حسن نصر الله كف عن التدخل في الشأن السوري وإلا..!/ محمد فاروق الإمام

تطرق السيد حسن نصر الله في الكلمة التي ألقاها بمناسبة إحياء ذكرى (يوم القدس) إلى الوضع في سورية فقال:
"كلنا يؤيد الإصلاحات لتحقيق مزيد من الدعم كي تتطور سورية وتصبح أفضل، نريد في سورية القوية بالموقف القومي الإصلاحات والتطوير، وبالتالي يجب أن يعمل كل من يدّعي أن سورية دولة صديقة وحريص على شعبها ووحدتها الوطنية لتضافر الجهود لتهدئة الأوضاع في سورية، ودفع الأمور إلى حوار في سورية، وأي دفع باتجاه آخر هو خطر على سورية والمنطقة، فهل من يريد دخول قوات 'ناتو' يعمل لمصلحة سورية؟ وهل الذين يدعون إلى تعصب طائفي ومذهبي هم مع سورية؟ هم يريدون سورية كلبنان مجزّأة طائفية، فلبنان دائماً يعيش على حافة حرب أهلية تحضّر له من الخارج وأحياناً من بعض السيّئين في الداخل، ومن يحرض سورية ويحضّر النعرات يريد تفتيتها، وهناك من يريد تقسيم سورية من أجل خدمة مشروع الشرق الأوسط الجديد".
حسن نصر الله تأخر أكثر من عشر سنوات في تأييده للإصلاحات لتطوير سورية، في الوقت الذي كان فيه يصول ويجول في لبنان راكباً فرساً سورية ومتسلحاً ببندقية صفوية يصفي ويهدد ويخيف ويرعب ويشعل الحرائق ويغتال الشخصيات الوطنية في طول لبنان وعرضه!!
حسن نصر الله يدعو إلى تضافر الجهود لتهدئة الأوضاع والحوار في سورية، في الوقت الذي يوغل بشار الأسد وعناصر أمنه وشبيحته، بحماية الدبابات التي أدارت ظهرها للعدو الصهيوني، بدماء السوريين، دون أن يذكر ولو إشارة إلى هذه الدماء البريئة التي سفكت بقرار من بشار الأسد، أو يترحم على الضحايا الذين سقطوا بنيران هؤلاء القتلة، أو يطالب بشار بوقف هذا القمع الهمجي!!
حسن نصر الله يتهم المتظاهرين السلميين، الذين يتصدون لآلة القمع الأسدية الجهنمية بصدورهم العارية، بأنهم يدعون إلى دخول قوات (الناتو) إلى سورية، في الوقت الذي تعلن جماهير هذه التظاهرات وكل أطياف المعارضة في الداخل والخارج رفضها لأي تدخل عسكري أجنبي، وحتى بعد دخول الشهر السادس على انتفاضتهم الثورية السلمية، وقد فاق عدد الضحايا أكثر من ثلاثة آلاف ومثلهم من المفقودين وأضعافهم من المعتقلين والمهجرين، ولو كان في نيتهم فعل ذلك لكان لهم ما يريدون قبل سقوط كل هذه الضحايا، ولو كان لهم أي اتصال بالناتو أو الغرب أو أمريكا لكان بشار قد سقط منذ الأيام الأولى للثورة، وعلى العكس من ذلك فقد تركت هذه الدول لبشار الوقت الكافي لإخماد هذه الثورة وقد أفق أيما إخفاق، لأنهم يخشون من نجاحها لجهلهم بحقيقة من سيأتي بعد بشار الأسد، وهم يتمنون بقاءه مع تحسين صورته وبعض رتوش من إصلاحات ولو حتى في الحدود الدنيا!!
حسن نصر الله يتهم المتظاهرين السلميين بأنهم يدعون إلى الطائفية والتعصب المذهبي، وحسن نصر الله وبشار الأسد آخر من يحق لهم اتهام الآخرين بالطائفية أو التعصب المذهبي، لأن الأول هو رئيس ميليشيا طائفية 100% مدعوم من ملالي قم الصفويين الذين يعتقدون بولاية الفقيه وهو يدين لهم بالولاء دون الوطن والكيان اللبناني، وأما الثاني فهو وريث الطائفي الأول في سورية حافظ الأسد الذي غرر بالكثيرين من أفراد الطائفة العلوية لخدمة أغراضه وجندهم في عصابة تحمي كيانه وأسرته، وقد وضع بأيديهم القيادة العسكرية والأمنية ومفاصل الدولة وقيادة مراكزها الحيوية، وأطلق يدهم في نهب البلاد وإفساد العباد، وتوج بشار هذه الطائفية بتسليح القرى ذات الأغلبية العلوية، وحرض الأقليات منهم الذين يجاورون أهل السنة على الاعتداء على أبنائهم ونسائهم وممتلكاتهم، وخوف الطائفة العلوية الكريمة من الثورة لأنها – كما يزعم - إذا ما نجحت فسيعملون على استئصال الطائفة، وقد رفض عقلاء الطائفة مثل هذه الدعاوي وأصدروا بياناً تنصلوا به مما يقوم به بشار من جرائم، وللعلم فإن النسيج الطافي في سورية، بحسب الإحصائيات التي قامت بها دولة الانتداب الفرنسي هي على الشكل التالي: (80% سنة، 8% علويين، 6% مسيحيين، 3% دروز، 3% طوائف أخرى)، أما الأكراد فمحسوبين على الطائفة السنية.
وفتح بشار أبواب سورية للصفويين الطامعين ببلاد الشام والخليج، بعد أن تمكنوا من العراق ولبنان لاستكمال الهلال الشيعي، الذين تدفقوا كالجراد على سورية، مدعومين بمليارات الدولارات لشراء الذمم واغتيال العقول وحرفها عن عقيدتها، وإقامة الشعائر الدينية الوثنية في معظم المدن السورية، وبناء المؤسسات التعليمية للمذهب الجعفري، وامتلاك العقارات في الأماكن الحساسة حيث توجد أضرحة الصحابة وآل البيت، بحماية بشار الأسد وتشجيعه ومباركته، علماً أن نسبة الشيعة في سورية لا تتجاوز 1%!!
ويختم حسن نصر الله حديثه عن سورية باتهامه المتظاهرين السلميين بأنهم يخدمون مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يقوم على تفكيك البلاد وتقسيمها وتجزئتها خدمة لأطماع الغرب، في الوقت الذي كان هو وأسياده في قم يباركون الغزو الأمريكي للعراق وتفتيته وتقسيمه إلى طوائف واثنيات متناحرة، حيث كانت فيالق بدر الصفوية وفرق حزب الدعوة تحمي ظهر الجنود الأمريكيين الغزاة، ومخابرات قم وكفر سوسة تقدم الدعم اللوجستي والمعلوماتي لهذه القوات لتسهيل مهمتها وتقليل خسائرها، الأمر الذي جعل كبار القادة العسكريين الأمريكيين يقدمون الشكر لقم وبشار الأسد لدعمهما الكبير الذي لولاه – كما قالوا – لكانت الخسائر الأمريكية في الأرواح كبيرة وكبيرة جداً!!
ليتك يا حسن نصر الله تبتعد عن الخوض في الحديث عن سورية وتترك أمرها وشأنها للسوريين فأهل مكة أدرى بشعابها، وإلا فستكون نهايتك حزينة كنهاية سيدك بشار!!

CONVERSATION

0 comments: