تأملات في المسودة الدستورية/ لطيف شاكر

    كنت مزمعا عمل حلقة فضائية بالاشتراك مع السيد اوليفر فيكتور والدكتور مصطفي راشد عن عورات مسودة الدستور المشئوم الجاري الاستفتاء عليه ان آجلا او عاجلا لكن في ظل الظروف السوداء المتردية  التي يعيشها الشعب المصري  ودمه النازف علي حائط الاتحادية  دون مبالاة من الحاكم والمسئولين بالدولة والذين سعوا الي تقسيم الشعب المصري وهم المناط بهم درأ  خطر الانقسام, وازاء الاوضاع التي استجدت من صراع بين الاسلاميين و المصريين حال  دون تنفيذ هذه الحلقة واضطررت الاتفاق مع السادة الضيوف بالغاء الحلقة او ارجائها  لمتابعة اخبار التظاهرات  والاحداث الجارية .
ولكوني محبا للرياضيات حرصت ان تكون اسئلتي الموجهه للسيد اوليفر في شكل معادلة رياضية  فطرحت عليه معادلة لبعض فقط البنود الغير دستورية حسب الوقت المتاح لان كل مواد المسودة غير دستورية ,  طالبا حلا  واضطر الان الي طرحها امام السادة القراء لعلني  اجد  لديهم الحل المناسب للمعادلة التالية:
المادة 1:الشعب المصري جزء من الأمتين العربية والإسلامية + المادة 42 : ولا يجوز بحال إبعاد أي مواطن عن إقليم الدولة + المادة :220 مدينة القاهرة عاصمة الدولة ويجوز نقل العاصمة إلي مكان آخر  = ماالحل ياسادة امام الجزء والاقليم ونقل عاصمة مصر؟؟؟
وهنا لزاما توضيح بنود المعادلة  حتي تضح الرؤية
تنص المادة 1 :جمهورية مصر العربية دولة مستقلة ذات سيادة, موحدة لا تقبل التجزئة, ونظامها ديمقراطي. والشعب المصري جزء من الأمتين العربية والإسلامية, ويعتز بانتمائه لحوض النيل والقارة الأفريقية وبامتداده الآسيوي, ويشارك بإيجابية في الحضارة الإنسانية
و لنا عدة وقفات :
اولا :كيف تكون مصر دولة مستقلة وفي نفس  الوقت جزء من الامتين العربية والاسلامية كيف يستقيم الاستقلال مع  التجزئة
ثانيا:اليس هذا حافزا للدول التي تدين باديان اخري لاتباع هذا المسلك المشئوم لتأسيس التكتلات الدينية ويكون المستقبل الحروب الدينية الاخطر والاطول , وهذه سياسة الاخوان منذ نشأتها , لاتريد سلاما .
ثالثا: وهل يمكن ان نكون جزء من ايران الاسلامية الشيعية 
رابعا:مصر ياسادة عضو في كيان الامم المتحدة ككل وليس جزء في  الامتيين العربية والاسلامية فقط , هذه عنصرية دولية.
خامسا:وهل يجوز ان ننتسب الي الاقل حضارة والاكثر تخلفا , و جزءا من بلاد لا حضارة لها  او ثقافة  مستنيرة
سادسا:وهل الامم المتحدة قامت علي اساس ديني ام لخدمة  الشعوب والانسان بغض النظر عن انتمائه الديني او العرقي او خلافه .
سابعا:وهل الحضارة الانسانية تتواكب مع الامتين العربية والاسلامية اللتان بلا حضارة واغلبهم دويلات حديثة  ام هو مجرد كلام لامدلول له,وكما يقول المثل عشم ابليس في الجنة  ام مجرد اضغاث احلام .
ثامنا: هذا البند اغفل ان بمصر شعب مسيحي اصيل  وقوميات مختلفة كالامازيغية والنوبية لايمتوا بصلة الي العربية كقومية والي الاسلامية كدين بالنسبة للمسيحيين

ملحوظة لو راجعنا هذا البند في دولة صغيرة ناشئة مثل البحرين  ستلاحظ الفرق الكبير:
دين الدولة الإسلام والشريعة مصدر رئيسي للتشريع – العروبة ” دولة البحرين عضو في الأسرة العربية وفي المجتمع الدولي واللغة العربية هي اللغة الرسمية – الناس سواسية في الكرامة الإنسانية ويتساوى المواطنون لدى القانون
أما بالنسبة للعروبة ” ما عدا اللغة العربية التي يتفق عليها الجميع فإن الاختلاف يظهر بالنسبة إلى باقي أوجه العروبة فالبعض يعلن أنه جزء من الأمة العربية والاخر بلد عربي فقط والثالث أنه عضو في الأسرة العربية واخيرا ينص كالجزائر وتونس يضيف وفي تجمع إقليمي مغربي
مادة 42 تنص علي:
حرية التنقل والإقامة والهجرة مكفولة.
ولا يجوز بحال إبعاد أي مواطن عن إقليم الدولة, ولا منعه من العودة إليه
مامعني كلمة اقليم الدولة هل مصر اصبحت اقليما الان واقليما في اي خلافة او امبراطورية عربية او اسلامية
اليس هذا استباقا لحلم الخلافة ونكون مصر  اقليما مثل الاقاليم الاخري كقطر والبحرين وغيرها من البلاد الصغيرة الهامشية التي لم تكن لها وجود قبل قرن من الزمان  في دولة الخلافة الكبري والعظمي والخيالية....وعجبي علي اناس فقدوا عقولهم ويدعون المعرفة الكونية!!
اذا الدستور لم يوضع للمصريين وولشعب مصر بل لدولة الخلافة وللبلاد العربية
ربما يداعبهم  حلم عبد الناصر اقليمي سوريا ومصر وكان الفشل الذريع حليفه ..الذي لايأخذ عبرة  من التاريخ  .. مجنونا وابله.
يبدوا ان السادة واضعي المسودة لايدرون بما يحدث حولهم فنحن في طريق التقسيم كما حدث في السودان علي اثر الدستور الاسلامي المماثل ومخطط برنارد لويس ننفذه بايدينا وبسرعة عجيبة .
يقول المحلل الاسرائيلي مردخاي كيدار هل بمقدور عربة مصر التي يتنازعها قوي عديدة ان تصمد امام الضغوط الخارجية والداخلية  ام انها ستتحطم  لاشلاء وكل منطقة في مصر ستحل مشاكلها لنفسها
واضاف ان احدث مؤامرة منتشرة في مصر خرجت مؤخرا من مدرسة عدة ائمة سلفيين يزعمون ان مصدر مشاكل بلدهم هم بقايا الثقافة الفرعونية الكافرة التي مازالت موجودة في الفضاء العام لارض الاسلام وعلي راسها ابو الهول والاهرامات .
المادة 220
مدينة القاهرة عاصمة الدولة. ويجوز نقل العاصمة إلي مكان آخر بقانون
هل هذا تطبيقا لما قاله سابقا  الداعية صفوت حجازي ان عاصمة مصر ليست القاهرة بل القدس وربما راح خيالهم الي عاصمة اي دولة عربية او ربما تل ابيب فاحلام المجانين دائما لاقيمة لها  وانها حلم الخلافة  هل يجوز ان تكون نصوص الدستور  مجرد احلام واوهام كالاطفال الصغار ..هل يصلح هذا ان يكون دستور مصر الخالدة ...والله عيب !!!!
اكتفي بهذا ولنا عودة آخري في التاملات في بنود اخري من مسودة الدستور....
لطيف شاكر

CONVERSATION

0 comments: