كتب ولاء تمرار: يقول القدماء فلاسفة العصر القديم عن الانسان المحظوظ : ولد نحت نجمة سعدة ...أي انه وجد على هذا العالم وخطه معه وفوق مهده نجمة الحظ السعيد , ترعاه كما ترعى , الفودكا والشامبانيا نشاطات المطرب العظيم صاحب الصوت الجميل جورج واسوف " ابو وديع " , وكما تقدم البرنامج الرمضانية برعاية ذلك المشروب البرتقالي , او ذلك الشاي الاخضر !!
بعد مشاهدة جورج واسوف يغني بعبق الفن , لبشار الاسد , جراحة ازداد ايماني الفكري بوجود نجمة ترعاني , وتسهر على مستقبلي , عندما اشاهد الاخبار العاجلة بدأت المحها فوق رأسي , اينما وقفت في شرفة منزلي , وكنت اسأل هل تعرف هذه النجمة الطريق الى , أما أنا اعرف الطريق لها , فقد كانت نجمة كبيرة جميلة مشعة , قوية وكانت من شدة يهرها علي , تظهر في كل ليله !! حتى لوكان الطقس غير جيد , ما يجعلني ازعم ان هناك خيرا بالطريق , حيث اداوم على الخروج الى شرفة المنزل كل ليلة , وهكذا رحت افكر في مواجع الربيع العربي , ومواجع كيف يكون حال الشعب السوري واللاجئين الفلسطينيين بعد سماعهم للمطرب الكبير ابو وديع وهو يغني بعد ان قامت قوات الجيش العربي السوري بقصف الاحياء السكنية وكامل الشريط الساحلي المحاذي لمدينة السياحة السورية " اللاذقية " ...مجنون ليلى ...
حدث منذ فترة ان حادثت احد اصدقائي في الهند الدكتور عدنان فرج الله , والذي يعيش في ترحال دائم وسفر من الهند الى كندا , بحكم مهامه في اطباء بلا حدود , ويقيم الهندية نيودلهي , بعد ان تابع مقالاتي وقضينا السهرة في استعراض بعض المقالات المحدثة واستعراض مآسينا وبلاوي العرب الحالية في ظل ربيع الثورات المتتالية بداية من دول المغرب العربي وحتى مشارق الجزيرة العربية ..
حيث افتتح النقاش بسؤال وجهة لي : صدقا الا تجد هذا غريبا , فقلت ما هو الغريب يا دكتور ؟ قال : الثورات العربية قامت في دول ودول وليس في كل الدول !!؟ فتبسمت له ضاحكا وقلت : أنا احادثك من أمان نافذة شرفتي المنزلية ورأسي الى السماء , وأمام هذا القمر الجميل توجد نجمة لامعه مثل نجمة الفنان جورج واسوف ! ولكن هذا النجم ما هو الا قمر تجسس واضح جدا في كبد السماء ,... فرد ساكتا بعض الشيء يخاطبني بلهجة مغايرة لقد فهمتك وسكت !!
فبقي الدكتور عدنان مذهولا , فما كان يدري ان ليس كل ما يلمع ذهبا , ولا كل ما يضيئ يضيئ نجما , ولا كل ثورة نصرا , ولا ظن الثورات في بعض الاحيان قد انخرطت ايضا في حزب الجواسيس , فغدت عميلا باسم التحرر يشي بالكل ويتأمر على الجميع ؟!
في القاهرة ... محيط مجمع التحرير , كثيرا ما لمحت شرفات المنازل واسطح المباني كاميرات الجوال والات الصحفيين منصوبة , لرصد حركة المحتجين المتظاهرين وسط الميدان , الكل هناك ما ان يقيم في الطوابق العليا حتى يأخذ نفسة مأخذ الصحفي الباحث عن الحقيقة ونشر الاحداث , مكتشفين حركة شباب مجمع التحرير , فيقضون الايام والليالي في متابعتهم وحتى التجسس عليهم , من منا تأكد ... هل جميعهم مصورون ضمن الاذاعات والمحطات الفضائية ؟ أم كان اذن اثناء ذلك لانهماك في التجسس على الحشود , نحن العرب وللأسف الشديد الذين تربينا على مناجاتها والتغني بها .. افصد هنا " الحرية " ...الغريبة .
في النهاية : اننا ما عدنا ندري صراحة , على ايامنا الحالية وفي هذه الثورات العربية لمن نبوح بأسرارنا , ولا كيف نحافظ عليها , ما من سر في انفسنا ولا في ثيابنا مهما صغر , الا وتعرف بها الدول الغربية وعلى رأسهم اسرائيل , بفضل اعينها واذانها الحديثة باسم الصحافة والتكنولوجيا والفن والفنانين , ربما صار لزاما علينا ان نهرب الى كوكب اخر غير الارض ....انتهى . جنون كاتب.
0 comments:
إرسال تعليق