نرى القصور حلما والمال مطلبا والجنس رغبة ونزوة والاله جنة وجهنما/ ميساء ابو غنام

اوقات تمر بلا معنى نسعي في حينها للخلاص....افكار تترنح بين ماضي وحاضر ومستقبل،تشعر في لحظات متفاوتة بعشق يجتاح روحك لتمسك الحياة ببصيلات شعرك وتسير نحو مستقبل السعادة الى جنة البقاء والطموح والتألق والوجود وفي لحظات اخرى يستدرجك الموت لتصبح اسير زنزانته متمنيا الدخول في عالمه طريقا نحو الخلاص.
من انت ولماذا جئت ومن سبب مجيئك،لا تعرف ماذا تفعل وتغفل احيانا عن تفاصيل وجودك...تسير طفولتك امام عينيك جسرا متكسرا ومزيج من الحب والامل والخوف المبرر في لحظات وحدتك وانت تنادي ماما الغائبة في ليلك الحالك،ما اصعب لحظات الاختباء تحت السرير او وراء الباب او حتى تحت لحاف منامك لتتدارك طفولة فقدت في اجمل لحظاتها بريق الحياة،حين كان الصراخ مخنوقا وحين كانت الاحلام كابوسا تسير فيه عاري القدمين على اسفلت شارع بيتك،يلاحقك هذا الحلم مرارا وتسيقظ على قدمين قد لسعت من حرارة الارض في عز الصيف،تكبر وتكبر احلام اليقظة لتعيشك في واقع غير واقعك،تتحدى الزمان والمكان والاشخاص والقدر لتقنع ذاتك انك قادر على تغيير المصير المحتوم.
تكبر ونكبر وما زلت تردد بداخلك ان القادم احلى واجمل واروع وانقى،تفتح ذراعيك وتستنشق هواء انت تعلم مدى تلوثه لتقنع ذاتك انه مسموم،نتخلص من اعباء كانت ولسنوات طويلة عنوان دمار فشل،تتسلق على عناوين رنانة وتدق ابوابا وتصرخ امام ابواب بصوتك المخنوق....تذبل دموع عينيك ويصبح الكتاب صديقك والقهر حليفك والظلم عبادة تصلي بها ركعات دينك واهات ورنات المك تبكيك صامتا تنزف دما مع كل اطلالة شمس........
احيانا نخوص في اعماق ذواتنا نبحث عن مكامن ارواحنا.....نضحك ونبكي ونصرخ ونفرح ونحزن،نكسر ونبني خلايانا وانسجتنا وحينما ننظر الى ملامحنا نرى صمتا متفجرا وركودا وحالة بركان داخلي يفجرنا احيانا ويقتلنا احيانا اخرى ويعيدنا للحياة في لحظاته النادرة.
كم هي صعبة هذه هذه الحياة....حينما ترى ذاتك منفردة متألقة بعيدة عن كل محرمات الحياة،نقنع انفسنا احيانا بأن الموت بعيد وان حياتنا حتمية،نرى البقاء الازلي لهذا الجسد ولهذه الروح ونبدأ باللهث وراء اقلامنا وادمغتنا ونتمتع بنزوات الحياة ونزوات الجسد،نحب ونعشق ونكذب وننافق ونعجب بالمغريات ونرى القصور حلما والمال مطلبا والجنس رغبة ونزوة والاله جنة وجهنما....
ههههه......كم نحن تفها ما اقصر الحياة وما اقرب الموت ولربما ما اجمله حين يسد الافق امامك،تعمل وتعمل وتبحث وتقتني نزوات الجمال لترى السعادة وبعد فوات الاوان تراها في داخلك وفي قبلة تحت ضوء قمر على ناصية شارع....الله على غبائنا حين نعرف قيمة الحياة ومتعتها في لحظة الفراق والوداع،في لحظة انهيار طاقتك وروحك تتعارك مع الموت.
قدرك ليس حتمك...........قدرك هو انت حين تحب وتكره،حين تموت وتعود للحياة،حين تفتقد للامان في لحظة شعورك بالامان.فلنعد الى ذاك المكان وذاك الحضن لنبي عمرا لا تخترقه السنين

CONVERSATION

1 comments:

غير معرف يقول...

من روعات ميسائناو قد أعادت إحياء تلك الكلمات من ماضٍ ليس ببعيد
تحية خالصة لميسائنا الغالية
سيف الدين البيطار