التعذيب النفسي الاعتقال الفكرى واتخاذ القرار/ إيمى الاشقر

مما لا شك فيه أن كل مايمر على الشخص من ظروف وأزمات لا تمر مرور الكرام بل تتراكم بداخل النفس و تؤثر بشكل ارادى او  لا ارادى على تصرفات الفرد , من أسلوب تفكيره , وقدرته على التفكير و اتخاذ القرار , علاقته بنفسه وبالاخرين و خاصة اذا كانت ظروفه سيئة مثل تعرض الفرد لانتهاك آدميته  واهانة انسانيته  ومحاولة تحطيم و تدمير احساسة بكينونته و سلبه ارادته  وقتل الانسان و تحطيم قدراته النفسية  والذهنية .
 فمثل هذه العوامل النفسية القاسية  تخلق بدورها شخصا يحيا بداخل الانسان يكون لديه شعورا بالقهر و الذل مما يولد عنده الرغبة فى الانتقام اذا سمحت له الفرصة ليتخلص من احساسه بالاهانة و كما حدث معه يفعل مع غيره . لذلك يلعب التحليل النفسى دورا هاما  فى تحديد ان كان الشخص سوى بالقدر الذى يجعله يتكيف مع نفسه , و مع المجتمع  و خاصة اذا كان هذا الشخص سيتولى منصب قيادى او ادارى , و كذلك البيئة التى نشأ بها الفرد و تحليلها شىء لا يمكن انكاره او تجاهله عند تحليل شخصية الفرد و تحديد كيفية التفكير و اتخاذ القرار بالنسبة له , فمن تربى على انعدام الشخصية و التبعية العقلية و الفكرية  والانسياق الاعمى وراء معتقدات بعينها بدون ابداء اسباب واضحة, فإنه يميل الى مبدا السمع و الطاعة وعدم القدرة على تقبل آراء الاخرين او منحهم الفرصة لطرح وجهات نظرهم لانه يشعر ان النقاش او المعارضة شىء غريب وغير مقبول بالنسبة له و يسعى الى السيطرة والتسلط فيما بعد وكما تربى على منطق السيطرة الفكرية يفرض هذا المنطق على من هم  فى رعايته وهو المسؤل عنهم , و لذلك يجب ان يلجأ القائمين على اختيار الشخصيات القيادية الى تطبيق االتحليل النفسى لهم و يؤخذ فى الاعتبار النواحى النفسية والبيئة للفرد قبل اختياره و فيما يلى بعض النواحى التى يجب ان تؤخذ فى عين الاعتبار:
النواحي النفسية للتعذيب
بالرغم من وجود الجانبين الجسدي والنفسي للتعذيب إلا أن الآثار النفسية تعتبر أكثر أهمية لكونها تبقى مع الشخص لفترة طويلة وتكون لها على الأغلب بصمات مزمنة في العديد من مجالات الحياة [27] . استنادا إلى أحد الكتب المنهجية لوكالة المخابرات الأمريكية فان عملية التعذيب تؤدي إلى تقهقر الإنسان إلى مراحل بدائية على عدة مستويات منها عدم قدرته على إنتاج أعمال إبداعية عالية المستوى وعدم القدرة على التعامل مع القضايا والمواقف المعقدة أو عدم القدرة على مواجهة الأزمات والمواقف المحبطة وعوائق عديدة في تواصل علاقات الشخص مع المحيطين به نتيجة لعامل الشعور بالعار والخضوع وفقدان الشعور بأهمية الذات وعدم القدرة على تغيير الواقع والخضوع للمتغيرات وانعدام الأمل بمستقبل مشرق وفقدان الكبرياء وعزة النفس نتيجة لبعض أساليب التعذيب [28].
هناك الكثير من التجارب التي تمت في القرن العشرين على الحيوانات بالإضافة إلى الإنسان وأدت إلى نتائج مفادها أن جرعة معينة من الألم الجسدي والنفسي قد يؤثر بصورة ايجابية على قدرات الفرد العقلية والجسدية لتحفيزه الأدرينالين ولكن هذه الجرعة إذا استمرت فإن الشخص يدخل إلى منطقة ضبابية من الإدراك يعرضه إلى قبول أية فكرة حتى إذا كانت منافية للمنطق أو مبادئ الشخص وهذه الفترة يستعمل عادة في ما يُسمى بعملية غسل الدماغ [29] وفي بعض الأحيان يظهر الشخص المتعرض لعملية التعذيب تعاطفا مع جلاده وتعرف هذه الظاهرة النفسية المعقدة بمتلازمة ستوكهولم [30] وفي بعض الأحيان ولفقدان شعور الشخص الذي تعرض للتعذيب بوجوده ككينونة فإنه يلجأ إلى تعذيب نفسه أو إلحاق الأذى الجسدي بنفسه كمحاولة لإثبات أنه مازال موجودا [31].
من الآثار النفسية الشائعة للتعذيب بعد انقضاء فترة التعذيب هي الأرق والقلق وانعدام القدرة على التركيز والكوابيس أو ومضات من التذكر الدقيق لتفاصيل التعذيب بالصوت والصورة وقد يتطور الأمر إلى صعوبات في الذاكرة والقدرة الجنسية والعلاقات الاجتماعية والخوف أو الرهاب والوسوسة والهلوسة والكآبة [32].
من أشهر الأمراض النفسية التي قد يكون الشخص المتعرض للتعذيب عرضة لها هو مرض توتر ما بعد الصدمة [33].

 أنواع ووسائل التعذيب
التعذيب الجسدي وهو أكثر الأنواع شيوعا وتشمل الكوي وقلع الأسنان أو الأظافر واستعمال العصي أو السوط أو الهراوة بالإضافة للغمس في الماء المغلي أو الماء البارد والإخصاء وتشويه الوجه والأجزاء الظاهرة من الجسم وسلخ الجلد والتجويع أو الإجبار على الإفراط في الأكل والسحل أو السحق والتعليق بواسطة الحبال في أوضاع غير مريحة والصعقات الكهربائية [34].
التعذيب النفسي باستعمال أساليب تلحق آلاما نفسية وقد تشمل الإيحاء بأن الشخص على وشك أن يتم قتله والحبس الانفرادي والابتزاز والإجبار على مشاهدة شخص آخر يتم تعذيبه وإجبار الشخص بأن يقوم بتعذيب شخص آخر أو إجباره على مشاهدة اعتداء جنسي أو استغلال خوف أو رهاب المعتقل من شيء ما واستعماله ضده أو منع الشخص من النوم أو إزالة المؤثرات الحسية بوضع عصابة على العينين وصم الأذنين أو إجبار الشخص على الكفر بمعتقداته الدينية أو إهانة مقدساته وحلاقة شعر الرأس وخاصة للسيدات أو الإهانة العلنية بإجبار الشخص على التعري على الملأ أو إجباره على الاشتراك في عمليات جنسية والتحكم بدرجة حرارة مكان الاعتقال [35].
التعذيب بواسطة مواد كيماوية مثل إضافة الملح إلى جروح الشخص أو إيلاج الفلفل الحار أو البهارات إلى الأغشية المخاطية في الجسم أو إجبار الشخص على تناول بعض العقاقير التي تؤدي إلى أعراض جانبية غير مريحة [36].
التعذيب الجنسي عن طريق الإغتصاب أو إجبار المعتقل على القيام بفعاليات جنسية رغما عن إرادته أو إجبار المعتقل على الجلوس على زجاجة أو ما شابه من الأشياء [37].
التعذيب بالنوم وله نوعان وهو إما إجبار المعتقل على النوم لفترات طويلة مما يؤدي لضمور عضلاته أو منعه من النوم لفترات طويلة مما يؤدي إلى فقدانه للتركيز والهلوسة وإصابته بالوهن.

أساليب التعذيب
للتعذيب نوعان و هما التعذيب الجسدى و النفسى و لان التعذيب الجسدى ينتج عنة عذاب نفسى  يظل مرافقا للفرد الى فترات طويلة و تؤثر على علاقتة بالمجتمع المحيط لذلك ساكتفى بالتحدث عن التعذيب النفسى صاحب الاثر العميق الذى لا تمحى اثارة  مع مرور الزمن و تظل محفورة  بعمق شديد داخل الفرد .

الأساليب النفسية فمنها:
الإهانات والتعدي اللفظي أو أداء أفعال مشينة التهديد بالموت أو بإيذاء الأسرة أو متابعة التعذيب أو السجن أو تمثيل عملية إعدام صورية على سبيل الإيهام والتهديد بإطلاق حيوانات لمهاجمته مثل الكلاب والقطط والفئران والعقارب إرغام المعذّب على الخيانة وإكسابه الإحساس بالعجز التام وتعريضه لأوضاع ملتبسة أو إعطاؤه إيحاءات متضاربة والإكراه السلوكي مثل الإرغام على ممارسات منافية للدين أو الإرغام على التسبب في ضرر لآخرين
والحبس الانفرادي حيث يخضع السجناء للعزلة الشديدة والحرمان من التمتع باستخدام الحواس. فهم يقضون في العادة ما بين 22 و24 ساعة في اليوم محبوسين في زنازين صغيرة انفرادية، يأكلون فيها وينامون ويقضون حاجتهم.
وقد تكون العزلة لفترات طويلة ذات أثر بالغ الضرر بالإنسان.
أضف إلى ذلك أن التعذيب الجسدي غالبا ما يترك شعورا بالعجز، والقمع والكبت، والخوف.
وقد أثَّرت التطورات التكنولوجية على وسائل ممارسة التعذيب وإمكانات مكافحته على السواء. فقد طُورت أجهزة الصدمات الكهربائية لأغراض تقييد الضحية، أو السيطرة عليه، أو معاقبته.
عواقب التعذيب
يستتبع التعذيب عواقب طويلة الأجل وعميقة الأثر على الضحية، وعلى أسرته ككل. وتكون أسوأ العواقب بالنسبة للناجين هي العواقب النفسية
الآثار النفسية الجسدية
يسبب التعذيب نوعاً من الاعتلال النفسي -الفزيولوجي يتصل بأعراض نفسية وجسدية كالأمراض التي يمكن أن نكشف فيها عن خلل جسدي الا ان سببها يكون نفسانيا ويتجلى في حالات مختلفة من الضغط النفسي تدوم لفترة طويلة.

التعذيب دليل على مرض وخلل في المجتمع
وشدد الدكتور سوبيليا بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب الموافق لـ26 يونيو، على أن هنالك علاقة وثيقة جدا بين المشاكل الجسدية والنفسية والاجتماعية التي يعاني منها ضحايا التعذيب. وقال في هذا السياق: "عندما تشعر ضحية التعذيب بألم في الرجل مثلا، يذكرها الألم على الفور بكافة الكوابيس لتسترجع مشاعر الإذلال والإقصاء الذي عايشته، وكلما واجهت فشلا على المستوى الإجتماعي، تستعيد ذاكرتها فترة التعرض للتعذيب. إنها فعلا حلقة مفرغة".

الاستبداد في الفكر الكلامي والفلسفي
كلمة المستبد (Despot) مشتقة من الكلمة اليونانية ديسبوس (Despots) التي تعني رب الأسرة، أو سيد المنزل أو السيد على عبيده، ثم خرجت من هذا النطاق الأسري إلى عالم السياسة لكي تطلق على نمط من أنماط الحكم الملكي المطلق الذي تكون فيه سلطة الملك على رعاياه ممثلة لسلطة الأب على أبنائه في الأسرة أو السيد على عبيده1.
لكن حقيقة الأمر أن هذا الخلط بين سلطة الأب وسلطة الحاكم على رعاياه, ما هو إلا عملية تأويل لطغيان الحاكم بتمثله كالأب بالنسبة للأسرة , لأن سلطة الأب أخلاقية ، فقراره مطاع واحترامه واجب في أسرته , لكن نقل هذه السلطة إلى السياسة واعتبار الحاكم أبا والمواطنين أطفالا أمر غير مبرر , ثم إنها تسمى السلطة السياسية وليست السلطة الأبوية.
فسلطة الأب على الأبناء ليست سلة تشريعية , وأي ابن يبلغ الثامنة عشرة من العمر تنتهي عندها سلطة الأب ويستقل الابن , لكن هذا الاستقلال لا يعني عدم احترام الأب، فاحترام الأب واجب ديني و أخلاقي ... بينما الحال مختلفة تماماً في السلطة السياسية, فهي تتحول في المجال السياسي إلى أن الحاكم الذي يمارس هذا النوع من السلطة مستبد.
فإن مصطلح المستبد عند أرسطو يأخذ الأبعاد التالية:
1.     رب الأسرة.
2.     السيد على عبيده.
3.     ملك البرابرة الذي يحكم رعاياه كالعبيد.
أما أفلاطون فعلى الرغم من كونه أستاذ أرسطو إلا أن مناقشته للمستبد تحت مفهوم الطاغية وليس المستبد الذي ناقشه تلميذه أرسطو, فيستولي الطاغية حسب وجهة نظر أفلاطون على السلطة عنوة, ويسعى للتخلص من خصومه بعد استيلائه عليها, لكنه يبدأ بكسب شعبية الناس ويوزع الأراضي, ويشن الحروب لكي يبقى الشعب بحاجة إليه، وهي وسيلة احتقار الناس، ومن مصلحة الطاغية استمرار الحروب. ويلاحق الطاغية جميع الناس الذين يمتازون بالشجاعة وكبر النفس والحكمة والثروة لأنهم يشكلون خطرا عليه, يحيط به جماعة مستعبدة تتقاضى أجورا عالية لكي تحميه وتمتدحه, لذا فهو يعيش على حساب الناس الذين يرزحون تحت أسوأ العبوديات, وهؤلاء انتقلوا من الحرية إلى العبودية, أي من الديمقراطية إلى الطغيان.
الالتزام الديني... بين التسامي في السلوك وعودة المكبوت
حوارنا مع انفسنا اولا ورصدنا لسلوك الالتزام الديني ثانيا ينبع اساسا من هذا الحوار الداخلي، ويبقى تساؤلنا : هل التسامي فعلا تثبيت لقيم جديدة وسلوك مغاير لما كان في حنايا النفس من رغبات تصل في بعض الاحيان الى الممنوعات ؟
وهل استطاع التسامي تشذيبها وانسنتها ؟
 ام هي كبت لمشاعر هائجة في رغبات متلاطمة لم تجد التفريغ المناسب فتحولت بطريقة او اخرى الى تحريف يرضي النفس على وفق اسلوب به من الحيل الشرعية لكي يضفي على النفس الراحة وعدم احساسها بالذنب ازاء الرغبات الممنوعة ولكنها غلفت بآطر بها جوانب شرعية ذات ابعاد دينية او مذهبية.
ليعلم قارئنا الكريم ان الكبت هي حيلة لا شعورية يلجأ لها جميع الناس في مرحلة ما من حياته للدفاع عن نفسه ضد الصراع والقلق، ولكن لما كانت المادة المكبوتة تطل بمثابة خطر كامن يهدد الذات "النفس" وهو ما يدعوه مؤسس التحليل النفسي سيجموند فرويد (عودة المكبوت) فأن الجزء اللاشعوري من الانا لا يكتفي بالكبت بل يستخدم وسائل اخرى وهي باقي اليات الانا الدفاعية.
عد الكبت من اقوى الاليات الدفاعية النفسية التي يلجأ اليها الانسان واشدها قسوة على النفس، وغالبا ما تربك السلوك وتدهور الشخصية وتحول الانسان الى سلوك الحيوانية والافتراس. فالانسان عندما لا ينجح في استخدام الكبت الناجح لرغباته يمارس الرغبات الممنوعة،مثل الرغبات المحرمة ومنها الاشتهاء الجنسي ولو على مستوى التخيل، لا الواقعي، وهو سلوك ايضا يمارسه البعض في مواقع عملهم او ادائهم اليومي والذي يتناقض مع طبيعة هذا العمل وخاصة لدى البعض من رجال الدين او المدراء او الاشخاص المهمين في مواقع الدولة، هنا يكون عودة المكبوت في اشده، ويفشل الفرد من تأجيل الرغبات وكبح جماحها.
 ولنا امثلة كثيرة في حياتنا اليومية رغبات القتل او رغبات الاستيلاء على املاك الاخرين او رغبات الاقصاء او الغاء الآخر ودوره في الحياة او ممارسة سلوك القتل المقدس او التصفية الجسدية تحت مسميات دينية مثل الجهاد من اجل نشر المذهب او الشريعة الدينية او الافتراس الجنسي"الاغتصاب"، نساء عدونا حلال علينا، وانتهاك عرضه وماله جائز لنا لانه كافر ويجوز ذلك، وهذه تعد بحق رغبات النزعة الحيوانية يمارسها الانسان ضد اخيه الانسان، وهي تتعارض بقدر كبير مع انسنة الانسان واعتباره انسان بما هو انسان.
دعونا نقول هل يبرأ الاسوياء من التشبث بمبدأ اللذة بحثا عن الاشباع المفقود في مرحلة سابقة وهو يمارس دوره في الحياة كرجل دين وظيفته الوعظ وابداء الرأي واعطاء المشورة والافتاء ولم يستطع كبح جماح رغباته السابقة لا سيما ان وظيفته الاساسية هي الاعلاء في التعامل والسلوك السوي امام الجميع، وينظر له بمنظار واحد هو يمثل خيرا دائما على الاطلاق وله رؤية واحدة تتفق مع رؤية الخالق للانسان. انها جدلية غير منتهية تذكرنا بقول الفيلسوف"نيتشه" قوله :
ان ذاكرتي تقول اني فعلت ذلك،ولكن كبريائي يقول: لا يمكن ان اكون قد فعلت ذلك، وفي النهاية تذعن ذاكرتي.
ان الحدود القائمة بين الناس في الايمان والاعتقاد لا يضع معاييرها الانسان، لانه سوف يختلف مع الآخر حتما في طريقة التفكير اوالتعامل اوالسلوك او حتى التطبيق، ثم تصل ان يصف الآخر اذا كان مختلف معه في اللون او الجنس او طريقة اداء الفعل او التفكير او المعتقد بأنه عدو او مختلف معه في الرأي ولا الزام على اي انسان ان يخضع نفسه لرأي الآخر حتى وان كان الآخر ملتزما دينيا او سياسيا او مذهبيا ونقول ان ابداء الرأي في اية قضية او موضوع او فكرة او رأي هو حق طبيعي لكل انسان، كفلت حقوقه لوائح السماء وقوانينه قبل لوائح الانسان، وان ما يصدر من قرار عن شخص سواءا كان ملتزما دينيا او مذهبيا او فكريا او سياسيا سيان لا سيما ان جميع البشر لديهم النقاط العمياء في دواخلهم ، لذا لا حق للملتزم ان يحزم امره للتصدي لسلوك الناس بكل صغيرة وكبيرة وكأنه سلطان عليهم وقوله سبحانه وتعالى : ولست عليهم بمسيطر.
مآسي التفكير الانفعالي
كتب عالم النفس العربي البروفيسور الدكتور( قدري حفني) في جريدة الاهرام مقالة بعنوان "مخاطر التفكير الانفعالي" بتاريخ 31 / 5/ 2007 والمعروف عن الاستاذ الدكتور قدري حفني انه عالم نفس متخصص في علم النفس السياسي
فقوله ان النظم الدكتاتورية الشمولية والانساق الفكرية المنغلقة تشجع عدم الوقوف طويلا امام مضمون المعلومة او الخبر من حيث المنطقية او الاتساق، والاقتصار على محك وحيد هو سمعة ذلك المصدر الذي يحيط نفسه بهالة انفعالية لا يجوز معها مناقشة ما يصدر عنه. اصاب في هذه السطور عين الحقيقة في معظم مجتمعاتنا في العالم الثالث عموما وبعض الانظمة العربية التي ترى ان المواطن يجب ان يكون احادي التفكير فحسب باتجاه السلطة او النظام القائم، وهذا يقودنا للقول ان من يعيشون في عالم تكون فيه الثمار والنتائج وليدة الفعالية الشخصية سوف يركزون اساسا على الموضوعات التي بوسعهم التعامل معها والتأثير فيها لخدمة اهدافهم هم.
لذا فأنهم لن نتوقع منهم  ان يكونوا اكثر دقة في ادراك العلاقات بين الاحداث، بقدر ما تمر الازمات او القضايا المعاصرة عليهم مرور الكرام، دون تمحيص او نتائج ويميلون الى ان يبتعدوا باي شكل من الاشكال من صلب الموضوع او الحقيقة من خلال عدة اساليب لطمس المعلومة او حقيقة الفكرة  وهو ما اكده البروفيسور قدري حفني تماما في مقالته بقوله: انهم يهدفون من ذلك الصراخ الانفعالي خلق حالة انفعالية مماثلة لدى المتلقي تعطل قدرته على التمحيص وتهيئة لابتلاع المعلومة كما لو كانت حقيقة.
وفى النهاية .. اتقدم باقتراح للمسؤلين و القائمين على مؤسسات الدولة ..
وهو .. يجب بل من الضرورى ان يخضع الشخص المرشح للمنصب قيادى او منصب حساس بالدولة للتحليل النفسى تحت اشراف متخصصين فى علم النفس و خاصة علم النفس السياسى و علم الاجتماع للتاكد من درجة اتزانة الانفعالى و تحديد ان كان سوى بدرجة تتوافق مع حساسية المنصب و دراسة تنشأة الاجتماعية و درجة رقيها و اتزانها الفكرى من عدمة .
إيمى الاشقر
المصدر : شبكة النبأ المعلوماتية

CONVERSATION

0 comments: