قبل أن أبدأ حديثي عن الواقعيّة الإشتراكيّة أجد نفسي مضطرّا لتحديد موضوع هذه المداخلة تدور مداخلتي هذه على محاور أربعة هي:
1. الواقعيّة الإشتراكيّة ما هي؟ وهل هي طريقة فنيّة إبداعيّة ومذهب أدبي محدّد أم موقف؟
2. ما هو رأي أصحاب الواقعيّة الإشتراكيّة في العمليّة الأدبيّة.
3. الأخطاء الّتي ارتكبها الواقعيّون الإشتراكيّون، والفهم غير الصّحيح للواقعيّة الإشتراكيّة وما نتج عنه.
4. مصير الواقعيّة الإشتراكيّة اليوم وفي المستقبل كما أراه.
هذه المحاور الأربعة الّتي سيدور الحديث عنها إستقت مادّتها من المصادر التّالية:
1. محمد دكروب: الأدب الجديد والثّورة، دار الفارابي، بيروت 1980.
2. محمد مندور: الأدب ومذاهبه، دار نهضة مصر، القاهرة، دون تاريخ.
3. د. محمود أمين العالم: ثلاثيّة الرّفض والهزيمة، دار المستقبل العربي، القاهرة، 1985.
4. د. محمود أمين العالم: الثّقافة والثّورة، دار الآداب، بيروت 1970.
5. عبد العظيم أنيس ومحمود أمين العالم: في الثّقافة المصريّة، دار الثّقافة الجديدة، طبعة ثالثة، القاهرة، 1989.
6. حسين مروة: دراسات نقديّة في ضوء المنهج الواقعي، المعارف بيروت، 1972.
7. حسين مروة: الموقف الثّوري في الأدب الإبداعي، الفكر العربي، دون تاريخ.
8. د. صلاح فاضل: منهج الواقعيّة في الإبداع الأدبي، الآفاق الجديدة، بيروت الطّبعة الثّالثة، 1986.
9. جورج لوكاتش: معنى الواقعيّة المعاصرة، دار المعارف بمصر، ترجمة د. أمين العيوطي، دار المعارف بمصر، القاهرة.
10. موسوعة المصطلح النّقدي الجزء الثّالث، ترجمة د. عبد الواحد لؤلؤة. موضوع الواقعيّة الإشتراكيّة، تأليف وأيمن كرانت، المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر، بيروت 1984.
11. مجلّة أدب ونقد: عدد 31، 1987 موضوع واقعيّة الواقعيّة لحسين مروة، ص 67 وما بعدها.
إنّ أبسط تعريف للواقعيّة الإشتراكيّة ورد في كتاب محمود مندور " الأدب ومذاهبه" (ص 96/97) حيث يقول: "إنّ أدبهم- أي أدب الأدباء الإشتراكيّين هادف، يهدف إلى تغليب عامل الخير والثّقة بالإنسان وقدرته، وأنّ واقعيّتهم وإن كانت تتّخذ مضمونها من حياة عامّة الشّعب إلاّ أنّ روحها روح متفائلة تؤمن بإيجابيّة الإنسان وقدرته على أن يأتي بالخير وأن يضحّي في سبيله بكلّ شيء، في غير يأس ولا تشاؤم ولا مرارة مسرفة. " ويستشهد مندور بأقوال الكاتب السوفييتي المعروف سليمونوف الّذي يقول:"ما نسمّيه واقعا ليس إلاّ الصّورة الذّهنيّة الّتي لدينا عن الحياة، فأيّ شيء لا يتّخذ وجوده إلاّ من الصّورة الذّهنيّة الّتي لدينا عنه، ولمّا كانت هذه الصّورة ملكنا فنحن نستطيع أن نلوّنها باللّون الّذي نريده والّذي فيه مصلحة لأنفسنا، ثمّ لا يلزم كي يوصف الأدب بالصّدق أن يقصّ ما حدث فعلا بل يكفيه أن يقصّ ما يمكن حدوثه وبذلك يصبح أدبا معقولا مشاكلا للحياة وبالتّالي صادقا". ( مندور ص93).
