ماذا بعد التزوير الفج والفادح للإستفتاء؟/ مجدى نجيب وهبة

** لم يكن المشهد صادما أو غريبا فى دولة سقطت .. وسقط فيها القانون .. وصارت فيها البلطجة والإرهاب هى عنوان الحقيقة .. لم يكن المشهد صادما من إدارة عصابة أصبحت تتحكم فى كل مفاصل الدولة ، وتحطم فى كل مؤسساتها "جيش – شرطة – قضاء"  .. وأن تزور الحقيقة !! .. لم يكن المشهد صادما عندما سيطر الإرهابيين والبلطجية وأرباب السوابق من الخارجين عن القانون على صناديق الإستفتاء لإرهاب الشعب وغلق اللجان ، ومنع المستفتين من الوصول إلى صناديق الإستفتاء ..
** فماذا نتوقع من جماعة تحكم بالإرهاب والفتونة والبلطجة .. إذا كانوا تطاولوا على المحكمة الدستورية العليا ، ومنعوا القضاة من دخولها فى سابقة لم تحدث فى أى دولة فى العالم .. ولكنها حدثت فى مصر ..
** نعم .. حدثت فى مصر بعد أن سقطت وتعاون المجلس العسكرى المنحل بقيادة المشير طنطاوى والفريق عنان ، بتسليم مصر لجماعة إرهابية محظورة دموية تنفيذا للسيناريو المتفق عليه بين أمريكا والإخوان والمجلس العسكرى  .. لقد رأينا كل ذلك بأعيننا .. فماذا كنا نتوقع من لعبة الصندوق التى يجيدها الإخوان الكذابون ..
** لقد حذرنا الشعب المصرى العظيم من الإستجابة لعواء الذئاب .. وفحيح الأفاعى بالذهاب إلى الصندوق للإدلاء بأصواتهم .. حتى لا يقع الشعب فى شرك الخداع والتضليل .. ولكن إرادة الشعب أرادت أن تعلن عن رأيها وخرجت كل مصر لتقول "لا" .. ولكن كما عرف الجميع .. قالوا المزورين والمضللين أن الشعب قال "نعم" للدستور .. فأى فجور ، وأى زمن نعيشه الان ؟!! ..
** لقد خرجت المدرعات والجيش والشرطة .. ليس لحماية الشعب بل لتأمين الصندوق .. وحماية الكذابون والمضللين .. والدليل على ذلك ما تعرض له إثنين من المستشارين داخل إحدى اللجان ، وتم الإعتداء عليهم من قبل الجماعات الإسلامية .. وكان هناك بعض أفراد ضباط القوات المسلحة التى لم تفعل شئ لحماية المستشارين بل ظلت صامتة ؟!! ..
** لقد حذرنا من الذهاب للصندوق حتى لا يقع الشعب المصرى فى خداع وشراك شرعية الإستفتاء وتساءلنا ، كيف يستفتى الشعب على دستور باطل ، وجمعية تأسيسية وضعت نصوص الدستور باطلة ، ورئيس دولة غير شرعى بعد أن سقطت شرعيته بالقانون والدستور ..
** حذرنا الشعب أن مجرد ذهابه للصندوق هو ما يسعى إليه رئيس الدولة .. حتى لو قال الشعب كلمته بـ "لا" .. ولم يزور الإستفتاء ، فالنتيجة هو إنتصار الفوضى والبلطجة على القانون والدستور ..
** لم يشاهد ولم يرى العالم كلة رئيس دولة ، بعد أن أقسم على إحترام القانون والدستور .. يحاصر المحكمة الدستورية العليا لمنعها من إصدار القوانين والأحكام ويحاصرها .. ويمنع قضاتها من أداء عملهم وهى جريمة تستوجب الإعدام ..
** لم يشاهد العالم كله رئيس دولة يكذب .. ويكذب .. ويكذب .. ويقيل النائب العام ، ويعين نائب أخر ، يقسم على إحترام شرعية الرئيس وقانون الإخوان المتأسلمين ..
** لم يحدث فى العالم كله .. أن تعطلت كل المحاكم .. وعلقت أعمالها إعتراضا على بلطجة رئيس الدولة على القانون ، وعلى القضاة ، وعلى المحاكم .. ورغم ذلك يلزم الصمت حتى يمرر الدستور الذى يعطى له كل الصلاحيات هو وجماعته فى إسقاط القضاء ، وأخونة الجيش والشرطة والهيمنة على كل مؤسسات الدولة .. وبعد كل ذلك ، ماذا كنتم تتوقعون من الإستفتاء على دستور باطل ؟!!! ...
** لقد إستخدم الإخوان كل أساليب الترويع والمكر والكذب من منع الشعب إلى قطع التيار الكهربائى إلى ملء الصناديق ، إلى تعيين منجدين ومدرسين وأعضاء من حزب الحرية والعدالة مراقبين بدلا من القضاة وإستخدام البطاقة الدوارة .. ولم يكن هناك أى جهات أمنية مسئولة عن حماية إرادة الشعب .. بل كانت الحماية لصندوق الإخوان وللجماعة .. حتى أن الشرطة رفضت تحرير محاضر بالتجاوزات ، وأعلنت صراحة أن لديها تعليمات بعدم تحرير أى محاضر ..
** لقد ضحكت الجماعة على الشعب وسيخرجون علينا كل لحظة أمام وسائل الإعلام وهم يقولون أن الشعب قال "نعم" للدستور .. وسيصمت الجميع .. لأنهم سيدعون إنهم يحكمون بالدستور .. هذا الدستور الذى تم طبخه قبل إنعقاد ميعاد جلسة المحكمة الدستورية العليا فى 2 ديسمبر .. لنظر الطعون المقدمة ضد مجلس الشورى وضد الجمعية التأسيسية للدستور .. وضد الإعلان الدستورى المكمل الذى أصدره "مرسى العياط" لتحصين الجمعية التأسيسية ، ومجلس الشورى ، وقراراته ، وإقالة النائب العام !!! ...
** منعوا القضاة من أداء عملهم أو دخولهم المحكمة .. وأعلن مرسى العياط أن هناك مؤامرة من المحكمة على الرئاسة وهو ما كذبته المحكمة ، وقالت أين دليلكم ؟ .. ولم يكن هناك ثمة دليل ، ولكن ما فعله رئيس الدولة هو إرهاب القضاة وإرهاب المحاكم لكى يسيطر على الحكم والدولة ..
** ويتساءل البعض .. ماذا بعد إقرار دستور بالإكراه على شعب مصر .. فالمرحلة القادمة هى أخطر لأنها مبنية على شرعية الدستور الباطل .. وبدأت بإعطاء الشرعية لمجلس الشورى لإصدار القوانين .. فتصير كل القوانين الصادرة ، وسيعمل بها باطلة .. والجيش يحمى هذه الشرعية الباطلة .. بل ويصرح القادة العسكريين انهم يحمون الشعب والدستور .. ونتساءل أى شعب يحميه .. والشرطة تقف عاجزة ومشلولة عن حماية الشعب .. بل يتم إرهابهم لحماية مقرات الإخوان والجماعة المتأسلمة ..
** والكارثة أن الأحزاب التى تقول عن نفسها أنها أحزاب معارضة ، وأحزاب سياسية ، وعلى رأسهم حمدين صباحى وعمرو حمزاوى ، ود. "محمد أبو الغار" .. فهم لا يفعلون شيئا إلا تقديم الطعون على الدستور ، بل يطالبون الشعب بالإستعداد لخوض إنتخابات مجلس الشعب ، يعنى بالبلدى ، نحن نعترف بالدستور ، وننتقل إلى الإستعداد لإنتخابات مجلس الشعب .. هل ترون فوضى أكثر من ذلك .. وأتساءل ، كيف تدعون لخوض إنتخابات مجلس الشعب ، ومجلس الشورى باطل ، والجمعية التأسيسية باطلة ، والرئيس باطل ، والدستور باطل ..
** هذا يوضح أن هناك حلقة إتصال وتمثيليات تدور بين هذه الأحزاب ، وبين الرئاسة .. والكارثة التى بلينا بها هى أن كل الأحزاب لم تخرج ببيان واحد لإدانة ما يحدث من تعدى السلطة التنفيذية على السلطة القضائية أو إنضمامهم للقضاء فى وقفتهم الإحتجاجية .. وهذا يعنى أن هناك مخطط لإبعاد كل المؤسسات عن بعضها البعض لإضعافها .. ثم يسهل السيطرة عليها !! ..
** فى النهاية .. مصر تترنح فى فوضى عارمة .. ورغم أن الشعب هو صاحب الكلمة العليا .. ولكن ما أراه أن الشعب بدون موقف واضح وصريح ومعلن من الجيش ، والقيادات العسكرية والأمنية .. فلن يستطيع أن يفعل شئ ، والقضاء بدون حماية القانون .. سيسقط .. ولن يقوم له قائمة مرة أخرى .. وهذا يعنى بالبلدى أن القيادات العسكرية راضية عن أداء الرئيس والحكومة .. وراضية عن تقسيم الشعب وإقتتاله ، وراضية عن الفوضى ، وراضية عن توغل رئيس الدولة على القضاء ، وراضية عن ميليشيات حازم أبو إسماعيل ، وميليشيات "صفوت حجازى" ، وميليشيات "ياسر البرهامى" .. فهل هذه هى مصر ؟! ..
** هل نفيق من هذا الكابوس .. وهذا الإخطبوط .. إنه سؤال أطرحه ، وأعلم أنه لا يوجد أحد يقرأ .. وإكتفى كل المثقفين والمفكرين ببرامج التوك شو .. وهنا لا أقصد مقالى أو شخصى .. بل هناك ألاف المقالات التى تنشر فى الصحف ، ولا أحد يقرأها ... ومع الأيام سيتوقف الجميع عن الكتابة .. فليس هناك أى جدوى .. ولست لى إلا أن أقول "لعن الله قوما ضاع الحق بينهم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ؟؟؟!!! ..
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: