كاتب و إعلامي مغربي
Casatoday2010@gmail.com
" الفن النظيف و الثقافة النظيفة هي مفاهيم نازية لا نريدها اليوم بتاتا أن تقيدنا "
سناء العاجي ، كاتبة . اللقاء الذي عقدته ، مجموعة من الأسماء العاملة في مجال الفن و الإبداع و السينما ، بالفضاء الثقافي لمجازر الدار البيضاء " ليزاباتوار " بجهة الدار البيضاء الكبرى ، شكل الحدث اليومي ، في الصفحات الفنية و الثقافية ، الصحف اليومية ، الصادرة خلال هذا الأسبوع .
و إن كان هذا اللقاء الفني ، الذي نظم بمبادرة من لمياء الشرايببي ، لم يضم إلا أسماء بعينها ، في المشهد الثقافي ك" الكاتب محمد لعروسي ، المخرج محمد أشاور ، الممثلة فطيم العياشي ، الصحافية فدوى مسك ، الصحفي أحمد نجيم ، محمد مومو مدير مهرجان " البولفار "، كنزة الصفريوي ، عادل السعداني ، يونس لزرق ،حميد فريدي ،أمين ناسور، ...إلخ " ، إلا أنها ، تبقى مبادرة جمعوية ، من حقها أن تتحدث باسم أعضائها و المتعاطفين معها ، ولكن ليس من حقها أن تتكلم باسم الجميع ، مادامت أنها توجه الدعوة ، لبعضها البعض ، دون أن تنفتح على جميع الحساسيات و الفعاليات الإعلامية و الثقافية ، ببلادنا .
لأنه ، ليس بالضرورة ، أن أتفق مع ما تصرح به الممثلة المثيرة للجدل ، لطيفة أحرار أو أتقاسم الرأي مع كتابات صاحب موقع " كود " ، أو أتماها فنيا مع المنحى الفني الذي إختاره لنفسه مخرج " فيلم " ، حتى توجه لي و لغيري الدعوة ، لكن من الممكن أن نختلف و أن نناقش ، ما يدافع عنه هؤلاء و غيرهم ، من من يعتبرون أن " ممارسة الرقابة على الإبداع الفني بمختلف ألوانه ، لا يستقيم بدون حرية " كما جاء على لسان الممثلة فطيم عائشة ، أو أن الحرية تليق بهؤلاء و لا تليق بغيرهم ، و هنا يكمن الخلاف.
لأنه ، ما معنى أن أطالب بحرية التعبير و التفكير ، دون أن ينال الآخرون ، نصيبهم منها ، ليكون الاختلاف و الحوار و النقاش ، لأن توجيه الدعوة لي أو لغيري ، لحضور لمثل هذه اللقاءات المفتوحة ، من شأنه ، أن يغني النقاش ، و إن كنا لا نعزف على الآلة نفسها ، خصوصا و أن الحرية ، التي يتحدث عنها ، أعضاء " منتدى الأحرار " ، حرية غير مشروطة ، فالحرية لا تعني أوتوماتيكيا ، أن أفعل ما أريد و قتما أريد و كيفما شئت ، لأن هناك محددات و ضوابط مجتمعية ، لأنه يجب أن نطرح السؤال على أنفسنا " من نحن " ؟ا و " ماذا نريد " ؟ا ، حتى يمكن أن نتقاسم ، مع هذا التيار أطروحاته الفكرية و الإيديولوجية ،
الذي يدعو من خلالها ، إلى ثقافة الإختلاف و قبول الآخر مختلفا حرا دون أن أفرض عليه نموذجا معينا حتى و إن اختلفت معه " أو بتعبير أكثر دقة " ليس من حق أي شخص أن يفرض الوصاية على الشعب المغربي بصفة عامة و الفنانين بصفة خاصة ، لأن الإبداع يتنفس بالحرية و بلا وصاية .
حتى ، هذه السطور لا خلاف .
لكن ، هل الحرية مطلقة أم نسبية ؟ا
السؤال ، الذي لا ينال نصيبا ، من التأمل ، لدى أصحاب المبادرة ، بالنظر إلى المجتمع الذي نعيس فيه ، فهو إسلامي و له أعراف و تقاليده و أعرافه ، التي لا يمكن تجاهلها و نحن نتوجه بالخطاب إلى الناس ، لأنه كما يوجد ، على رأي الكاتب المغربي عبد الله الطايع " أشخاص يجب أن نوفر لهم الحرية في إختيار الطريقة التي يريدون العيس بها ، و أن نوفر لهم الإحساس أنهم يملكون أنفسهم و ليست سطوة المجتمع هي من تحكمهم " هناك المجتمع الإسلامي ، الذي لا يمكن تكسير كل محرماته و طابوهاته ، باسم الإبداع و الحرية و الفن ، و أنه " لا يمكن أن نناقش الحرية في الفن و الإبداع إذا لم يتحرر المغاربة بعد من مشكل الجسد ، نحن شهداء لجسد تقليدي يرفض الإنكشاف و التعبير بحرية بعيدا عن " حشومة " و " عيب " ، على حد قول المخرج المغربي لحسن زينون .
لا خلاف ، لكن ، فكما أن لأصحاب المبادرة ، الحق في إطلاق مبادرة التوقيع على " بيان للدفاع و تعزيز الحرية " و الذي وقع عليه مجموعة من الفنانين و المثقفين و السينمائيين و الصحفيين ، أو بتعبير بطلة مسرحية " كفر ناعوم " الفنانة المسرحية لطيفة أحرار " المغاربة كلهم يعرفون الله ، يعرفون ماذا يفعلون و أين يفعلونه ، ولا حاجة لهم بمن يحجر عليهم .نحن متعددون و متلونون " ، إلا أن المجتمع من حقه ، كذلك ، أن يقول كلمته ، بخصوص أين تبدأ و أين تنتهي " حرية الفرد في الإبداع الفني " ؟ا
أو أن أصحاب " التجمع من أجل ثقافة حرة " لا يؤمنون ب"لرأي و الرأي الآخر" ؟
خاصة ،و أن هناك العديدون ، من من يتوارون وراء ضحالة الفكر و الإبداع و الخيال ، خلف اللقطات العارية و القبلات الساخنة و لقطات الإغراء الرخيص ، باسم تكسير الطابو و المحرمات .
لأن ، الجمهور ، المغربي أكثر من أي وقت مضى ، في حاجة إلى الإبداع الرصين و إلى الجودة و إلى الكفاءات الحقيقية ، في كل المجالات الفكرية و الإبداعية و ليس إلا " شخبطات " فنية ، باسم الحرية في الإبداع و الفن .
لذا فهل ، نحن مستعدون لفتح نقاش هادئ و رصين ، بعيدا عن الأحكام السابقة و الاتهامات المجانية ، بين دعاة " الفن النظيف " و الخائفين من " محاكم التفتيش الجديدة " على حد قول ، الكاتبة المغربية سناء العاجي ؟ا
أم ، أن أمر تنزيل شعارات ك" الحرية ، الاختلاف ، التعدد " إلى الشارع ، سيظل أمرا معلقا حتى إشعار آخر ؟ا
وتلك هي الإشكالية .
Casatoday2010@gmail.com
" الفن النظيف و الثقافة النظيفة هي مفاهيم نازية لا نريدها اليوم بتاتا أن تقيدنا "
سناء العاجي ، كاتبة . اللقاء الذي عقدته ، مجموعة من الأسماء العاملة في مجال الفن و الإبداع و السينما ، بالفضاء الثقافي لمجازر الدار البيضاء " ليزاباتوار " بجهة الدار البيضاء الكبرى ، شكل الحدث اليومي ، في الصفحات الفنية و الثقافية ، الصحف اليومية ، الصادرة خلال هذا الأسبوع .
و إن كان هذا اللقاء الفني ، الذي نظم بمبادرة من لمياء الشرايببي ، لم يضم إلا أسماء بعينها ، في المشهد الثقافي ك" الكاتب محمد لعروسي ، المخرج محمد أشاور ، الممثلة فطيم العياشي ، الصحافية فدوى مسك ، الصحفي أحمد نجيم ، محمد مومو مدير مهرجان " البولفار "، كنزة الصفريوي ، عادل السعداني ، يونس لزرق ،حميد فريدي ،أمين ناسور، ...إلخ " ، إلا أنها ، تبقى مبادرة جمعوية ، من حقها أن تتحدث باسم أعضائها و المتعاطفين معها ، ولكن ليس من حقها أن تتكلم باسم الجميع ، مادامت أنها توجه الدعوة ، لبعضها البعض ، دون أن تنفتح على جميع الحساسيات و الفعاليات الإعلامية و الثقافية ، ببلادنا .
لأنه ، ليس بالضرورة ، أن أتفق مع ما تصرح به الممثلة المثيرة للجدل ، لطيفة أحرار أو أتقاسم الرأي مع كتابات صاحب موقع " كود " ، أو أتماها فنيا مع المنحى الفني الذي إختاره لنفسه مخرج " فيلم " ، حتى توجه لي و لغيري الدعوة ، لكن من الممكن أن نختلف و أن نناقش ، ما يدافع عنه هؤلاء و غيرهم ، من من يعتبرون أن " ممارسة الرقابة على الإبداع الفني بمختلف ألوانه ، لا يستقيم بدون حرية " كما جاء على لسان الممثلة فطيم عائشة ، أو أن الحرية تليق بهؤلاء و لا تليق بغيرهم ، و هنا يكمن الخلاف.
لأنه ، ما معنى أن أطالب بحرية التعبير و التفكير ، دون أن ينال الآخرون ، نصيبهم منها ، ليكون الاختلاف و الحوار و النقاش ، لأن توجيه الدعوة لي أو لغيري ، لحضور لمثل هذه اللقاءات المفتوحة ، من شأنه ، أن يغني النقاش ، و إن كنا لا نعزف على الآلة نفسها ، خصوصا و أن الحرية ، التي يتحدث عنها ، أعضاء " منتدى الأحرار " ، حرية غير مشروطة ، فالحرية لا تعني أوتوماتيكيا ، أن أفعل ما أريد و قتما أريد و كيفما شئت ، لأن هناك محددات و ضوابط مجتمعية ، لأنه يجب أن نطرح السؤال على أنفسنا " من نحن " ؟ا و " ماذا نريد " ؟ا ، حتى يمكن أن نتقاسم ، مع هذا التيار أطروحاته الفكرية و الإيديولوجية ،
الذي يدعو من خلالها ، إلى ثقافة الإختلاف و قبول الآخر مختلفا حرا دون أن أفرض عليه نموذجا معينا حتى و إن اختلفت معه " أو بتعبير أكثر دقة " ليس من حق أي شخص أن يفرض الوصاية على الشعب المغربي بصفة عامة و الفنانين بصفة خاصة ، لأن الإبداع يتنفس بالحرية و بلا وصاية .
حتى ، هذه السطور لا خلاف .
لكن ، هل الحرية مطلقة أم نسبية ؟ا
السؤال ، الذي لا ينال نصيبا ، من التأمل ، لدى أصحاب المبادرة ، بالنظر إلى المجتمع الذي نعيس فيه ، فهو إسلامي و له أعراف و تقاليده و أعرافه ، التي لا يمكن تجاهلها و نحن نتوجه بالخطاب إلى الناس ، لأنه كما يوجد ، على رأي الكاتب المغربي عبد الله الطايع " أشخاص يجب أن نوفر لهم الحرية في إختيار الطريقة التي يريدون العيس بها ، و أن نوفر لهم الإحساس أنهم يملكون أنفسهم و ليست سطوة المجتمع هي من تحكمهم " هناك المجتمع الإسلامي ، الذي لا يمكن تكسير كل محرماته و طابوهاته ، باسم الإبداع و الحرية و الفن ، و أنه " لا يمكن أن نناقش الحرية في الفن و الإبداع إذا لم يتحرر المغاربة بعد من مشكل الجسد ، نحن شهداء لجسد تقليدي يرفض الإنكشاف و التعبير بحرية بعيدا عن " حشومة " و " عيب " ، على حد قول المخرج المغربي لحسن زينون .
لا خلاف ، لكن ، فكما أن لأصحاب المبادرة ، الحق في إطلاق مبادرة التوقيع على " بيان للدفاع و تعزيز الحرية " و الذي وقع عليه مجموعة من الفنانين و المثقفين و السينمائيين و الصحفيين ، أو بتعبير بطلة مسرحية " كفر ناعوم " الفنانة المسرحية لطيفة أحرار " المغاربة كلهم يعرفون الله ، يعرفون ماذا يفعلون و أين يفعلونه ، ولا حاجة لهم بمن يحجر عليهم .نحن متعددون و متلونون " ، إلا أن المجتمع من حقه ، كذلك ، أن يقول كلمته ، بخصوص أين تبدأ و أين تنتهي " حرية الفرد في الإبداع الفني " ؟ا
أو أن أصحاب " التجمع من أجل ثقافة حرة " لا يؤمنون ب"لرأي و الرأي الآخر" ؟
خاصة ،و أن هناك العديدون ، من من يتوارون وراء ضحالة الفكر و الإبداع و الخيال ، خلف اللقطات العارية و القبلات الساخنة و لقطات الإغراء الرخيص ، باسم تكسير الطابو و المحرمات .
لأن ، الجمهور ، المغربي أكثر من أي وقت مضى ، في حاجة إلى الإبداع الرصين و إلى الجودة و إلى الكفاءات الحقيقية ، في كل المجالات الفكرية و الإبداعية و ليس إلا " شخبطات " فنية ، باسم الحرية في الإبداع و الفن .
لذا فهل ، نحن مستعدون لفتح نقاش هادئ و رصين ، بعيدا عن الأحكام السابقة و الاتهامات المجانية ، بين دعاة " الفن النظيف " و الخائفين من " محاكم التفتيش الجديدة " على حد قول ، الكاتبة المغربية سناء العاجي ؟ا
أم ، أن أمر تنزيل شعارات ك" الحرية ، الاختلاف ، التعدد " إلى الشارع ، سيظل أمرا معلقا حتى إشعار آخر ؟ا
وتلك هي الإشكالية .
0 comments:
إرسال تعليق