وفي آخر صياغة جماليّة للواقعيّة الإشتراكيّة وردت في المعجم الجمالي الرّوسي عام 1965 جاء إنّ الواقعيّة الإشتراكيّة عبارة عن منهج فنّي يتمثّل جوهره في الإنعكاس الصّادق المحدّد تاريخيّا للواقع في تطوّره الثّوري. ويحدّد المعجم مبادئ الواقعيّة الإشتراكيّة فيقول: "الأمانة للحقيقة التّاريخيّة الحزبيّة والقوميّة، والإلتحام العميق بالحياة وبالواقع شخصيّات نموذجيّة في مواقف نموذجيّة، والبرهان على الطّابع العام لعمليّات التّحوّل الإجتماعي من خلال صور فرديّة للأشخاص والأحداث، وتحليل العلاقات الإجتماعيّة بطريقة لا تعكس فحسب إتّجاهات الماضي والحاضر، وإنّما تشير أيضا إلى طبيعة تطوّرها في المستقبل، إذ أنّ الفنّان الواقعي إنطلاقا من رؤيته للحياة يستطيع أن يكتشف القوى المحرّكة للمجتمع وأن يبني منظوره للمستقبل على أساس واقعي علمي، لا على أساس مثالي خيالي كما كان الواقعيّون النّقديّون في نظرتهم للتّطوّر الإجتماعي، ومن هنا نعثر على جوهر الرومانتيكيّة الثّوريّة داخل الواقعيّة الإشتراكيّة وتفاؤلها التّاريخي الصّادق، وإنطلاقا من هذه الرّؤية فإنّ الواقعيّة الإشتراكيّة تعثر على الجوانب الإيجابيّة وتبني مثالها على أساس علمي يتجسّم في البطل الإيجابي الذّي لا يعد ثمره للخيال الفني من الحياة نفسها، على أنّ الأعمال الواقعيّة تعنى بتحليل العيوب الإجتماعيّة لتسهم في واجب تجاوزها والإنتصار عليها." (نقلا عن د. صلاح فاضل ص 84).
هذا التّعريف يقود الى سؤال أساسي طالما ألحّ على الّذين عالجوا قضيّة الواقعيّة الإشتراكيّة، هل هي طريقة فنيّة إبداعيّة ومذهب أدبي أم هي موقف؟
ينبع السّؤال من وفرة التّعريفات الموجودة في مصادر البحث والّتي تميل إلى القول: إنّ الواقعيّة الإشتراكيّة هي طريقة فنيّة إبداعيّة للتّعبير عن الواقع عبر أفكار الإشتراكيّة.
في الواقع إنّ النّتاج الفني المندرج تحت هذا العنوان أغنى وأوسع بكثير، وبما لا يقاس، من أن ينحصر في طريقة فنيّة إبداعيّة واحدة، ولذلك لا نستطيع أن نقول إنّ الواقعيّة الإشتراكيّة طريقة فنيّة لسبب هو أنّ النّتاج المندرج تحت هذا العنوان لا يظهر في طريقة فنيّة واحدة معيّنة بل يحتوي على أعمال فنيّة صيغت بأشكال متعدّدة بدء من الرّمزيّة وإنتهاء بالسّرياليّة والملحميّة والأسطوريّة إلى غير ذلك. على رأي ( محمد دكروب ص83). أضف إلى ذلك أنّها إنفتحت كحركة أدبيّة مروحيا وأفادت من مختلف الإنجازات والطّرائق الّتي تسيّر العمل وترى إلى علاقاته الدّاخليّة وعلاقته بالمجتمع وبالأيديولوجيا واللّغة وبالمبدع نفسه بدء من علم النّفس والسيوسيولوجيا والألسنيات وإنتهاء بالتّحليلات البنيويّة،(دكروب ص83) فاغتنت بذلك وما زالت وضمنت لنفسها عدم الإستكانة إلى قوالب طريقة واحدة ممّا ذكر.
ولكن بسبب الفهم الآلي والتّعريفات المعلبة حدث تأثير سيء في إفقار الطّرائق الفنيّة لكتّاب هذا الإتّجاه، ومن الواضح أنّ تعبير الواقعيّة الإشتراكيّة يمثّل أساسا الكتّاب الماركسيّين بشكل عام، ولهؤلاء موقف عام تجاه النّاس والأشياء والأحداث، موقف يميّزهم عن غيرهم، وهو رؤيتهم لحركة الواقع في شمولها وترابطها وتعقّدها وتطوّرها، وهي رؤية جديدة غنيّة تستند إلى موقف طبقي أساسا، تظهر عندهم في أساليب مختلفة لا تحدّد في إطار مهما كان واسعا، أي لا يمكن أن تحدّها طريقة فنيّة إبداعيّة كما ورد.من هنا فإنّ الواقعيّة الإشتراكيّة ليست طريقة فنيّة إبداعيّة بل هي موقف: أيّ أنّ النّتاج الفنيّ والنّقدي للكتّاب المنطلقين من موقف ماركسي ومن موقع التّفكير الإشتراكي تجاه النّاس والأشياء والأحداث، هذا النّتاج ذا الطّرائق المختلفة فنيّا يؤلّف بمجموعة تيّارا مميّزا في الحركة الأدبيّة أطلق عليه اسم الواقعيّة الإشتراكيّة.(دكروب ص84).
وطالما أنّ الواقعيّة الإشتراكيّة موقف، فلهذا الموقف ما يقوله في العمليّة الأدبيّة بشكل عام. وما يقوله يمكن اختصاره بما يلي:
"إنّ الأدب عمل منتج دال مشروط إجتماعيّا وتاريخيّا بملابسات نشأته وبفعّاليّته الدّلاليّة،وهو من حيث أنّه عمل منتج دال إضافة للواقع لأنّه بطبيعته الإبداعيّة إضافة تجديديّة للواقع وقيمة مضافة إليه. ولهذا كذلك فهو ليس مجرّد قيمة مضافة بل هو كذلك إضافة تجديديّة تغييريّة بفضل إبداعيّاته ذاتها، على أنّه ليس إضافة تجديديّة تغييريّة إلى الواقع بإعتباره معطى إبداعيّا في ذاته فحسب، بل هو إضافة تجديديّة تغييريّة إلى الواقع بفعّاليّته الدّلاليّة المؤثّرة في هذا الواقع عبر تذوّقه وتأثيره الموضوعي عامّة. وهي فاعليّة ذات مضمون إجتماعي تاريخي بالضّرورة، على أنّها ليست فاعليّة مؤثّرة مقصودة قصدا من جانب المبدع وإنّما تنبع من البنية الإبداعيّة للعمل الأدبي ذاته. والأدب يتجلّى في نص له خصوصيّته التّعبيريّة، فهو بنية متراكبة من بنيات زمانيّة ومكانيّة ولغويّة وحدثيّة ودلاليّة متنوّعة ومتداخلة وموحّدة صياغيّا في آن واحد، وذات دلالة عامّة نابعة من حركة بنائها الصّياغيّة الدّاخليّة. (محمود أمين العالم ثلاثيّة الرّفض الهزيمة المقدمة).
هذا الموقف من الأدب هو الماديّة الجدليّة وهو موقف الأدباء الإشتراكيّين، ولكن رغم هذا الموقف وقع العديد من أصحابه في أخطاء كثيرة لعدم فهمهم ما سبق فصاروا إلى المباشرة والتّسطيح والتّبسيط والتّقريريّة والمباشرة وابتعدوا عن الجماليّة وحكموا على العمل الأدبي من وجهة نظر سياسيّة إجتماعيّة وحسب موقف صاحبه وإنتمائه الطّبقي ممّا جعل العديد يرون الواقعيّة الإشتراكيّة بمنظور خاطئ ولا ذنب عليهم في ذلك، فلخّصوا لنا، بناء على ذلك، أسس الواقعيّة الإشتراكيّة على أنّها مفهوم ينهض على دراسة المضمون الأدبي نفسه من الدّاخل كواقع فني أساسا. من هنا صار النّقّاد يقعون في أحبولات زائفة تقول:
1. أقوال الشّخصيّة الرّوائيّة= موقف الرّوائي وأفكاره.
2. الأثر الأدبي= وجهة النظر الطّبقيّة للأديب.
3. الرّغبة في القراءة للأدب= رغبة الاطّلاع على مواقف الآخرين وآرائهم وأفكارهم.
4. كاتب أصله برجوازي صغير= أدب يعبّر عن أفكار البرجوازيّة الصّغيرة حتّى لو صدف أنّه ليس كذلك.
5. كاتب شيوعي= أدب واقعي إشتراكي حتّى لو صدف أنّه عكس ذلك. (دكروب ص20).
ولقد وقعت حركتنا النّقديّة وللأسف في إسار هذه المعادلات المغلوطة ممّا أعطى صبغة سلبيّة للواقعيّة الإشتراكيّة وممّا جعل الرّأي السّائد يقول أنّ أدبها يحفل بالشّخصيّات التّخطيطيّة بشكل يفتقر إلى الملامح الفرديّة أو التّمييز الفردي، وهذا خطأ كبير ينفيه كليّا إنجلز وماركس ولنين في كتاباتهم النّقديّة.
يقول إنجلز:" هنالك أهميّة حاسمة للصّفة الجماليّة ولطاقة الإمتاع في العمل الفني في بنية متكاملة يسري فيها المحتوى سريان الحياة في الجسم الحي". ويقول ماركس:" الفن أسمى درجة من درجات الفرح الّتي يستطيع الإنسان أن يهبها لنفسه". ويقصد بذلك العمق الإنساني. وهكذا إذن، ليس عن الماركسيّة في شيء أن ننتقد العمل الفني سياسيّا، فخطأ كبير مناقشته سياسيّا وكأنّه رأي سياسي دون إعتبار لخصوصيّته. فهو ليس إنعكاسا لميول هذه الطّبقة أو تلك آليّا ولا حتّى للميول السّياسيّة للفنّان نفسه ولا هو ترجمة بالصّور وبالرّموز للموقف السّياسي، إنّه تركيب معقّد له نوعيّته الخاصّة الضّاربة عميقا في طبيعة الإنسان بحيث تتخطّى الوضع السّياسي أو حتّى الطّبقي الآني. فنحن لا نستطيع أن نكشف ملامح وإنعكاسات الصّراع الطّبقي في الفن ولكنّنا نستطيع أن نفسّر الفن فقط بالصّراع الطّبقي (دكروب ص15).
يقول ماركس في نقده لأحد الكتّاب:"كان عليك أن تزيد من التشكسبر بينما أعتبر أنّ أكبر خطيئة وقعت فيها هي الشيلرة وهي تحويل الأفراد إلى مجرّد ناطقين باسم روح العصر". (نقلا عن دكروب ص23). وهذا يوضح لنا أنّ إنجلز وماركس معا لم ينسيا الفني في سبيل السّياسي والواقعي في سبيل المثالي.
ومن هنا- أي من الأخطاء الّتي إرتكبها أتباع هذا التّيّار يأتي حسين مروة بمقاله مهمّة عنوانها- واقعيّة الواقعيّة- منشورة في(أدب ونقد) عام 1987 – يقول فيها مبيّنا رأيه في الأدب الواقعي: " إنّ كينونة الأدب والفن هي نفسها كينونة واقعيّة متحرّكة متحوّلة ومتجدّدة دائما لأنّها هي نفسها نتاج طبيعي لتلك العلاقة التّفاعليّة الخلاّقة بين الآليّة الدّاخليّة المستقلّة لعمليّة الخلق الأدبي والفني وبين الآليّة الدّاخليّة المستقلّة لعمليّة تطوّر الواقع. هذه الحقيقة البديهيّة تضع لنا- في رأيه- بدقّة المفهوم الواقعي لواقعيّة الأدب والفن وتجلو لنا حقيقة ثانية هي أنّ الأعمال الأدبيّة الإبداعيّة لا ينفصل وجودها النّصي والمباشر عن وجودها الواقعي غير المباشر لأنّ علاقة الإرتباط بين الوجودين علاقة كيانيّة، وهي لذلك موضوعيّة، بمعنى أنّها ترفض أن تخضع في إثبات وجودها أو عدمه إلى قرار إرادي يأتيها من خارج الكيانيّة". (أدب ونقد ص68).
نخلص إلى القول بعد هذه المناقشة إلى أنّ الإشتراكيّة تيّار أدبي خلاّق وموقف له أهمّيّته وأبعاده، أفاد واستفاد وما زال من كلّ الطّرائق الفنيّة وهو موجود كتيّار في مجمل المذاهب الأدبيّة، شاع وانتشر في الأدب العربي مع بداية الخمسينيّات ومنذ بدايته إلى اليوم نقرأ فيه سلبيّات وأخطاء نشأت من الفهم المخطوء لخصوصيّته ولرؤيته النّظريّة.
وللأسف، المسؤول الأكبر عن هذه الأخطاء هم الأدباء الإشتراكيّون أنفسهم. ويبقى السّؤال الرّئيس وما المصير؟
يستمد هذا السّؤال شرعيّته من إنهيار النّظام الإشتراكي ومن الابتعاد عن روح الإشتراكيّة، خاصّة في وطنها الأم.
للحقيقة أقول: إنّ الواقعيّة الإشتراكيّة أو أي تيّار أدبي آخر لا ينشأ في فراغ بل ينشأ من ضرورات موضوعيّة وأسباب منطقيّة، ولا علاقة لهذا التيّار أو ذاك بفشل أو بإفلاس نظام حكم معيّن حتّى لو كان هذا النّظام حاميته والمدافع عنه، وطالما أنّ الأسباب تستدعي وجود هذا التيّار ما زالت قائمة خاصّة في العالم العربي، طالما أنّ الموقف النّظري ما زال موجودا، ذلك الموقف المبني على فهم ثوري لحركة التّاريخ والمجتمع بحيث يصبح هذا الفهم رؤية شاملة للواقع في حركته الشّموليّة وتعقيداتها وترابطها وتطوّرها، هذه الرّؤية المستندة إلى موقف طبقي أساسا والمتجليّة في طرائق متنوّعة طالما أنّ أسباب الحياة ما زالت تستدعيها وتطلب وجودها، طالما سيظلّ هذا التيّار قائما. والمطلوب اليوم من أصحاب هذا التيّار دراسة أدبيّاته وفهم نظريّاته كي لا يقعوا في أخطاء فادحة كما وقع غيرهم وكي لا يعلبوا هذا التيّار ويمنعوا عنه الأكسجين الضّروري لتطوّره، المطلوب اليوم هو فتح التيّار مروحيّا وعدم حصره في خدمة نظام معيّن والابتعاد عن المعادلات الزّائفة وإطلاق الأحكام المجحفة بحق الأدباء لأنّهم لا ينتمون لنفس طبقة النّاقد باسم الواقعيّة الإشتراكيّة، لقد ارتكب باسم الإشتراكيّة الكثير من الأخطاء وقد آن الأوان لوقف ذلك ولإعادة النّظر من جديد، وأنا متأكّد من استمرارها إذا نحن عرفنا كيف نفهمها وكيف نطوّرها وكيف نضخ في شرايينها الدّماء الصّالحة بعيدين عن التّزمّت والعصبيّة، كما فعل حسين مروة ومحمد دكروب ومحمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس وغيرهم من الّذين أضاءوا عتمة هذا التيّار وأضافوا إليه من فكرهم ومن فهمهم الواعي وسلكوا فيه طريق الملك بأسلوب جدلي يبتعد عن التّبسيط والتّطرّف ويحتفظ بالجوهر حيث رأوا إلى ما في النّظريّة من إضافات تخصب الفكر الإنساني فقدّروها واستثمروها دون أن يتورّطوا في الإلتزام الحرفي بالجانب السّلبي الّذي ينبغي تجاوزه.
drhbolus@yahoo.com
0 comments:
إرسال تعليق