** أسوأ ما حصدته مصر من مكاسب ، بعد إنقلاب 28 يناير 2011 ، هو الفوضى والبلطجة ، وبرلمان "الندامة" ، والمنظمات القبطية .. فكل يوم نفاجئ بظهور منظمة قبطية جديدة ، تعلن عن تواجدها ، وبالطبع حتى تنال الشهرة ، فيسارع أعضائها بعمل مؤتمر بالخارج ، ويتم دعوة بعض الشخصيات الإسلامية ، لزوم الواجهة ، والتى تنتهى كما بدأت بخروج بعض التوصيات التى يتم تداولها عبر بعض المواقع ، بجانب تناول بعض القنوات المسيحية الخاصة الخبر ، والإعلان عن هذا المؤتمر ، بإعتبارهم المتحدثين بإسم الأقباط .. وللأسف ، لو سألت أحد من المنظمين للمؤتمر ، من هو مرشد الإخوان المسلمين ، لكانت الإجابة ، "الأنبا باسنتى" .. المهم ، مجموعة من الأشخاص يحملون حقائبهم للتمتع والسفر خارج الوطن ، وكما يذهبون فهم يعودون كما خلقتنى يامولاى .. فلا يسمع أحد توصياتهم ، ولا هم متفقون على فكر ومبادئ يعلنوها أمام العالم .. ولكن المسألة هى عنطزة وأنزحة على الفاضى .. فلا فرق بين تهريج وغوغاء المنظمات القبطية ، وصراخهم وجهلهم ، حتى فيما يتكلمون فيه ، وبين برلمان الندامة .. هذا البرلمان الذى بليت به مصر بعد نكبة 25 يناير .. طبعا هايخرج علينا بعض المرضى نفسيا ، خريجين الخانكة لتوجيه بذاءاتهم ، فكيف لنا التطاول على الثورة المجيدة "25 يناير" !!! .. وللرد على هؤلاء فى كلمة واحدة .. "جاتكم ستين نيلة فيكم وفى ثورة الإخوان يا أغبياء" !!! ..
** فى وسط هذا الزحام ، ظهرت منظمة تحمل إسم "الهيئة العامة للأقباط" .. ورغم أننا إعترضنا على هذا المسمى أكثر من مرة .. ولكن يبدو أن صاحب هذه المنظمة الذى لا يمت للعمل السياسى بأى صلة ، يصر على تسميتها بهذا الإسم .. والوكسة أن رئيس هذه المنظمة ، لا يمثل الأقباط ، ولا الأقباط يعلمون عنه شئ .. وكلما طقت فى نافوخه أن يعقد مؤتمر أو جلسة بينه وبين المقربين إليه ، أو المنضمين لمنظمتة يهرول إلى أحد الفنادق الكبرى .. ويحرص هو وفريق العمل معه على إرتداء الملابس الرسمية وهى البدلة ، ورابطة عنق ، حتى تبدو الصورة أكثر جمالا!!! ..** المهم .. هل علينا الأخ "شريف دوس" رئيس الهيئة العامة للأقباط ، رغم أنه للمرة المليون لا أعلم عن هذه المنظمة أى شئ ، ولا أريد أن أعلم ، وأعلن عن تأييده المرشح الرئاسى "عبد المنعم أبو الفتوح" .. ووصفه على حد قوله ، بأنه صديق الدراسة .. وعلى الأقباط جميعا أن يرشحوه ، بل أن الأخ "شريف دوس" ذهب إلى هولندا فى مؤتمر من إياهم للأقباط ، والذى كالعادة عقد وإنتهى ، ولم نسمع عنه شيئا .. قال فى المؤتمر ، أنه يؤيد ترشيح "د. عبد المنعم أبو الفتوح" ، وظل يمدح فى الإخوان والسلفيين .. وسط تصفيق حاد من جماعته ، لأنه إستطاع أن يكشف سر ظللنا أكثر من 40 عاما نتحدث عنه ولم نكتشفه إلا الأن ... وذلك إيمانا منهم بعبقريته الفذة ، وتوغله فى السياسة العالمية ، وضرب الودع ، والكشف عن المندل ..
** هذا وقد أضاف الأخ "دوس" فى بيانه ، أن الإخوان والسلفيين يلعبون سياسة منذ مائة عام .. وعلينا أن نتعلم منهم .. والحقيقة أن الأخ "دوس" ، هو الذى يجب أن يبدأ تعليمه فى السياسة من مرحلة kg1 .. لأن الإخوان والسلفيين يؤمنون بالحاكمية الإلهية ، ولا يؤمنون بالدولة ، ويؤمنون بتأليه سلطة الحاكم على سلطة الدستور ، ويسعون لإعلان دولة الخلافة ، ولا يؤمنون بالمواطنة ، ولا بالديمقراطية ، ولا حرية الرأى !!! .. يدعون أنهم ديمقراطيون ، ولكن إذا إصطدمت ديمقراطيتهم بالنصوص الإلهية ، فلا مناص من الإحتكام للنصوص الإلهية ، ولتذهب الديمقراطية إلى الجحيم .. كما أنهم لا يؤمنون بالمواطنة ، بل يعتبرون المخالفين معهم فى الدين من أهل الذمة على أكثر السبل ، كما يعتبرونهم من أهل الكفار ، إن لم يتوبوا !!! ..
** ويبدو أن الأخ "دوس" ، ليس لديه أى وقت للقراءة فى تاريخ الإخوان .. ولكنه ظل يردد كالبغبغان .. "قولوا بجد مين أحق ، إلى الأمام يافتوح ودوس وراك" ... ويبدو مع سخونة الأحداث ، قرر الأخ "دوس" عقد جلسة عائلية على ضفاف النيل ، بأحد الفنادق لإقناع أصدقاء المئة ، وهو إسم اللجنة التى قرروا فجأة تكوينها ، للحديث بإسم الأقباط .. مع العلم أن هذه اللجنة المئة لا تمثل إلا أصحابها .. وكأن يمكن تسميتها "حزب المئة" .. ويعلن عن باب الترشيح للعضوية ، على أن تضم كل التيارات .. فنجد الأن أن بعض الأقباط ، ينتمون للإخوان المسلمين ، والبعض الأخر ينتمون لمنظمة "6 إبريل" ، والبعض لمنظمة "8 مايو" .. وبالطبع هنا الهدف هو الإندماج فى العمل السياسى .. مش مهم أن أنضم لأى تنظيم ، حتى لو كان تنظيم مخرب يعمل على هدم الوطن ، ولا يهم أن أعرف شئ عنه ، المهم أن يقال عنى أننى أحد نشطاء الفكر والسياسة !!! ..
** ويبدو أن الأخ "دوس" عاد لنفس النغمة ، وطالب مؤتمر المئة ، أن يصدر بيان بإسم الأقباط ، لترشيح "عبد المنعم أبو الفتوح" ، فيما طالب أخرون بأن يكون المعيار ، والدعم لمرشح رئاسى مدنى ، يحترم أسس المواطنة ، ويحترم عقيدة الأخرين .. وبالطبع هذا يدل على جهل فظيع بالعمل السياسى ..
** نقول للأخ "شريف دوس" .. وللجنة المائة .. أولا .. لستم أوصياء ، على الأقباط ، لفرض أفكاركم .. أو مرشحكم ، فكل يختار ما يشاء ، حتى لو إختار "أيمن الظواهرى" .. زعيم تنظيم القاعدة ..
** ثانيا .. هل لا يعلمون أصحاب هذه اللجنة ، أن د. "سليم العوا" ، صرح قبل ذلك بأن بناء الأجراس بالكنائس تستفز الإخوان المسلمين .. كما صرح بوجود أسلحة مخزنة داخل الأديرة والكنائس .. وطالب بتفتيشها ، كما إتهم الكنائس والأديرة ، بإخفاء العديد من الإخوان المسلمات الهاربات من العقيدة المسيحية المدمرة ، إلى العقيدة الإسلامية السمحاء !! .. والأن .. هذا المرشح ، وهو "العوا" يقول "سوف أبنى كنيسة داخل الأزهر الشريف" ، تدعيما للوحدة الوطنية .. وينكر أنه إتهم الكنيسة والأديرة بتخزين الأسلحة .. وهو يتلون على كل لون يا باطستا .. ولم يختلف المرشح العوا عن معظم المرشحين الذين هاجموا الكنائس ، والعقيدة المسيحية .. وهذا هو راسخ فى مبادئهم .. فهل يعنى ذلك أننى أقارن بين مرشح لا تربطه أى علاقة بالإخوان ، بمرشح إخوانى ، قرر الإعتذار عن فتواه السابقة ضد الأقباط والكنائس ...
** أما عن إمتلاك أبو الفتوح ، لفكر الإسلام الوسطى ، فليس هناك فى الجماعة الإسلام الوسطى .. والدليل أمامنا ، النائب "عصام سلطان" ، فهو أشد تطرفا وشراسة ودموية ، ويعلن أنه حزب إسلامى وسطى !! ..
** أرجو عند إختيار معايير الشخصيات التى يتطلع الأقباط إلى تزكيتهم ، أن تسترجع الدفاتر ، ونقرأ ، ونعرف .. وبعد ذلك نتكلم .. وإذا تحدثنا ، نقول "الهيئة العامة للأخ دوس" ، فهذا رأيها ، وهذا فكرها .. أما أن نقول "الهيئة العامة للأقباط" ، فأعتقد أن هذا الإسم ، لا يمت بصلة للأقباط .. وكفاكم تهريج .. فقد أوصلتونا لما نحن فيه الأن من فوضى ، وخراب ، ودمار .. إتقوا الله فى مصر .. وفى النهاية أقول .. إبحثوا أولا عن القانون ، والدستور ... والأمن والأمان ، ثم تحدثوا عن الرئيس !!!!...
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق