** حينما يكون الأمر قاصرا على إندلاع المظاهرات والإعتصامات وحدوث إنقلاب عسكرى سلمى يقوده الجيش المصرى للإطاحة بنظام فاسد ، يكون الصمت من ذهب .. أما حين يتعلق الأمر بأمن ومستقبل ومصير بلد تدفعه إلى حافة الهاوية يكون الصمت هو الإستسلام والخيانة ، ويصبح الصمت كفر ويصير من يتبنون خيار الصمت جبناء وسلبيين ، وإن تدثروا بثياب الحكمة ، فليس مقبولا على الإطلاق من النخبة الوطنية الصمت إذا كان الثمن هو إحتلال مصر وهدم المعبد على من فيه ..
** لم يكن بالمفاجأة أن يصرح اللواء سامح سيف اليزل أن هناك خطة إسرائيلية تهدف لإستقطاع 7 كم من أرض سيناء لضمها للحدود الإسرائيلية ، فهذه المفاجأة قد أعلننا عنها فى مقالات عديدة منذ حوالى 6 أشهر للتحذير من سيناريو الفوضى الذى تقوده أمريكا ، لرسم منطقة شرق أوسط جديد ، وهو ما تطلق عليه أمريكا "الربيع العربى" ، والذى بدأته الإدارة الأمريكية فى تنفيذ هذه الخطة منذ عام 1992 وهو ما أطلق عليه "جنة إسرائيل 2010" ، وهذا السيناريو بدأ تنفيذه بكل دقة حتى وصل إلى المرحلة الأخيرة للتنفيذ والتى لخصناها فى مقال سابق بعنوان "الأسرار التى لم تعلن لهدم مصر" والتى بدأت بتحرش المنظمات الإرهابية المسلحة داخل قطاع غزة بالجيش المصرى لزعزعة الثقة فى أمن مصر على الحدود مع إسرائيل وهى الذريعة التى تسعى إليها الإدارة الأمريكية للتشكيك فى قدرة الجيش المصرى على حماية الحدود وقد وضح ذلك فى تحذير شديد اللهجة للمجلس العسكرى من وزيرة الخارجية كلينتون ، كما أن هذا التحرش يساعد إسرائيل على تنفيذ سيناريو المخطط المعد مسبقا وتفريغ منطقة غزة من الصداع الحمساوى .. فى نفس الوقت هو هدف حمساوى بالإستيطان فى سيناء وإعلان الإمارة الإسلامية التى تنطلق من العريش وسيناء ومصر مرورا بالأردن وفلسطين والعراق وسوريا واليمن والبحرين والسعودية .. وهذه المنظمات الإرهابية تعتبر أن سقوط مصر هى الجائزة الكبرى التى أشارت إليها الولايات المتحدة الأمريكية ، وذكرتها فى المقال قبل السابق ..
** نعم إنطلقت المناوشات فى العريش وهى على الحدود المصرية وسقط قتلى مصريين كما سقط جرحى ، ورغم ذلك لم تندلع المظاهرات والإحتجاجات كما نراها الأن .. بل أن صحيفة المصرى اليوم المتأمرة على الوطن بررت الإعتداء الإرهابى على العريش وقتل ضابط وثلاث جنود بأنهم ثوار متضامنين مع التحرير ولهم مطالب يريدون تحقيقها وسوف يعاودون الهجوم على أقسام الشرطة إذا لم تتحقق مطالبهم ، ويبدو أن مجدى الجلاد المحرض على هدم مصر لم يجد الفرصة مواتية لنشر أكاذيبه ، فلم يمضى بضعة ساعات وإكتشف الجيش المصرى وجود خلية إرهابية تابعة لمنظمة الجيش الإسلامى الفلسطينى وتنظيم القاعدة .. وصمت الجلاد فى إنتظار كذبة أخرى للترويج لها وتضليل المصريين !! .
