نحن نعيش في العام الثاني عشر من القرن الواحد والعشرون ومع ذلك نسمع عن أحداث لا يمكن أن يصدقها عقل تحدث في مصر .
مصر أم الدنيا ومهد الحضارة ومنارة العلم والعقل والحكمة يهان أهلها بهذه الطريقة المشينة والتي ظنت البشرية أنها قد إنتهت منها منذ عهود الظلام والعبودية يحدث في قرية شربات بالنهضة بالعامرية التابعة لمحافظة الإسكندرية ، حرق منازل وسرقة محال تجارية لأقباط والتهديد لهم بالتهجير من أجل ضبط شاب " ترزي " قبطي مع سيدة مسلمة سيئة السمعة !!!.
إمرأة سيئة السمعة كما جاء في الخبر ضبطت في حالة تلبس مع شاب " أي شاب أو أي رجل " طبقا للقانون أن يتم القبض عليهما من مكتب مباحث الأداب التابع للقسم أو المركز التابعة له القرية ويقدما إلى النيابة العامة بتهمة " الدعارة " ، وغالبا ما يفرج عن الرجل ويعتبر شاهدللواقعة ويتم حجز المرأة إلى أن يتم عرضها على النيابة والتي تحيلها إلى القضاء . ينظر قاضي المحكمة التهمة الموجهة إليها و يقضي بالحكم .
وهنا أتذكر ذلك المشهد من فيلم " طيور الظلام " عندما ضبطت بطلة الفيلم في موضع مشابه وكان على محاميها " عادل إمام " أن يذهب إلى المحكمة ليتعرف على شخصية القاضي الذي سينظر القضية فيلجأ إلى زميله المحامي الذي إنتمى للجماعات الإسلامية ليدافع عنها . يقبل الزميل بعد جدال وبالفعل يحكم عليها بالبراءة .
قضيتنا أنه لم يتدخل القانون . بل تدخلت المجالس العرفية . المجالس العرفية في مصر أصبحت المسيطرة على كل حادثة يكون الطرف الأخر فيها قبطي . سواء كهذه الحالة أو الأعتداءات على الأديرة والكنائس وما شابه ذلك . وأصبح أقباط مصرهم " الملطشة"و"الحيط المايله " لكل من هب ودب تحت فكرة " مال النصارة وعرضهم غنيمة لنا " . أما إذا إعتدى مسلم على مسيحية وإغتصبها وليس كما هو الحال في قضيتنا والتي ضبط فيها القبطي مع إمرأة مسلمة سيئة السمعة يمارسان الرذيلة . والقانون في حالة الإغتصاب " طناش " وفي سابع نومه ....
الجلسة العرفية بالعامرية " وأعرف أنها قريبة من مرسي مطروح والعرب هناك لهم جلساتهم العرفية" هددت بطرد وتهجير 8 عائلات مسيحية من القرية بعد حرق منازلهم ومتاجرهم تماما كما حدث في قرية أطفيح وحرق وهدم الكنيسة والإصرار على طرد وتهجير جميع أقباط القرية لولا تدخل الشيخ حسان .
واقعة قرية شربات مختلفة لكنها أيضا متشابه مع ما حدث في نجع حمادي ونفس القصة قبطي مع مسلمة .
طيب المسلمة في كلتا الحالتين تعتبر بائعة هوى . وبائعات الهوى للهوى القبطي والهوى المسلم وأي هوى يحب الهوى . إنها لا تقول لأ إختشي إنت نصراني كافر لما تاخد الهوى مني أروح النار مع الكفار لأ ..لأ إبعد عني .
بائعات الهوى في بلادنا الشرقية لسنا كما يسميهن المجتمع " مومسات " بل هن فقيرات محتاجات وعلى رأي غادة عبد الرازق في فيلم " حين ميسرة " عندما إلتقت بسمية الخشاب المسكينة وأخذتها معها إلى بيتها وإهتمت بها وفوق السرير حاولت أن تمارس معها السحاق فصرخت سمية وقالت لها " كلكم كده " فردت عليها غادة " هو إنتِ حلتك حاجة غيره " .
أرجو أن يسامحني القاريء لإضطراري الأستشهاد ببعض من مشاهد الأفلام .. لأنها مع شديد الأسف تجسد لنا حقيقة ما وصلت إليه أحوال مصر من تردي وضياع .
أصبح القبطي في مصر مستهدفا إن كان فقيرا " ذكر أم أنثى " يتم الإلتفاف حوله لأسلمته وبعدها هو أو هي وحظه أو حظها . وبالنسبة للغني يصطادون له ذلات الأخرين فيقومون بإحراق منزله " منازلهم " ونهب وسرقة متاجرهم والتهديد بالطرد أو التطرد فعلا .
نحن أمام مشكلة حقيقة تواجه المجتمع المصري الذي ضاعت هويته المحبة والمسالمة . وليس أمامنا سوى البرلمان " المجلس الشعبي" الذي أصبحت غالبيته من الجماعات الإسلامية ونسأل :
هل يعقل أن يحدث هذا في القرن الواحد والعشرون ؟؟!!.
بل وأضيف .. وهل يصح هذا والمسلمون يتطلعون إلى أن يكون لهم وجود في العالم كله ويعترف الغرب بدينهم وبهم ويصلون إلى سدة حكم الغرب النصراني الكافر ؟؟!! .
آلا تخشون من معادات أو عدم قبول الغرب وبعضا من دول العالم لكم ولوجودكم معهم ويخافون منكم على مستقبل بلادهم لما يحدث في مصر وغير مصر للمسيحيين الذين إستقبلوا الإسلام ورحبوا به وبالمسلمين أن يحدث لهم ما يحدث للمسيحيين في مصر الأن وقبل الأن ؟؟!!.
أنا أحب مصر وكل المصريين وأصر أنه مازال لي شقيقات وأشقاء لم تلدهم أمي ولم ينجبهم أبي في مصر من المسلمين .
فهل يا مجلس الشعب ستعيد لمصر وجهها السمح الباسم الذي إستقبل كل لاجيء إليها بالترحاب ؟؟!!.
أتمنى .....
0 comments:
إرسال تعليق