخما لمواجهة الروم لنصرة امرأة مسلمة استنجدت به بقولها و( امعتصماه ).

فهل سمع المجلس العسكري نداء إخوانه المصريين لوقف العنف بجميع صوره وأشكاله فإن لم يسمع أو كان تجاوبه أبطأ من سرعة عجلة الأحداث.. فبمن يستنجد المصريون!

CONVERSATION

0 comments: