استدراكات هنية؟/ سري القدوة

لم يكن بوسع حماس بعد اجتماع مكتبها السياسي أن تكتم عن اخبار المعارضة الداخلية لخالد مشعل رئيس مكتبها السياسي وسرعان ما تسربت وتناقلت وكالات الانباء والصحف الخلافات الشديدة بين تيار غزة وتيار الخارج المشرد بين العواصم العربية بعد خروجه من سوريا والذي يتزعمه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي .. وبين هذا الخلاف وجهت حماس الضربة القاضية لاتفاق الدوحة ، ووضعت شروطا جديدة واستدراكات متجددة علي تنفيذ اتفاق الدوحة ، والذي حرص الرئيس محمود عباس أن يوقعه بنفسه مع خالد مشعل وان يقوم بنشره وبشهادة الشيخ حمد بن جاسم الرئيس القطري ولكن حتى هذه الخطوة لم تسعف عباس ووقع الرجل ضحية استدراكات حماس والمعارضة الداخلية للمصالحة ، ليقف شعبنا ويكون ضحية من جديد بين ( استدراكات اتفاق مكة واستدراكات اتفاق الدوحة ) ..

وفي العاصمة المصرية كان اجتماع قيادة حماس حادا وعاصفا، وشهد نقاشات متوترة تركزت في معظمها على «تفرد» رئيس المكتب السياسي خالد مشعل بالقرار، في اتفاق الدوحة الأخير.

وإن الاجتماع الذي حضره أعضاء المكتب السياسي ، وقياديون في حماس من الداخل والخارج ومن خارج المكتب السياسي ، ومن بينهم إسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة في غزة ، وآخرون ، كان أكثر من عاصف ، وحادا معظم الوقت.

وإن معارضي الاتفاق شنوا هجوما على مشعل بسبب قبوله بالاتفاق قبل أن يعود إلى قيادات ومجالس الحركة، متهمين إياه «بالتفرد» في قرار حماس.

وحاول مشعل شرح لمعارضيه لماذا قبل اتفاق الدوحة بصيغته الحالية، قائلا لهم إنه اتفاق يصب في مصلحة حماس. مؤكدا أن الاتفاق يتضمن تعهدات قطرية بإعادة أعمار غزة وفتح خطوط مع الولايات المتحدة ودول أوروبيه ورفع الحصار عن غزة ، وتأمين الدعم المالي وعد قطعه، وعدم الاعتراض على فوز حماس مرة أخرى في ألانتخابات وعدم محاصرتها كما تم في المرة الأولى. كما تحدث مشعل عن تعهدات بممارسة ضغوط دولية على إسرائيل لمنع أي تصعيد في قطاع غزة.

وأقنع حديث مشعل البعض ولم يقنع آخرين تحفظوا بشكل كبير على رئاسة الرئيس محمود عباس للحكومة الانتقالية، معتبرين ذلك إقرارا بفشل حماس وعدم قدرتها على قيادة الفلسطينيين وتسليم أمرها لأبو مازن.

ولم ينه الاجتماع الخلافات داخل حماس حول هذه النقطة، غير أنه تم الاتفاق على وقف أي أحاديث إعلامية حول الخلافات والظهور بمظهر الحركة الواحدة الملتزمة بالقرار السياسي.

واليوم بعد هذا الخلاف الواضح بين اقطاب السياسة الحمساوية تضيع غزة وتبقي اسيرة لمواقف حماس غير مبالية مصالح شعبنا الوطنية العليا وغير شاعرين بالأخر ومعاناته مجسدين شعارهم التاريخي نحن فقط والي مش معانا لا يمكن أن نسأل عنه .. محاولين اقناع الشعب بان ما يجري داخل حماس هو تفاعل ديمقراطي وحراك طبيعي وان ما يجري هو ممارسة للديمقراطية .. متناسين أن من شان تعنتهم ورفضهم تطبيق الاتفاقيات هو نسف كل جهود المصالحة والعودة الي المربع الاول ونقطة الصفر .. غير مبالين مصالح شعبنا ومقنعين انفسهم بان لا وجود لمن يعارض سياستهم في غزة وبان شعبيتهم تزداد يوما بعد الاخر وهم الاجدر بالحكم وباستمرارهم في اختطاف غزة لتنفيذ مشروعهم الاكبر وهو اقامة الامارة الاسلامية في غزة ..

الشعب يموت بين الاستدراكات ويدفع الجميع الوطني الثمن لهذا التعنت الاعمى والمواقف الغبية التي يمارسها من اختطفوا غزة تحت مسميات مختلفة ضاربين بعرض الحائط مصالح شعبنا بالرغم من انتهاء حتى فترة التشريعي وأصبح وجودهم غير قانوني وكل ممارساتهم باطلة وفاقدة الشرعية .. حيث أن المجلس التشريعي غير شرعي ولا يمكن له أن يمارس أي صفه رسمية وقانونية لانتهاء ولايته القانونية .. وباتت قراراته غير شرعية ومخالفة للدستور الفلسطيني ..

واليوم بات الشعب الفلسطيني رغم تفاؤله بانهاء الانقلاب الاسود وفرحته بإعلان اتفاق الدوحة الا أن الصدمة من جديد كانت متوقعه لان حسابات الربح والخسارة هي من يسيطر علي تفكير قادة حماس .. ماذا سيستفيدون .. ؟؟ وماذا سيحققون لو كان الرئيس ابو مازن هو من شكل الحكومة وتحمل المسؤولية ؟؟!! ..

هذا هو التفكير العلني والخلاف بصوت مرتفع بين قادة حماس ..

ولكن ما خفي كان اعظم ..!!!؟؟؟ .. والفضيحة اكبر من كل ذلك حيث المصالح الذاتية وبريق الكراسي ونهب الاراضي والممتلكات والسلب والسرقة وتجارة الانفاق والضرائب الغير شرعية والسيطرة والتفرد وتبيض الاموال والتخوف من القصاص والمصالح الخارجية وسيطرة ايران علي طبيعة الحكم الحمساوي في قطاع غزة .. وبات واضحا للجميع بان هنية هو من قبض الثمن من ايران وضرب الجميع بعرض الحائط .. ولذلك خرج علينا باستدراكات اتفاق الدوحة ..!!!!

رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين

CONVERSATION

0 comments: