عملية رفح تخطيط صهيوني وتنفيذ ازدواجي/ محمد داود

 تعمد العدو الصهيوني بأن يخلط الأوراق في كل عمل بغية إبعاد الشبهات، فمنذ أسبوع وهو يحذر رعاياه المتواجدين في سيناء بأن يغادروها على الفور والعودة إلى إسرائيل بعد توفر إنذارات ساخنة عن قرب الهجوم . وعندما حان وقت تنفيذ الهجوم أمرت جنودها العاملين في معبر كرم أبو سالم بإخلاء المعبر قبل عدة ساعات من تنفيذ الهجوم، وأكملت استعداداتها الأمنية بطائرات حربية لقصف ناقلات الجند التي سيستقلها المهاجمين.
الهجوم يحمل البصمات الصهيونية بأن يتم تسليم بعض المهاجمين وهروب آخرين وتصفية من تبقى، فالعملية معقدة للغاية وتحمل في طياتها أهدافاً سياسية. أهمها دفع الجيش المصري نحو بسط السيطرة الأمنية على سيناء التي أصبحت مأوى للمسلحين وباتت تهدد الأمن القومي الصهيوني وهذا بالفعل حذر منه قادة الاحتلال بأن الجيش الصهيوني سيعمل في سيناء مالم يتدخل الجيش المصري ويبسط سيطرته الأمنية هناك.
هجوم رفح كان تخطيط صهيوني اختلطت فيه أوراق الخيانة والمقاومة من حيث التنفيذ.
فمنفذي الهجوم يقدر عددهم نحو خمسة وثلاثين شخصاً بإمكانهم الهجوم مباشرة على موقع كرم أبو سالم وقتل من فيه أو احتلاله. ولكن كما أسلفنا القول بأن الهدف ليس بالدرجة الأولى المس بصهاينة بل توصيل رسائل أبرزها دفع الجيش المصري للقصاص من الجماعات وبدو سيناء، ومكافحة التهريب وإفساد العلاقات الفلسطينية المصرية سيما بعد تولي الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي سدة الحكم في مصر وإحراجه أمام الجماعات الإسلامية من ناحية والجيش من ناحية ثانية وقطع الطريق أمام التسهيلات المرتقبة للفلسطينيين في قطاع غزة والوعود التي أطلقها مرسي أمام رئيس الوزراء إسماعيل هنية.
حيثيات الهجوم الذي بدأ لحظة الاستعداد لتناول طعام الإفطار، فهل يهون هدر دم المسلم أخيه المسلم ونحن نتحدث عن جماعات تدعي الإسلام والجهادية والإسلام والوطنية منهم براء، فقد باغت المهاجمين الموقع على حين غفلة من أصحابه، بينما كان الجنود المصريين يهمون لتناول طعام الإفطار أي أنهم شبه عزل، وإمكانية أسرهم وتقييدهم هي الأكثر وفرة بدلاً من إعدامهم رمياً بالرصاص، وهذا يتضح من خلال أسر أثنين ودفعهم بأن يقودوا الناقلتين. بمعنى أخر أن المهام الموكلة لأفراد المجموعة تنقسم بين من يهاجم الموقع المصري وتطهيره والسيطرة على عتاده وناقلات الجند وهؤلاء يصنفون بالمجموعة الخائنة والمرتبطة بالعدو الصهيوني وينتهي دورهم بمغادرتهم المكان. على أن يواصل باقي أفراد المجموعة هجومهم مستقلين المدرعتين نحو معبر كرم أبو سالم، وهذه المجموعة المضللة التي غرتها الحمية وصاغوها بمفهومهم الجهادي المقاوم، فكانوا ضحية الخيانة والغدر. بين عبوة موقوتة ستنفجر بهم بعد حين وبين طائرة حربية صهيونية كانت في انتظارهم.
ولمزيدٍ من بعثرت الأوراق وزج الفلسطينيين وسط هذه الجريمة النكراء قامت طائرة صهيونية بقصف أحد رجال المقاومة في رفح وهو يستقل دراجته النارية وادعت بأنه كان يخطط للهجوم على معبر أبو سالم وأسر جنود، ليكون له صلة بالموضوع.
الفلسطينيون عبروا عن استنكارهم للعمل الإجرامي أثناء صلاة التراويح  أمام السفارة المصرية في غزة، وبقي لأن نقول إذا كان العدو على علم بقرب الهجوم فلماذا لم يخبر الجيش المصري عن المهاجمين وفق ما تنص عليه اتفاقية التعاون الأمني المشترك؟!.


CONVERSATION

0 comments: