....بوبي ساندز اسم لامع في سفر النضال الاممي،دفع هو ورفاقه من أسرى الجبش الجمهوري الايرلندي"الشين فين" في السجون البريطانية ثمن الاعتراف بهم كأسرى حرب شهداءاً ودماً وتضحياتاً جساماً،حيث خاض أسرى الجيش الجمهوري الايرلندي"الشين فين" إضراباً تتابعياً عن الطعام والماء في سبيل ذلك،بدأه المناضل بوبي ساندز في 1/3/1981 وليستشهد بعد أربعة وستين يوما من الاضراب المتواصل في 5/5/1981،وليحمل الراية من بعده رفاق آخرين له،ولم يتوقف هذا الاضراب سوى في الثالث من تشرين اول 1981 بعد استشهاد عشرة من مناضلي الجيش الجمهوري في السجون البريطانية،واستجابة الحكومة البريطانية لمطالبهم والاعتراف بهم كأسرى حرب.
والأسرى الفلسطينيون لا تقل تجاربهم وخبراتهم ونضالاتهم وتضحياتهم عن تجارب وخبرات ونضالات وتضحيات ثوار الجيش الجمهوري الايرلندي"الشين فين"،فالحركة الآسيرة الفلسطينية في سبيل الدفاع عن حقوقها ومنجزاتها ومكتسباتها،وفي سبيل العيش بحرية وكرامة،وضد الحرب الشاملة التي اعلنتها ادارة مصلحة السجون عليها،من أجل كسر ارادتها وتحطيم معنوياتها وتفريغها من محتواها الوطني والنضالي منذ بداية الاحتلال وحتى اللحظة الراهنة خاضت أربعة وعشرين اضرابا مفتوحاً عن الطعام،ناهيك عن الكثير من الخطوات الاحتجاجية والاضرابات الجزئية،وقد دفعت في سبيل ان تنتصر وتحمي حقوقها وتصون منجزاتها ومكتسباتها عشرات الشهداء – شهداء معارك الامعاء الخاوية عبد القادر ابو الفحم وراسم حلاوه وعلي الجعفري واسحق مراغة وانيس دولة وحسين عبيدات وغيرهم.
ويبدو ان ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية بعد صفقة التبادل والاضراب الآخير عن الطعام للحركة الاسيرة،حاولت وتحاول توظيف كل الذي حصل من اجل ان تقول للحركة الاسيرة بأنها لن تسمح بأن توظف الانتصارات في صفقة التبادل والنجاح في الاضراب المفتوح عن الطعام لعودة اوضاع الحركة الاسيرة الى ما كانت عليه قبل اوسلو او صفقة شاليط،ولذلك شنت حرباً شاملة عليها حيث امعنت في سياسة عزل قادة وكادرات الحركة الاسيرة الفلسطينية،وفي المقدمة منهم الرفيق القائد احمد سعدات والذين خاض رفاقه في الجبهة الشعبية الاضراب المفتوح عن الطعام من أجل انهاء عزله بشكل خاص والاسرى المعزولين بشكل عام،وفي خطوة استفزازية وعنجهية اقدمت على تمديد عزله لعام أخر هو والمناضلين عاهد ابو غلمه وحسن سلمة وغيرهم،وكذلك بلغت الحرب ذروتها على الحركة الاسيرة من خلال قيام ما يسمى بوحدات قمع السجون "النحشون "و"المتسادا"وغيرها بشن حرب انهاك ومعركة كسر عظم على ومع الحركة الاسيرة من خلال الاقتحامات والغارات المتتالية والمتتابعة ليل نهار،والمترافقة مع التفتيشات العارية وتدمير وتحطيم ممتلكات الاسرى وكذلك استخدام العنف الجسدي والضرب بالهروات واعقاب البنادق واستخدام الغاز المدمع بحقهم،ولتبلغ الامور ذروتها بالهدم الكامل لجدران غرف الاسرى وترحيلهم بشكل قسري وجماعي الى اقسام العزل تحت حجج وذرائع البحث عن اجهزة الهاتف الخلوي التي يهربها الاسرى.
واليوم مع بلوغ الهجمة الشرسة لأقصى مداياتها،وشعور الأسرى بأن إدارة السجون وأجهزة مخابراتها وبقرار من المستويين السياسي والقضائي تنوي إعادة أوضاع الحركة الأسيرة إلى السنوات الأولى لبداية الاحتلال،متنكرة لكل حقوقهم ومنجزاتهم ومكتسباتهم وعاقدة العزم على تحطيمهم وتفريغهم من محتواهم الوطني والثوري والحزبي وتحويلهم إلى مجرد كم مهمل ليس له حول ولا قوة ينشد الخلاص الفردي على حساب العام والخلاص الجمعي،وجد الأسرى أنه لا مناص من العودة لشعارهم الخالد والناظم لكل معارك الأمعاء الخاوية، شعار نموت واقفين ولن نركع و"نعم للجوع وألف لا لالام الركوع"،ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة عن كل الطرق والأشكال السابقة،اضراب مفتوح عن الطعام ومتواصل حتى الشهادة بدون ماء او ملح على الطريقة الايرلندية،حيث يدخل اضراب المجاهد خضر عدنان يومه الثالث والخمسين عن الطعام والماء وهو في حالة من الخطر الشديد،يدخل ويخوض اضرابه هذا ليس من اجل هدف او مصلحة شخصية،بل من اجل ان تحيا الحركة الاسيرة بعزة وكرامة،ومن أجل ان تنتصر،وتدافع عن حقها في الوجود والتنظيم والاسير المجاهد خضر عدنان وغيره من أسرى شعبنا،هم ليسوا هواة شهادة،بل هم طلاب لهذه الشهادة في سبيل الحرية والحقوق والمنجزات والمكتسبات والعيش بعزة وكرامة،وهو لم يلجأ هو وغيره من أسرانا البواسل لخوض هذا الشكل من الإضرابات،الا بعد ان بلغ السيل الزبا،وبعد ان بلغت الحرب الشاملة التي تشنها عليهم إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية وأجهزة مخابراتها ذروتها،حرب تميتهم في اليوم ألف مرة،حرب تعزل مناضلين في العزل الانفرادي لسنوات في ظروف مفتقرة لكل مقومات الحياة البشرية،ناهيك عن منع وقطع كل أشكال التواصل ما بين الأسير والعالمين المحيط به والخارجي،وبما يعني قتل بطيء للمناضل ودفن له في الحياة،ولذلك يبقى الخيار الموت بشرف وبعزة وكرامة أرحم ألف مرة من حياة بلا عزة وكرامة.
المعركة التي يخوضها الاسير المجاهد خضر عدنان،هي معركة من نوع خاص تتطلب دعماً ومساندة نوعية ومبدعة،وحتى لا يكون مصير الاسير المجاهد خضر عدنان وغيره من قادتنا وأسرانا في السجون الإسرائيلية كمصير " بوبي ساندز" ورفاقه،فيجب أن نعد ونوفر لهذه المعركة كل عوامل الانتصار التي تجبر حكومة الاحتلال على الاستجابة لمطالب أسرانا العادلة،وإن لم تستجب وترضخ إدارة السجون الإسرائيلية لتلك المطالب،فلا مناص من دفع الثمن شهداء على الطريقة الايرلندية،شهداء من أجل أن يحيا أسرانا في السجون بعزة وكرامة،وتغلق أقسام العزل الانفرادية،والتي باتت حياة أسرانا فيها في خطر جدي وحقيقي.
وإدارة مصلحة السجون الاسرائيلية،هي مغرقة بالعنجهية والتطرف والحقد والعنصرية،وخصوصاً أن ما تقوم به من ممارسات قمعية وإذلالية وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان والأسرى يحظى بدعم وتغطية من المستويين السياسي والقضائي،فعندما يصف وزراء حكومة الاحتلال،حياة الذل والمهانة التي يحيياها أسرانا في السجون وأقسام العزل والزنازين الإسرائيلية بأنها حياة في فنادق خمسة نجوم،فهذا معناه أن هذه الحكومة عاقدة العزم على سحق وتحطيم أسرانا وكسرهم وإخضاعهم وإذلالهم،وهي لن تستجيب لمطالب الاسير المجاهد خضر عدنان وغيره من أسرى شعبنا ما لم تشعر بأن هناك دعم جدي ومساندة فاعلة وحقيقية له في معركته والتي هي معركة كل الحركة الأسيرة الفلسطينية،معركة تفضح وتعري حكومة الاحتلال ومصلحة سجونها،معركة يتكاتف ويتناغم فيها الجهدين الرسمي والشعبي،معركة تدار محلياً وعربياً ودولياً،فهذه معركة من نوع خاص،وتتطلب جهداً خاصاً،فأي انكسار وهزيمة في هذه المعركة سيترك تأثيراته وتداعياته عل الحركة الأسيرة الفلسطينية لعدة سنوات قادمة،وبما يزيد من تغول وتوحش إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية تجاه أسرانا،وبما يزيد ويعمق من معاناتهم وعذاباتهم داخل الأكياس الحجرية،فلا مناص أمام الاسير المجاهد خضر عدنان وغيره من أسرى شعبنا سوى خوض هذه المعركة،فإما حياة بكرامة وعزة وإما شهادة في سبيل الحق والوطن والحياة الكريمة،فأسيرانا المجاهد خضر عدنان وأبناء حركتنا الأسيرة يمتلكون الإرادة والجاهزية والمعنويات العالية لخوض هذه المعركة الفاصلة والحاسمة في تاريخ الحركة الأسيرة،وربما تؤرخ لمرحلة جديدة في حياة الحركة الأسيرة الفلسطينية،وحتى يحقق الاسير عدنان ومعه حركتنا الأسيرة انتصاراً حاسماً في هذه المعركة،فيجب رفدها ومساندتها بكل أشكال النضال المشروعة مظاهرات واعتصامات ومسيرات وندوات ومحاضرات وتجنيد كل وسائل الأعلام لخدمة هذه المعركة،ووضع المؤسسات المحلية والعربية والدولية في صورة أوضاع حركتنا الأسيرة وطبيعة مطالبهم والأسباب التي دعتهم لخوض هذه المعركة،والتي رأس حربتها وبدايتها الأسير المجاهد خضر عدنان،ويجب أن تنشط كل المؤسسات الشعبية والرسمية الفلسطينية في الخارج والعربية والدولية الصديقة في دعم ومساندة هذه المعركة،وبما يشمل تدويل هذه المعركة،واعتبار ما يمارس بحق أسرانا جريمة حرب تتطلب تستدعي جلب قادة حكومة إسرائيل وضباط مصلحة سجونها إلى المحاكم الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب.
0 comments:
إرسال تعليق