خرج الثعلب والذئب ليصطادا ويأكلا .. فرأيا ثورا . قال الثعلب للذئب :
**اهجم عليه وأقتله لنأكله فهو ثور كبير ولا بد من أن لحمه لذيذ .
سمعهما الثور ونظر إليهما وقال لهما :
** حرام عليكما أن تأكلا لحمي وتقتلاني . آلا تعرفان أنني أحمل هذا العالم على قرني . فأذا مت وقعت الكرة الأرضية وتكون نهاية العالم .
نظر الثعلب الى الذئب وقال :
** قد يكون كلامه صحيحا فلا داعي للمغامرة .. وتركاه وشأنه .
في مسيرتهما رأيا جملا . قال الثعلب أيضا للذئب :
** أقتله فهو جمل كبير ولحمه يكفينا لأيام كثيرة قادمة .
فذهب الذئب ليقتل الجمل . فنظر الجمل اليه وقال له :
** ألا تعلم أني سفينة الصحراء ، وألا تعلم ان السفينة تحمل في باطنها ما تسير عليه . بمعنى أخر أن لحمي لا يؤكل لأنه مليء بالرمال .
نظر الذئب إلى الثعلب نظرة إستفسار وإنتظار لتلقي الأوامر من الثعلب . فكر الثعلب مليا ، ووجدانه فعلا لو قتل الذئب الجمل ووجد لحمه مليئا بالرمال ، فلن يستطيعا أكله . فلماذا القتل واراقة الدماء . فأومأ اليه برأسه أن يتركه ويتبعه .
سارا أياما وأياما ، ازداد الجوع وتملك منهما ، واحتارا ولم يجدا شيئا يأكلانه . فجأة ظهر لهما حمار قادم من الطريق المضاد .
فكرا في الإختباء والهجوم عليه من الخلف . لم يأخذا قراراحاسما في نفس اللحظة التي رأيا فيها الحمار . مما جعل الوقت متأخرا لتنفيذ خطتهما . وأصبحت المواجهة . سأل الذئب الثعلب أن يهجم على الحمار . فرد عليه الثعلب وأفهمه أنه الأقوى ونابه حاد ويستطيع أن يمزقه . وعلى هذا تقدم الذئب للهجوم على الحمار قائلا :
فعلا سأهجم عليه ونضمن الغداء بعد طول جوع وانتظار ، انه حمار ولا شك لأنه حمار لا يحمل الدنيا على قرنيه مثل الثور ، ولا هو سفينة الصحراء ولحمه مليء بالرمال ..
سمع الحمار هذا الحوار ، فنهق نهقة عالية ، مما أوقف الذئب وبهر الثعلب . بعد ان انتهى من نهيقه تقدم اليهما في خطوات ثابتة واثقة وسألهما قائلا :
** من قال لكما اني حمار ؟ قد يكون شكلي حمار ، ولكنني لست حمارا .
لم يصدق الثعلب الكلام واصر على انه حمار . وافق الذئب على كلام الثعلب وأكد له ذلك .
ضحك الحمار وأخذ يرقص يمنة ويسرة ، ومع الضحك والنهيق والرقص ، تعجب الذئب والثعلب من تصرفات الحمار . هدأ الحمار ونظر إليهما وقال أنه ليس حمارا ، وسأل :
من منكما يعرف القراءة ؟
نظر الثعلب الى الذئب وسأله ان كان يعرف القراءة ؟ رفع الذئب رأسه في زهو واعتزازوقال :
نعم واحمل شهادات علمية .. فرد عليه الثعلب قائلا :
** إذن اذهب اليه واقرأ ما يريد أن نقرأه .
توجه الذئب الى الحمار متغطرسا متباهيا انه المتعلم الذي يستطيع القراءة . وعندما اقترب من الحمار سأله :
** ما الذي تريدني أن أقرأه ؟
قال الحمار له ، ان ما يثبت انه ليس حمارا مكتوب فوق " حافره " . رفع الحمار رجله .اقترب الذئب منه ليقرأ ما هو مكتوب .
كانت المفاجأة . رفس الحمار الذئب رفسة أطاحت به في الفضاء وجعلته يسقط والدماء تسيل من فمه وقد تساقطت اسنانه وأنيابه وصار يتأوه من الألم ويبكي حظه . اما الثعلب فقد جرى هاربا وقال لنفسه احمد الله على جهلي وإلا كان أصابني ما أصاب الذئب .
من له دماغ للفهم .. يا ليته يفهم ...
*****
من بنات ... أفكاري
** أجمل ما في الحياة .. حلو ذكرياتها
وأجمل ما في الذكريات .. يوم أن سامحت من أساء إليك ..
** تمقت المرأة الرجل الغيور الذي لا تحبه ..
ويغضبها الحبيب الذي لا يغار .. وعجبي
** الهواء يطفيء الشمعة الخافتة ..
لكنه يوقد النار المشتعلة ..
وكذلك الهجر يقضي على الحب الضعيف الطاريء ..
لكنه يذكي الحب الصادق العميق .
0 comments:
إرسال تعليق