** نعم هذا السيناريو الذى بدأ الأن كتبنا عنه مقالات عديدة وحذرنا .. ولكن طبول المضللين وصاجات العوالم كانت أكثر صخبا من أصوات العقلاء والباكين على الوطن ، وطبعا الجميع قبضوا الثمن من العاهرة أمريكا !! .. سقط شهداء العريش برصاص الإرهاب الغادر لمنظمات فلسطينية توغلت عقب سقوط النظام السابق فى أرض سيناء .. وأنشأوا مصانع الأسلحة والمعدات ، فى غفلة من الأمن بعد تركيع الشرطة وإجهاض دورها فى حماية أمن مصر بالتعاون مع الجيش المصرى الذى يحمى الحدود .. نعم صارت الخطة هو القضاء على الأمن الداخلى وتوريط الجيش فى تتبع مشاكل الوطن ومطاردة البلطجية ، حتى يتفرغ اللصوص من الخارج للتوغل داخل أرض الوطن .. كتبنا عدة مقالات للمجلس العسكرى نحذره "إغلقوا التحرير قبل إحتلال الوطن" ، ومقال أخر بعنوان "سيناريو التركيع ينطلق من ميدان التحرير" ، ورغم ذلك إنطلقت ملايين الشعارات تمجد فى إعتصامات التحرير التى كانت تنطلق كل جمعة بمسمى مختلف ، ولم يكن هدف من قبض الثمن لتخريب مصر سوى لفت أنظار المجتمع بأحداث التحرير والأسكندرية ومطالب المعتصمين حتى لا ينتبه أحد لما يجرى على أرض سيناء وعلى حدود مصر ..
** نعم بدأ تنفيذ السيناريو ، فالمرحلة الأولى "جس نبض" الجيش المصرى على الحدود وهى ما تمت على خلفية أحداث العريش ومحاولات سابقة عديدة لهدم معبر رفح ثم الدعوة التى أقيمت بوقف بناء الجدار العازل ، ثم دعوة المستشار السابق محمود الخضيرى بفتح معبر رفح بصفة دائمة ، ثم الزيارات المتكررة لكل من زعماء فتح وحماس إلى القاهرة بزعم جلسات الصلح الوهمية .. يلخص كل ذلك فى مرحلة تسمى بالتسيب والإنفلات الأمنى ، ونأتى للمرحلة الثانية وهى بداية التحرش وإفتعال الأزمات بين كل من منظمة حماس وفصائل تنظيمية أخرى تابعة لقطاع غزة والجيش الإسرائيلى ، وبالطبع بدأت بإطلاق صواريخ على إحدى الحافلات الإسرائيلية والتى أدت إلى مقتل 7 مدنيين وجرح عديد من المواطنين الإسرائليين .. وصولا للهدف الذى تسعى إليه منظمة حماس وهو إحداث حالة هياج داخل المجتمع الإسرائيلى يعقبها رد فعل للجيش الإسرائيلى وذلك بدفعهم للهجوم المكثف على قطاع غزة وبالتالى سقوط قتلى وجرحى .. وهو ما تدعو إليه هذه المنظمات الإرهابية المسلحة للرد مرة أخرى لسقوط مزيد من الضحايا ، وتظل المناوشات حتى يتم توريط الجيش المصرى فى المواجهة مع إسرائيل وهو ما يسعى إليه هؤلاء الخونة .. هذه اللعبة القذرة التى تمارسها المنظمات الإرهابية منذ الحروب التى تورطت فيها مصر من عام 1948 إلى حرب 1973 ، فى الوقت الذى تحملت فيه مصر سقوط ضحايا بالألاف وأعباء إقتصادية لإعادة بناء ما أتلفته الحروب ، فى الوقت الذى إلتزمت فيه جميع الدول العربية بالصمت وإكتفوا بالشعارات الرنانة والنضال الحنجورى ، والأن بعد أن كشفنا كل هذه المؤامرات وأفصحنا عن الدور الذى تمارسه أمريكا وجماعة الإخوان ومنظمة حماس وإسرائيل ، يعود نفس السيناريو بأشد وقاحة مستغلين الظروف التى يمر بها الوطن من حالة تخبط وشرذمة وعدم إستقرار ، وهو ما تسعى إليه بعض المنظمات الإرهابية والمدعومة من الخارج للتخريب داخل مصر .. وهنا نتساءل حينما سقط شهداء الهجوم السافر والوقح على أقسام الشرطة فى العريش وسقط جرحى ، لماذا لم تشتعل الفضائيات بقيادة المايسترو وائل الإبراشى والمايسترو محمود سعد والناشط السياسى المتحول مصطفى بكرى والحنجورى عمرو أديب والسهتان يسرى فودة .. إنطلقت كل هذه الحناجر وهى تراقب الأحداث المشتعلة أمام السفارت الإسرائيلية لتشحن الغوغاء وتحرك الشارع لإحداث مزيد من الفوضى ..
** نعم لم يفت هذا الحادث مشعل الحرائق الداعية صفوت حجازى فسرعان ما ذهب إلى السفارة الإسرائيلية لإصدار الفتاوى والتحريض على مزيد من الحرائق وقد صرح بأنه يجب طرد السفير الإسرائيلى فورا ووقف تصدير الغاز لإسرائيل وإعلان الجهاد وحث الجيش المصرى على الرد الفورى والعسكرى ، وقد تخيل هذا المناضل الحنجورى أنه أمام أحد ألعاب الفيديو جيم وما عليه إلا أن يمسك بالذراع ليحرك اللعبة كما يشاء ففى ثوانى يمكنه إسقاط جيش بأكمله ، ولم يدرك هذا الداعية أن الحروب التى خاضتها مصر أودت بالتنمية إلى وراء سنين عديدة .. ورغم أن ضحايا الهجوم الإسرائيلي على الحدود المصرية قد بلغ عددهم 6 شهداء ، وهو ما يقارب رقم الشهداء فى أحداث العريش بالهجوم المسلح على أقسام الشرطة وترويع مدينة بأكملها وإستعراض القوة من قبل منظمات إرهابية ملثمة .. لم نجد حنجورى واحد يطالب بالقصاص من القتلة ،ولم نجد مظاهرات تندلع فى القاهرة ومحافظات مصر تطالب بضبط المتأمرين من الخونة الذين توغلوا داخل سيناء والعريش ، هذا وقد إستغل الموقف بعض الأجنحة العسكرية الفلسطينية ، وأطلقوا البيانات ، فقد أصدرت جماعة التوحيد والجهاد هذا البيان الذى تلقفته الصحف وهى فخورة بنقله عبر صحيفتهم .. يقول البيان " إن أرض الكنانة وجبال الطور قد دخلت مرحلة جديدة ستكون من خلالها عنوانا بإذن الله الواحد الأحد ، فى المرحلة القادمة من الصراع مع أعداء الله اليهود وذيولهم " ، وأكدت الجماعة فى بيانها أنها تبارك السواعد التى دكت حصون العدو اليهودى فى منطقة إيلات وإنها تحتسب الإخوة الذين قتلوا فى تلك العملية البطولية شهداء ، وطالبت هذه الجماعة حكومة حماس بالإفراج الفورى عن جميع أسرى السلفية الجهادية وعلى رأسهم الشيخ "أبو الوليد المقدسى" ، وهذا البيان تم نشره بجريدة اليوم السابع صفحة أولى بالبنط الكبير تحت عنوان "جماعة فلسطينية تتوعد بتحويل سيناء إلى أرض للمعركة مع إسرائيل" .. وهنا أسأل السيد الهمام رئيس تحرير هذه الجريدة المسماة باليوم السابع .. هل تعلم سيدى الفاضل تأثير هذا الخبر المنشور فى الصفحة الأولى فى صدر الجريدة ، وما هدفه .. هل لا يدرك السيد رئيس التحرير أنه يساهم ربما عن عمد أو ربما عن جهل بتخريب مصر والتحريض على مزيد من الفوضى .. ونتساءل ما كم هذا الغباء الذى صار فيه الإعلام المصرى المقروء والمرئى .. إنها مصر أيها الأفاقون .. ماذا تريدون منها ؟!! .
** أما أخطر ما يتم فى الشارع المصرى من الأحداث الجارية هو إنزال العلم الإسرائيلى ورفع العلم الفلسطينى لجرجرة مصر ودفعها للمواجهة العسكرية مع إسرائيل .. نعم لقد كانت نكبة 25 يناير هى السبب فى تسلسل الأحداث .. نعم كنا نحترم هذه المظاهرات والإعتصامات التى لم يتوقف سقف مطالبها على الإصلاح والعدالة والتنمية بل وصل سقف المطالب إلى إسقاط الدولة وهيبتها وجعل المتسولين يتجرأون على الوطن ..
** أخيرا سؤالنا للجيش المصرى .. هل سوف تظل تراقب الأحداث وهى تتصاعد فى منتهى الخطورة .. نرجو الضرب بيد من حديد على كل عميل وخائن وقابض ثمن خيانته .. فالوطن أمانة الأن فى حوزتكم .. إنتبهوا قبل فوات الأوان .
رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير موقع صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق