فلسطين بلاد محتلة وأي إحتجاج يجري بها يجب ان يكون ضد الاحتلال وجرائمه..أما الاحتجاجات التي تشهدها البلاد اليوم بسب غلاء المعيشة وأزمة السكن فهي إحتجاجات باطلة في دولة أساسها باطل، ولأنها تقوم على ترسيخ مبدأ هذا الاحتلال...
فأزمة السكن تتطلب من الحكومة لوضع الحلول لها وبكل منطق عقلاني، تعزيز الاستيطان من خلال حركة بناء أوسع للمستوطنات، وهذه لا تقوم الا بقضم المزيد من أراضي سكان الارض الاصليين من المواطنين الفلسطينين.
لذلك، وعلى ما تقدم..يخطئ من يظن ان دولة الكيان الصهيوني من خلال هذه الاحتجاجات تنضم الى ثورات الشعوب العربية المناهضة لديكتاتورياتها والمطالبة بالحرية.
لا مضاهاة هنا.
فكل الحكومات المشكلة من الاحزاب الصهيونية المختلفة بين اليمين واليسار والدين، والتي تعاقبت على حكم "اسرائيل" منذ نشأتها ، عملت على ترسيخ وتقوية الاحتلال من خلال التنمية العسكرية وتسليطها في قتل وقهر الفلسطيني وتوجيهها الى الاعتداء على جيرانها العرب.وأيضا من خلال سن القوانين العنصرية التي جعلت من المواطنين الاصليين مهمشين الى أقصى درجات التمييز . ولم يذكر التاريخ ان حكومة اسرائيلية واحدة سقطت بسبب ما يعتقد بأنه تقصير في مشاريع تنموية غير عسكرية. بل ان الحل العسكري كان دائما هو الاداة لحل جميع الازمات المعيشية التي عصفت بإسرائيل.
وحسب البروفيسور الاسرائيلي يهودا شنهاف: "ان الاحتجاجات داخل اسرائيل هي حراك داخل الاجماع الصهيوني"...وهذا بالضبط هو مشهد الاحتجاجات الجارية اليوم، بحيث ان الصهيونية هي النقيض الدائم للوجود الوطني الفلسطيني فوق أرضه التاريخية. وعندما تتحرك وتنزل الى الشوارع القوى النخبوية ومعها الشعبية مطالبة بالعدالة الاجتماعية، فهذا يعني من ضمن ما يعني المزيد من عزلة المواطن الفلسطيني وتهميشه. فكل مشاريع الرفاهية الاسرائيلية قامت على قهر وشقاء المواطن الاصلي الذي جافته المساواة والعدالة الاجتماعية منذ البدء.
وان الظن بأن هذا الحراك سينصف المجتمع العربي في متطلباته، فهذا ضرب من الخيال في ظل القوانين العنصرية المعمول بها، وتلك التي تسعى حكومة اليمين المتطرف الى تكريسها عبر مناداتها الى فرض "يهودية الدولة". وهو الخطر الاكبر على كامل الوجود الفلسطيني برمّته.
خلاصة المشهد بكل بساطة: ان يهودا جلبوا من خارج البلاد يحتجون على حكومتهم الصهيونية التي هم أنفسهم قد أوجدوها من قبل، ويطالبونها اليوم بتوفير المزيد من المساكن, وهذه المساكن ما هي الا لسكان البلاد الاصليين الذين ما زالوا يحملون مفاتيحها ويحتفظون بصكوك ملكية الارض.
ويطالبون بالمزيد من الرفاهية، وهذه ما كانت ولن تكون الا على حساب المواطن الفلسطيني وشقاءه، بسبب سياسات الاهمال الممنهج من قبل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة.
مشهد الحراك الاسرائيلي لا يشبه مشهد الحراك العربي، إلا اذا عرف الفلسطينيون كل الفلسطينيين كيف يديرون الصراع مع الاحتلال على أرضية ان الاحتلال يضاهي الديكتاتورية. هذان الصنوان اللذين يجب مكافحتهما لاستمرار البقاء الوجودي لشعب مهدد بالابادة.
0 comments:
إرسال تعليق