في مقابلة إذاعيّة معي في إحدى المحطات الإسرائيليّة العبريّة في أعقاب فعاليّات دعم سوريّة في وجه العدوان، بادرني المذيع ومن خلال "دموعه المدرارة" على دماء الشعب السوري ومن عمق القهر الذي يملأه على ضوء صمود سوريّة، وبعد أخذ وردّ مطوّلين بادرني: ما الذي يخيفك من الأسد ولماذا أنت تقف وتعمل بحماس للدفاع عنه وهو الذي يذبح شعبه في الشوارع؟!
طبعا أنا لست في صدد استعراض المقابلة التحريضيّة وردودي وإنما لنقول ردّا لأنفسنا: أن ما يخيفنا في وعلى سوريّة هو أن تفشل سوريّة بقيادتها في تعزيز عبورها الذي تحقّق دفاعا عن موقفها وموقعها، لأننا نحبّ الوطنيّة في أوطاننا ونعتز بالقوميّة المتنورة في أمتنا، ونكره أعداء أمتنا بين ظهرانينا كانوا أو على تخومنا أو وراء البحار، وسوريّة كدولة في موقفها وموقعها هي المعقل الأخير ومنذ أن غاب عبد الناصر عن الساحة.
آمنّا ومنذ البداية أن سوريّة ستجتاز هذه الأزمة ليس انطلاقا من رغبة عاطفيّة وحسب، وإنما من منطلقات موضوعيّة تتعلّق بسوريّة موقعا، ونوعيّة شعبها وقيادتها وجيشها موقفا، ونوعية ومواقف حلفائها، والأبعاد والإسقاطات المترتّبة على محاولات "لبْيَنَة أو عرقنة أو يمننة أو مصرنة وتونسة" سوريّة.
فهل تحقّق هذا الإيمان؟ وهل عبرت سوريّة الخطّ الأحمر الفاصل في وجه العدوان؟!
قبل الإجابة على التساؤل يجب تأكيد المعروف فسوريّة ليست شبيهة لأي من تلك الدول لا تركيبة والأهم لا موقفا، فشتّان بين حكام رهنوا نظامهم ورهنوا شعوبهم لأعداء الأمة وحكام وضعوا نظامهم وشعبهم في الخندق الأمامي في مواجهة أعداء الأمة.
هنا "مربط الفرس" ونكتفي بالقول أنه لو لم يكن الأمر كذلك لكان النظام السوريّ والأسد خطّر المركز الأول للملك عبدالله آل سعود في سباق الحريّة والحقوق الإنسانيّة والتنوّر (!).
سوريّة تماما كما آمنّا ومنذ البداية وليس تنبّؤا أو تهيّؤا اجتازت الخط الأحمر الحتمي الاجتياز كان، لأنها بشعبها وجيشها وقيادتها كانت محصّنة بقيم فكريّة ونتاجها من الممانعة والمقاومة، ولو لم تكن كذلك لكان مصيرها إحدى مصائر "شقيقاتها" أعلاه.
انكفاء العدوان مؤقتا هو بفضل ذلك أولا وقبل كل شيء، وصحيح أن للموقف الروسي ومنظمة ال"بريكس" كان بالغ الأثر ومن منطلق مصالح لها ولا ضير إن تطابقت مع المصلحة السوريّة، ولكن لولا صمود سوريّة بقيادتها وبجيشها وبالأساس بالغالبيّة العظمى من شعبها لما كان الموقف الروسيّ والصيني وغيرهما كما نشهد، فلم يكن باستطاعته فعل شيء لو أن موقف الغالبيّة العظمى من الشعب السوريّ كان مختلفا، ومن الصعب لا بل المستحيل كان على المرء أن يتصوّر موقفا آخر من شعب حمى ثغور العرب ومنذ مئات السنين معزّزا بحضارة عريقة.
هذا الشعب لا يستحقّ فقط الوقوف لجانبه ولو بأضعف الإيمان من كلّ غيور على الأمة ولم تطمس عينيه شعارات الحريّة والديموقراطيّة وحقوق الإنسان الغربيّة اللامعة اللبوس خارجيّا والعفنة داخليّا، هذا الشعب وحتى لو غرّر بجزء منه يستحقّ كل الخير وأولا من قيادته.
القيادة السوريّة بدعم الغاليّة العظمى من السورييّن، عبرت بالوطن الخط الفاصل الأحمر والانكفاء الغربيّ والتكالب العثماني- الخليجيّ ومن لفّ لفهما هما دليل الأدلّة، ولا خوف من التكالب المذكور فأقصى ما يستطيعه النباح وعضّة هنا وعضّة هناك صحيح أنها تؤذي ولكنها لا تميت، ولكن في الانكفاء الغربيّ يكمن الخطر المميت حتّى لو تغلّف بالخطة ال"عنانيّة" فلن يسلّم بهزيمته بسهولة.
وهنا ما نتمناه وبلغتنا العامية نقولها "غبطانيّة" منّا على القيادة السوريّة وكل الكوادر الوطنيّة السوريّة وهي التي اثبتت حكمة وبعد نظر في إدارة الأزمة، أن تحافظ على هذا العبور، وأول الطرق لذلك هي تعزيز مسيرة الإصلاح لإعطاء هذا الشعب العظيم ما يستحق وهو يستحقّ الكثير ، وبالعطاء هذا سيتعزز العبور ويندثر كل ما تبقّى وراء الخط الفاصل هذا، مرتزقة قاعديين سلفيين كانوا أو مُستغربين، ومُرزقين غربيين كانوا أو عثمانيين أو "عرصهيونيين" .
الحركة الوطنيّة للتواصل والبقاء
أواخر نبسان 2012
saidnaffaa@hotmail.com
طبعا أنا لست في صدد استعراض المقابلة التحريضيّة وردودي وإنما لنقول ردّا لأنفسنا: أن ما يخيفنا في وعلى سوريّة هو أن تفشل سوريّة بقيادتها في تعزيز عبورها الذي تحقّق دفاعا عن موقفها وموقعها، لأننا نحبّ الوطنيّة في أوطاننا ونعتز بالقوميّة المتنورة في أمتنا، ونكره أعداء أمتنا بين ظهرانينا كانوا أو على تخومنا أو وراء البحار، وسوريّة كدولة في موقفها وموقعها هي المعقل الأخير ومنذ أن غاب عبد الناصر عن الساحة.
آمنّا ومنذ البداية أن سوريّة ستجتاز هذه الأزمة ليس انطلاقا من رغبة عاطفيّة وحسب، وإنما من منطلقات موضوعيّة تتعلّق بسوريّة موقعا، ونوعيّة شعبها وقيادتها وجيشها موقفا، ونوعية ومواقف حلفائها، والأبعاد والإسقاطات المترتّبة على محاولات "لبْيَنَة أو عرقنة أو يمننة أو مصرنة وتونسة" سوريّة.
فهل تحقّق هذا الإيمان؟ وهل عبرت سوريّة الخطّ الأحمر الفاصل في وجه العدوان؟!
قبل الإجابة على التساؤل يجب تأكيد المعروف فسوريّة ليست شبيهة لأي من تلك الدول لا تركيبة والأهم لا موقفا، فشتّان بين حكام رهنوا نظامهم ورهنوا شعوبهم لأعداء الأمة وحكام وضعوا نظامهم وشعبهم في الخندق الأمامي في مواجهة أعداء الأمة.
هنا "مربط الفرس" ونكتفي بالقول أنه لو لم يكن الأمر كذلك لكان النظام السوريّ والأسد خطّر المركز الأول للملك عبدالله آل سعود في سباق الحريّة والحقوق الإنسانيّة والتنوّر (!).
سوريّة تماما كما آمنّا ومنذ البداية وليس تنبّؤا أو تهيّؤا اجتازت الخط الأحمر الحتمي الاجتياز كان، لأنها بشعبها وجيشها وقيادتها كانت محصّنة بقيم فكريّة ونتاجها من الممانعة والمقاومة، ولو لم تكن كذلك لكان مصيرها إحدى مصائر "شقيقاتها" أعلاه.
انكفاء العدوان مؤقتا هو بفضل ذلك أولا وقبل كل شيء، وصحيح أن للموقف الروسي ومنظمة ال"بريكس" كان بالغ الأثر ومن منطلق مصالح لها ولا ضير إن تطابقت مع المصلحة السوريّة، ولكن لولا صمود سوريّة بقيادتها وبجيشها وبالأساس بالغالبيّة العظمى من شعبها لما كان الموقف الروسيّ والصيني وغيرهما كما نشهد، فلم يكن باستطاعته فعل شيء لو أن موقف الغالبيّة العظمى من الشعب السوريّ كان مختلفا، ومن الصعب لا بل المستحيل كان على المرء أن يتصوّر موقفا آخر من شعب حمى ثغور العرب ومنذ مئات السنين معزّزا بحضارة عريقة.
هذا الشعب لا يستحقّ فقط الوقوف لجانبه ولو بأضعف الإيمان من كلّ غيور على الأمة ولم تطمس عينيه شعارات الحريّة والديموقراطيّة وحقوق الإنسان الغربيّة اللامعة اللبوس خارجيّا والعفنة داخليّا، هذا الشعب وحتى لو غرّر بجزء منه يستحقّ كل الخير وأولا من قيادته.
القيادة السوريّة بدعم الغاليّة العظمى من السورييّن، عبرت بالوطن الخط الفاصل الأحمر والانكفاء الغربيّ والتكالب العثماني- الخليجيّ ومن لفّ لفهما هما دليل الأدلّة، ولا خوف من التكالب المذكور فأقصى ما يستطيعه النباح وعضّة هنا وعضّة هناك صحيح أنها تؤذي ولكنها لا تميت، ولكن في الانكفاء الغربيّ يكمن الخطر المميت حتّى لو تغلّف بالخطة ال"عنانيّة" فلن يسلّم بهزيمته بسهولة.
وهنا ما نتمناه وبلغتنا العامية نقولها "غبطانيّة" منّا على القيادة السوريّة وكل الكوادر الوطنيّة السوريّة وهي التي اثبتت حكمة وبعد نظر في إدارة الأزمة، أن تحافظ على هذا العبور، وأول الطرق لذلك هي تعزيز مسيرة الإصلاح لإعطاء هذا الشعب العظيم ما يستحق وهو يستحقّ الكثير ، وبالعطاء هذا سيتعزز العبور ويندثر كل ما تبقّى وراء الخط الفاصل هذا، مرتزقة قاعديين سلفيين كانوا أو مُستغربين، ومُرزقين غربيين كانوا أو عثمانيين أو "عرصهيونيين" .
الحركة الوطنيّة للتواصل والبقاء
أواخر نبسان 2012
saidnaffaa@hotmail.com
0 comments:
إرسال تعليق