يقول المثل "ان لم تستحي فأفعل ما شئت" وقد فعلت القيادتان الفلسطينيتان المتنازعان في حركتي فتح وحماس كل ما في وسعهما لتعطيل المصالحة فيما بينهما.
جولات متعددة من الحوار من أجل المصالحة كانت تنتهي ببيانات تطمئن الشعب الفلسطيني ان الخلاف بين الطرفين في طريقه الى الزوال .. ثم تمر أيام ليكتشف الشعب ان الخلاف ازداد عقدا على عقده الاولى. أي ان الخلاف يبيض ويفقّس خلافات على خلافات.
الشعب الفلسطيني ما عاد يعرف ما هو سبب الخلافات.. مع بدايتها كان يميل البعض على تفسير الخلاف بأنه بين نهجين سياسيين مختلفين، النهج الاول هو من تتبناه حركة فتح وقد تنازلت عن الحقوق الفلسطينية وهجرت الكفاح المسلح لصالح المفاوضات مع العدو. والنهج الثاني وهو من تتبناه حركة حماس التي تصيح بأعلى الصوت بأنها تتمسك بالمقاومة وتريد تحرير فلسطين من البحر الى النهر.
يعرف الفلسطينيون ان هذه السياسة المعلنة لحماس غير مطبّقة على الأرض، فهي لا تقاوم وبنفس الوقت تمنع المقاومة. وقد أعلن مسؤولها الاول خالد مشعل ان حركته توافق على إقامة دولة فلسطينية على أراضي عام 67...وحركة فتح هي الاخرى توافق وهي متلها مثل حماس لا تقاوم.
فلسطين كلها تدوخ لتعرف على ماذا يختلف هؤلاء!. ولماذا يعلنون عن المصالحة في الليل ولا تتم في الصباح؟ هل هناك من يلعب برؤوسهم وعقولهم؟ هل هم أدوات برتبة قيادات؟ لمصلحة من يتنازعون؟
يقول قائد فلسطيني قديم، عندما كنا نختلف على النهج فيما بيننا كانت توحّدنا فلسطين. فما بال هؤلاء الوطنيون جدا لا يوحّدهم الوطن؟ الفلسطينيون كحدّ السيف لا توحّدهم فلسطين؟ المتدينون بوحدانية الله لا يتوحدون عند عتبات المقدسات المهددة؟
هل ما عادوا يريدون فلسطين، إنما الاكتفاء بسلطة فلسطينية تؤمّن لموظفيها فقط بعض الفتات من المحتل نفسه لقاء تأمين خدمات أمنية؟ّ!
وهل غيّروا عهدهم بتحرير البلاد، ليستبدوا بما تجود به صناديق الاعانات وصناديق الشحادة وصناديق بيع المواقف.
هل بات الوطن مجرد حكومة وعنوان لخلاف لا ينتهي؟..
ليستحوا ويوقفوا هذا الخلاف الممنهج والمموّل، ففلسطين تئن من طعناتهم.
ليوقفوا هذه المتاجرة وهذه المشاجرة الدنيئة والخبيثة.
وإن لم يوقفوا ولم يستحوا، فعلى الشعب ان يأخذ زمام المبادرة!
لينهض الشعب الفلسطيني ويرفع مكانسه بدل بنادقه ويكنس هذه الافرازات الى مزابل التاريخ ويوقف هذا الخزي!
0 comments:
إرسال تعليق