عندما قامت ثورة 25 يناير قامت ضد كل من افسدوا أو ساهموا في إفساد الحياة السياسية في مصر ، قامت ضد نظام بالكامل ولم تقم ضد رأس النظام وحده والمتمثل في شخص الرئيس المخلوع حسنى مبارك ، ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء لوجدنا أن الرئيس المخلوع في يوم 29 من يناير 2011 أختار " عمر سليمان " رئيس المخابرات المصرية نائبا له وفوضه بصلاحيات رئيس الجمهورية !؟
ومن المؤكد أن هذا الاختيار يعكس ثقة الرئيس المخلوع الكبيرة في شخص عمر سليمان على اعتبار أنه أحد تلاميذه المخلصين له والذي من المؤكد أنه سيسير على نفس الدرب لن يحيد عنه ، ومن المؤكد أن الشعب المصري عندما أعلنها صريحة مدوية " الشعب يريد إسقاط النظام " كان يعي جيدا مايقول ، والدليل على ذلك رفض الشعب لوجود عمر سليمان كنائب للرئيس آنذاك لأنه يدرك ويعي تماما أنه احد رموز النظام الفاسد على الرغم من انه لم يُقدم للمحاكمة مثل الآخرين ، فقد كان عمر سليمان الذي يحتفي به مؤيدو النظام السابق وبعض مؤيدي الثورة من كارهي الإسلاميين ، هو النظام السابق بكل جوانبه ، فعمر سليمان هو من اتهم الشعب المصري بأنه غير مهيأ للديمقراطية واتهم شباب ثورة 25 يناير بأن لديهم أجندات خارجية ، وهو من كان يحاول جاهدا إطالة مدة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني ، وهو من ساهم في اتفاقية العار "اتفاقية تصدير الغاز إلى الكيان الصهيوني" وهو من ساعد في هروب حسين سالم إلى الخارج ، وهو من قام بإباحة كل شيء تحت اسم مقاومة الإرهاب ، الخلاصة أن عمر سليمان هو الابن البار لإسرائيل وأمريكا في مصر، وأنا على ثقة من أن الشعب المصري الذي انتفض من أجل الحرية والعدالة والكرامة ، وحماية الأمن القومي المصري ورعاية قضايا الأمة ، هذا الشعب العظيم لن يقبل باستبدال حسني مبارك بعمر سليمان ، لاسيما أن الأخير جزء أساسي من النظام الذي ضيع البلاد وأفقر العباد ، وكان السبب الرئيسي في حصار غزة وهدم الأنفاق على رؤوسهم ، فمن ينسى أنه متورط مباشرة في قضايا تعذيب بصفته عضو في النظام السابق ورأس المخابرات فقد مارس قمعاً لا هوادة فيه ضد الجماعة الإسلامية وحركة الجهاد ، ولذلك فإسرائيل تعقد كل آمالها على عمر سليمان لأنه صاحب شعبيه كبيرة لديهم ، ياشعب مصر العظيم إن ثورتكم المجيدة تسرق علنا وبمنتهى التبجح وبمخطط جهنمي لكل أصحاب المصالح والفلول من النظام السابق ، إن ترشح عمر سليمان قد يتسبب في اشتعال ثورة جديدة سوف تقضى على الأخضر واليابس لأنها وباختصار محاولة لإعادة إنتاج النظام القديم الذي قامت الثورة من اجل إسقاطه وقد يكون ترشح سليمان ماهو إلا حيلة من حيل"الطرف الثالث أو اللهو الخفي " لإعادة النظام السابق من جديد لاسيما وأن خوفهم من الإسلاميين يزداد يوما بعد يوم خشية الحساب والقصاص – وأؤكد أن ترشيح سليمان لمنصب الرئاسة ماهو إلا دليل قاطع على أن النظام القديم مازال له نفوذ قوى في كافة مؤسسات الدولة ولما لا وسليمان هو أحد الأعمدة الرئيسية للنظام السابق إن لم يكن من وجهة نظري المتواضعة الرجل الثاني في الدولة بعد الرئيس المخلوع – أضف إلى ذلك أن ترشح عمر سليمان للرئاسة هو نوع من الاستهزاء بالشعب المصري وثورته لاسيما وأنه قد أنكر قيام المصريين بثورة وطلب من شباب الثورة أن يعودوا إلى منازلهم ، ياشعب مصر العظيم حافظوا على ثورتكم من رموز النظام السابق ، ولاتنسوا أنه بترشح سليمان ستكون الثورة في خبر كان - حفظك الله يامصر وحفظ شعبك العظيم
0 comments:
إرسال تعليق