قال المحلل السياسي المعروف الاستاذ سركيس نعوم لقناة الجديد مساء الاحد ٦ ايار الجاري، ان اللبنانيين متورطون في الحرب داخل سوريا وخارجها مهما تظاهروا بالنفي والنكران. وقال ان تهريب السلاح والمقاتلين من الحدود الشمالية لم يعد سراً، ووصف فريق حزب الله وحلفاءه بالأكثر ذكاء من الآخرين لانهم يقومون بمساندة الحكم السوري بحماية الحدود الشرقية - الجنوبية ومنع التهريب والتسلل عبرها.
وكان مسؤول احد التيارات المعارضة للحكم السوري وقبل كلام الاستاذ نعوم باسبوع، ناشد اهالي حي الطريق الجديدة في بيروت ان يتذكروا بطولاتهم وتاريخهم المجيد لان »الجيش السوري الحر« ينتظرهم ليخوضوا المعارك الى جانبه من اجل الحرية والكرامة.
ان من يمتلك الوقت ليستمع الى التصريحات النارية لمختلف الفرقاء السياسيين اللبنانيين يشعر وكأن الجحافل والفيالق الحربية ستتحرك بين لحظة واخرى باتجاه دمشق وحمص ودرعا بعد ان ضجرت من الحروب الكلامية ضد اسرائيل.
ومن طرائف وغرائب الساحة اللبنانية سمعت تصريحاً بالصوت العالي لاحدى الاعلاميات البارزات اللواتي تحوّلن الى السياسة واحلام الزعامة قالت فيه: »لا عدو لي سوى سوريا«.. وقد شكرتُ الله لان الزميلة السابقة لا تملك الاساطيل ووحدات المدفعية طويلة المدى.
اما استحضار احداث السابع من ايار ٨٠٠٢ واثارة ذكرياتها باساليب مأساوية تؤجج المشاعر المذهبية والغرائزية فكادت ان تحول اسرائيل الى دولة »حليفة« بعد ان تجاهلها عشرات الخطباء وتمكنوا من ايجاد عدة اعداء يحلون مكانها في الداخل والخارج.
ومن الغرائب المذهلة ان نقرأ الصحف اللبنانية من مختلف الاتجاهات ولا نجد فيها تعليقاً او نقداً لهذه المهازل المخزية. والسبب واضح ومعروف بعد ان تقلصت مصادر التمويل وتم حصرها بجهة او جهتين متشابهتين تكمل احداهما الاخرى لجميع وسائل الاعلام.
طوال اكثر من ثلث قرن شكونا وتذمّرنا من الهيمنة والتدخلات السورية، وها ان الكثيرين يحاولون اعادتها بالاستفزاز والعنتريات الرخيصة. فماذا نقول اذا سمعنا فاروق الشرع او وليد المعلم يحرضان بعض مواطنيهم على دخول لبنان ومساندة فريق ضد آخر؟
ان الاخطر من كل هذا تدفق السلاح على لبنان بحراً وبراً، والباخرة التي صادرها الجيش اللبناني واستولى على حمولتها لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة، والاعتدة الحربية التي تدخل الساحة اللبنانية لا تذهب الى سوريا فقط بل يتم تخزين كميات كبيرة منها على الاراضي اللبنانية وخاصة الشمالية منها حيث تحلم القوى الظلامية والسلفية باقامة الامارات امتداداً لمحاولة »فتح الاسلام«. وليس التحامل على الجيش ومؤسساته من قبل بعض النواب والسياسيين ومحاولة حجب الرواتب والمخصصات عنهم سوى جزء من خطة طويلة الأمد هدفها إضعاف الجيش اللبناني وإثارة الشكوك حول ممارسته ومواقفه.
لقد تمكن الجيش اللبناني خلال العقد المنصرم من ان يكون حامي الارض والشعب وصمام أمان الوحدة الوطنية. وهو يقوم حالياً بجهود مضنية للسيطرة على الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا لمنع تسلل الارهابيين من تنظيم القاعدة الذي يبدو انه استأنف ما يشبه التحالف مع الولايات المتحدة. ومن المعروف ان القاعدة ولدت وترعرعت في احضان المخابرات المركزية الاميركية في افغانستان خلال ثمانينيات القرن الماضي.
ان لبنان ساحة مفتوحة للجميع غرباً وشرقاً، وتعبر على ارضه أمور مستغربة. لقد أعلن ان جيفري فيلتمان زار لبنان والتقى حلفاء واشنطن. ولكن احد اعضاء وفد فيلتمان كان أعلى منه رتبة وأهمية وأشير اليه بعبارات محددة ونعني عضو مجلس الشيوخ الاميركي الصهيوني المتشدد جو ليبرمان الطامح السابق للرئاسة الاميركية، ولم يعلن احد عن اسباب زيارته عكار ومنطقة الحدود اللبنانية - السورية.
ومن شدة تشوق بعض اللبنانيين الى المتاريس والفوضى، هاجم احد الذين التقوا فيلتمان السياسة الاميركية بذريعة انها تهادن الحكم في سوريا مثلها مثل ايران وهو يريدها ان تجتاح دمشق كما طالب المعارض السوري فريد الغادري قبل عدة سنوات.
انها بداوة سياسية متوحشة ونزاعات فردية تتهدد الوطن الصغير دائماً وتضعه على أكفّ العفاريت. فهل ستتمكن القوات النظامية ومن يتحالف معها من منع اشتعال النيران وتحطيم أحلام التوّاقين الى الحرب وويلاتها؟
قال المحلل السياسي المعروف الاستاذ سركيس نعوم لقناة الجديد مساء الاحد ٦ ايار الجاري، ان اللبنانيين متورطون في الحرب داخل سوريا وخارجها مهما تظاهروا بالنفي والنكران. وقال ان تهريب السلاح والمقاتلين من الحدود الشمالية لم يعد سراً، ووصف فريق حزب الله وحلفاءه بالأكثر ذكاء من الآخرين لانهم يقومون بمساندة الحكم السوري بحماية الحدود الشرقية - الجنوبية ومنع التهريب والتسلل عبرها.
وكان مسؤول احد التيارات المعارضة للحكم السوري وقبل كلام الاستاذ نعوم باسبوع، ناشد اهالي حي الطريق الجديدة في بيروت ان يتذكروا بطولاتهم وتاريخهم المجيد لان »الجيش السوري الحر« ينتظرهم ليخوضوا المعارك الى جانبه من اجل الحرية والكرامة.
ان من يمتلك الوقت ليستمع الى التصريحات النارية لمختلف الفرقاء السياسيين اللبنانيين يشعر وكأن الجحافل والفيالق الحربية ستتحرك بين لحظة واخرى باتجاه دمشق وحمص ودرعا بعد ان ضجرت من الحروب الكلامية ضد اسرائيل.
ومن طرائف وغرائب الساحة اللبنانية سمعت تصريحاً بالصوت العالي لاحدى الاعلاميات البارزات اللواتي تحوّلن الى السياسة واحلام الزعامة قالت فيه: »لا عدو لي سوى سوريا«.. وقد شكرتُ الله لان الزميلة السابقة لا تملك الاساطيل ووحدات المدفعية طويلة المدى.
اما استحضار احداث السابع من ايار ٨٠٠٢ واثارة ذكرياتها باساليب مأساوية تؤجج المشاعر المذهبية والغرائزية فكادت ان تحول اسرائيل الى دولة »حليفة« بعد ان تجاهلها عشرات الخطباء وتمكنوا من ايجاد عدة اعداء يحلون مكانها في الداخل والخارج.
ومن الغرائب المذهلة ان نقرأ الصحف اللبنانية من مختلف الاتجاهات ولا نجد فيها تعليقاً او نقداً لهذه المهازل المخزية. والسبب واضح ومعروف بعد ان تقلصت مصادر التمويل وتم حصرها بجهة او جهتين متشابهتين تكمل احداهما الاخرى لجميع وسائل الاعلام.
طوال اكثر من ثلث قرن شكونا وتذمّرنا من الهيمنة والتدخلات السورية، وها ان الكثيرين يحاولون اعادتها بالاستفزاز والعنتريات الرخيصة. فماذا نقول اذا سمعنا فاروق الشرع او وليد المعلم يحرضان بعض مواطنيهم على دخول لبنان ومساندة فريق ضد آخر؟
ان الاخطر من كل هذا تدفق السلاح على لبنان بحراً وبراً، والباخرة التي صادرها الجيش اللبناني واستولى على حمولتها لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة، والاعتدة الحربية التي تدخل الساحة اللبنانية لا تذهب الى سوريا فقط بل يتم تخزين كميات كبيرة منها على الاراضي اللبنانية وخاصة الشمالية منها حيث تحلم القوى الظلامية والسلفية باقامة الامارات امتداداً لمحاولة »فتح الاسلام«. وليس التحامل على الجيش ومؤسساته من قبل بعض النواب والسياسيين ومحاولة حجب الرواتب والمخصصات عنهم سوى جزء من خطة طويلة الأمد هدفها إضعاف الجيش اللبناني وإثارة الشكوك حول ممارسته ومواقفه.
لقد تمكن الجيش اللبناني خلال العقد المنصرم من ان يكون حامي الارض والشعب وصمام أمان الوحدة الوطنية. وهو يقوم حالياً بجهود مضنية للسيطرة على الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا لمنع تسلل الارهابيين من تنظيم القاعدة الذي يبدو انه استأنف ما يشبه التحالف مع الولايات المتحدة. ومن المعروف ان القاعدة ولدت وترعرعت في احضان المخابرات المركزية الاميركية في افغانستان خلال ثمانينيات القرن الماضي.
ان لبنان ساحة مفتوحة للجميع غرباً وشرقاً، وتعبر على ارضه أمور مستغربة. لقد أعلن ان جيفري فيلتمان زار لبنان والتقى حلفاء واشنطن. ولكن احد اعضاء وفد فيلتمان كان أعلى منه رتبة وأهمية وأشير اليه بعبارات محددة ونعني عضو مجلس الشيوخ الاميركي الصهيوني المتشدد جو ليبرمان الطامح السابق للرئاسة الاميركية، ولم يعلن احد عن اسباب زيارته عكار ومنطقة الحدود اللبنانية - السورية.
ومن شدة تشوق بعض اللبنانيين الى المتاريس والفوضى، هاجم احد الذين التقوا فيلتمان السياسة الاميركية بذريعة انها تهادن الحكم في سوريا مثلها مثل ايران وهو يريدها ان تجتاح دمشق كما طالب المعارض السوري فريد الغادري قبل عدة سنوات.
انها بداوة سياسية متوحشة ونزاعات فردية تتهدد الوطن الصغير دائماً وتضعه على أكفّ العفاريت. فهل ستتمكن القوات النظامية ومن يتحالف معها من منع اشتعال النيران وتحطيم أحلام التوّاقين الى الحرب وويلاتها؟
0 comments:
إرسال تعليق