الشعب السوري يستغيث ولا من مجيب .وكان الامر لا يهم الانسانية جمعاء .ماذا ننتظر لحماية اخواننا السوريين من المجازر المتكررة في المدن والقرى التي اصبحت منقوشة في الذاكرة العربية انطلاقا من حماة ومرورا بادلب .ونعرج على باب عمرو والزبداني والخالدية وباب سباع .وغيرها من الاحياء التي اصبحت مسرحا لماساة انساانية بجميع المعايير الدولية. حيث تنتهك الحرمات والمذابح العشوائية في حق الاطفال والنساء والشيوخ انتقاما من حركات الاحتجاج والمطالبة باسقاط النظام..
القصف العشواء طال المباني السكنية بانواع متطورة من السلاح التي قدمتها موسكو للنظام عبر ميناء طرطوس الذي تحول الى قاعدة عسكرية يرسو فوقها الاسطول الحربي لحماية مصالحها في المنطقة .وهي بذلك لا يهمها النظام ولا الشعب السوري الذي بقتل كل يوم .بقدر ما تهمها فرض هيمنتها الدولية بعد سيادة القطب الواحد خلال الحرب الباردة وسقوط اكذوبة الاتحاد السوفياتي والنظام الاشتراكي البائد الذي يضع الشعب عبيدا يخدمون مصالح الدولة
اذا كانت روسيا خسرت الكثير من مواقعها الاستراتيجية .خلال الخمسين سنة الماضية .فانها مجبرة لخوض معركة التحدي وبسط نفوذها على منطقة الشرق الاوسط .واعادة توازن القوى العالمية بعد فشل الادارة الامريكية في عهد اوباما الذي لم يهتم كثيرا بمعالجة الملفات الخارجية .وركز اهتمامه على حماية امن اسرائيل دون ان تنجح المفاوضات التي كانت تهتم بها الخارجية الامريكية.وتفاقم الازمة العالمية قلص هذا الحضور الامريكي في صناعة مشهد سياسي جديد في المنطقة.وصعود قوى جديدة مثل الصين التي تقوم بتحالفات قوية مع حليفتها الروسية .وتشكيل قوى ضغط وتجانس لمواجهة الغرب الذي يتخبط في ازمات داخلية .ولا يملك القدرة على اتخاذ خطوات ملموسة حتى لا تستنزف اقتصاداتها .وتفشل في حماية مواقعها على الساحة الدولية ..
ان اهتمامنا الان يتركز على توفير غطاء عربي ودولي لحماية المدنيين من الة الحرب التي يشنها النظام البعثي ضد ثورة الكرامة الباسلة التي تؤكد على تماسكها .ومواصلة المشوار حتى النصر .وازالة حكم استبدادي ابان عن افتقاره لروح الحوار .واكد على نجاحه الواسع في تضليل بقية الشعب في دمشق وحلب والمدن المحاصرة التي لا تقوى ان تتنفس هواء الحرية بشكل طبيعي .واختار الحل الامني والعسكري لابادة شعب باكمله بدون رحمة .ولا احساس بالذنب وهو يقطع الكهرباء على حاضنات الرضع .وقصف المستشفيات .واصابة طاقمها الطبي .وتراكم الجتث على مداخله.صور يندى لها الجبين .وهي رسائل استغاثة لخصها الطبيب الميداني في صرخته المدوية لتحريك الضمائر الحية .وتحرك عربي مفصلي لتوقيف المجازر بالدرجة الاولى.وتكثيف المساعي الدولية للخروج بموقف صارم حيال ما يتعرض له الشعب السوري بعد صدور حق النقض الفيتو الروسي والصيني ضد مشروع القرار العربي والغربي لادانة النظام في دمشق.وقد جاءت زيارة وزير خارجية روسيا لبشار الاسد دعم الجهود التي تقوم بها موسكو لحماية الرئيس السوري من السقوط والتنحي .ومساندته بالسلاح والعتاد للقضاء على الانتفاضة المباركة التي يترجمها الاصرار القوي .رغم عدم توازن القوى بين جيش مدجج بكافة الاسلحة المتطورة .وشعب يملك ارادة قوية في التغيير والوصول الى سوريا المستقبل...
ما زال نظام البعثي يستهلك الرواية الرسمية عن وجود عصابات ارهابية .تهدد امن واستقرار البلاد .ويشن حملة شرسة على القنوات الفضائية .ويعتبرها قنوات الفتنة .والتي تخدم مصالح الغرب بالدرجة الاولى .واعتقد ان الشعب السوري بكافة طوائفه واقلياته اذكى بكثير مما يعرض في الاعلام الرسمي من اكاذيب وحجج دامغة في تورط جهات خارج سوريا تهدد استقراره .وقد اوفى السيد اوغلو وزير خارجية تركيا في مؤتمره الاخير .كيف لنظام يملك اقوى جيش عربي لا يقدر على مواجهة عصابات في حي واحد مثل الزبداني .فكيف له مواجهة تركيا .ومن هنا يجب ان يفهم كافة اطياف المجتمع السوري حقيقة ما يجري في هذه الاحياء المعارضة لسلطة نظام الاسد....
الخطوات التي قامت بها دول الخليج تعتبر .خطوة محمودة تحتاج الى تفعيل قوي للموقف العربي بان يسلك نفس النهج في طرد السفراء السوريين .واقفال السفرات العربية في العاصمة دمشق.وقطع العلاقات الرسمية .وتجميد التعاملات والاتفاقيات .وكافة الانشطة الدبلوماسية.كخطوة اولية .تعقبها خطوات حاسمة ابان الاجتماع المرتقب للدول العربية خلال نهاية هذا الاسبوع.رغم ان الوقت لا يسمح بمزيد من الانتظار .والان تدك حمص على سكانها .ونقص حاد في المواد الطبية وشح في المواد التمويلية الاساسية .وسقوط البيوت على اصحابها .وما تزال الجتث تحت الانقاض .وحالة من الهلع والفوضى تعم احياء الزبداني وريف دمشق.والقصف سيد الموقف امام انظار العالم .والسكان يطلبون الاستغاثة من الدول العربية والمجتمع الدولي للتحرك الفوري والسريع .وادخال المساعدات الانسانية عن طريق البوابة التركية .وعلى الاردن ولبنان والعراق ان تتخذ مواقف بطولية وشجاعة لانقاذ ما يمكن انقاذه بعيدا عن الحسابات الضيقة والمصالح السياسية التي لا تؤمن بضرورة تغليب كفة الشعب على حساب مصالح الانظمة التي لا تفقه معنى حرية الاختيار..
وعلى المعارضة السورية بكافة الوانها .ان تحسم مواقفها المتناقضة في ظل تعرض الشعب السورية لحرب همجية بغطاء روسي .والنظام ما يزال يعتقد ان الحل العسكري سيقضي على الثورة السورية .ولم يعترف بعد بان حالة الانشقاقات بدات تاخذ منحى ايجابي لصالح الثوار الذين يحتاجون للسلاح للدفاع عن المدنيين .والوقوف في وجه مخططات النظام بتحويل سوريا الى منطقة تعرف حرب اهلية حتى لا يكون سقوط النظام دون خسائر تذكر...
ان فكرة ارسال بعثة مراقبين يمثلون جامعة الدول العربية ومجلس الامن .تعتبرخطوة يائسة ومضيعة للوقت .ومهلة اخرى لتبرير القتل في حق الشعب السوري الذي يصرخ باعلى صوته من داخل المستشفيات التي لم تعد قادرة لاستيعاب عدد الجرحى و القتلى.و الدخول في تهييء مؤتمر دولي باشراف تركي .ومواقف الادارة الامريكية في تقديم مساعدات انساية .والبحث عن سبل انقاذ المدنيين .تعتبر اقتراحات استباقية لا يمكن ان تخرج بنتائج تذكر في ظل الرسائل التي ارسلها بوتن للدول الغربية وحذرها بالتلاعب بمصير نظام الاسد .وهو بذلك يبعد عن نفسه شرارة الربيع العربي .والخوف من ثورة جديدة في روسيا تخسره ولاية اخرى للدخول الى الكرملن.وبهذا يكون بشار الاسد قدم مساعدة كبيرة في نهج التصعيد العسكري ضد شعبه ليرضي حليفه الروسي.والجانب الايران يساهم بدوره في بقاء نظام بشار .لانه يخدم مصالحه في المنطقة.بعد الحرب الكلامية مع واشنطن في ظل العقوبات المتكررة .وترك الملف السوري مفتوحا على جميع الاحتمالات .يعزز مواقف ايران في منطقة تنذر بالاسوا
وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه ما يرتكبه النظام من مجازر في حق الانسانية.والاسراع للبحث عن حلول سريعة وحماية كل فرد في سوريا .واتخاذ التدابير الممكنة لدعم الجيش الحر ليكون سقوط نظام دمشق من داخل سوريا وعلى يد شباب الثورة الذين قدموا من دمائهم وارواحهم الغالي والنفيس .ويتحقق التغيير الذي كان ينشده الشعب اكثر من احدى عشر شهرا....
0 comments:
إرسال تعليق