مواجهة عقل وضمير/ ايمان حجازى


منذ الأمس واحداثه الدامية وقتل أكثر من 15 ضابط وجندى من جيش مصر على الحدود فى سيناء وحالة غريبة جدا إنتابتنى ولم أدر بماذا اسميها
إنتابت نفسى حالة من الشد والجذب الداخلى جعلتنى أتقطع قطعا صغيرة صغيرة جدا وفرضت علي تساؤلات عدة
هل أحزن على الجنود الذين ماتو بيد لم نعرفها ولو كانت تشير إليها فى متاهة وعلى حظر أصابع الإتهام ؟
هل أحزن عليهم كما حزنت على شهداء ثورة 25 يناير الذين إستشهدو فى ميادين التحرير بمصر طوال العام الماضى بيد معلومة تامة العلم ؟؟
هل أحزن على ال 15 ضابط وجندى لأنهم ماتو وهم يتناولون طعام الإفطار فى مغرب يوم من أيام رمضان بيد ليست بالمعروفة تماما ؟؟
هل أحزن عليهم كما حزنت على أهالى المحروسة التى شتت شملهم قبل المغرب بساعات فى أول يوم من أيام رمضان قبل الماضى بيد معلومة تمام العلم ؟؟
هل أنتوى الحداد على ال 15 ضابط وجندى ماتو بيد ليست بالمعلومة تماما ؟؟
هل أعلن عليهم الحداد الذى لم يعلن على شهداء الثورة والذين بعد أن بدلو مصر من حال لحال طولبو بتقديم فيش وتشبيه - وهم شهداء  - لإتمام إعتبارهم شهداء من جهات معلومة تمام العلم ؟؟
وتستمر التساؤلات
هل أنا حقا حزينة عليهم ؟؟؟ وإذا كان فهل حزنى عليهم كبشر أم كأفراد فى الجيش المصرى ؟؟
هل أحزن عليهم كأفراد فى الجيش المصرى وأمحو من ذاكرتى صورة بعض جنود الجيش المصرى  وهم يرقصون لنا بالسيوف ,, أمحو صورة الجندى الذى إعتلى مبنى مجلس الوزراء وقضى حاجته على رؤوسنا ,, أمحو من ذاكرتى الإشارات البذيئة بالأصابع ,, أمحو كشف العذرية وتعرية الفتيات وإهانة الشباب ,, ناهينا عن قتل العزل فى صلاة المغرب ,, وغير ذلك الكثير والكثير من الأفعال التى ربما لم تصل الى علمنا ؟
للحق خشيت بينى وبين نفسى المجاهرة بهذا الكلام لما سيستتبعه من إتهامات بالفلولية والرجعية والتخلف وعدم الولاء والإنتماء لرمز غالى مثل الجيش المصرى وما يمثله للشعب
ولكن لله الحمد لم أكن أنا ولا أحد من أفراد الشعب وربما بعض أو الغالبية العظمى من أفراد الجيش المصرى هم من ساهمو فى تشويه شكل وسمعة الجيش المصرى ,,, لم نكن نحن من غيرنا مكان الجيش المصرى فى قلوب المصريين
ولأننا برءاء من بلبلة أو زعزعة صورة ومكانة الجيش المصرى فى القلوب والعقول ,, ولأننى بصفة شخصية لن أكون إلا نفسى ,, ولن أسمح لقلمى إلا أن يخط ما يمليه عليا ضميرى وما يستقر فى عقلى ويصدقه حدسى , فلا أجد فى نهاية كلامى هذا أى غضاضة فى أن أعلنها عالية
أنى أرثى مصر
وحزينة كل الحزن على مصر ومكانتها بين الدول
حزينة كل الحزن على مصر ورمزها الذى يتمثل فى العلم المرفوع على الحدود والذى لم يعره الفاعل  اى إنتباه
حزينة كل الحزن على أرض سيناء التى أستعيدت بالدماء ولم نحترمها ولم نجلها ولم ننقل للعالم كيف تكون بالنسبة لنا
حزينة كل الحزن على الكرامة المصرية والسيادة المصرية التى لم تعد تحذو بسابق إحترامها
وحزينة على الضباط والجنود ال 15 الذين قتلو فى أحداث رفح كبشر , كناس من شعب مصر , كإخوة ... أخوة أرض وسماء ونهر النيل .... أخوة تاريخ وربما دين وعقائد
ومع إنى طالبت بإعلان حالة الحداد العام لمدة ثلاثة أيام  ... لكن فى كرارة نفسى لم أطلبها كحداد لمن ماتو وإنما كحداد على الأحياء الذين لم يستطيعو حماية من ماتو والذين نرجو أن يستطيعو حماية من بقو على قيد الحياة
الحزن على الموتى واجب وعلى إعتبار أننا جميعا أهالى للموتى فإننا نقدم التعازى لنا جميعا ونطلب من المولى الصبر والسلوان لنا جميعا ونطالبه جل وعلا أن تكون هذه الكارثة بالنسبة للوطن آخر الأحزان
أرجو من جميع من يقرأ هذا المقال أن يرفق بى فقد أصريت على كتابته بكل ما أوتيت من قوة وصراحة وصدق مع نفسى وحرصت على أن أكون نفسى ولا غير ,, فإلى من يوافقنى الرأى جزيل الشكر , والعذر كل العذر لمن لم يوافقنى الرؤية أو من يختلف معى فى المنطق والمعيار
يكفى فى النهاية أن نتفق جميعا على حب هذا الوطن والحرص على أن يظل الى أبد الآبدين مرفوع الهامة عزيز
اللهم إنصر مصر نصرا عزيزا ودم على شعبها الكرامة والعزة والإباء , ليس فقط بالدعاء وإنما اللهم إلهم أولى الأمر فينا وأهل المسئولية والحسم العزم و الحزم والحكمة فى إتخاذ القرارات التى تعيد إلينا عزتنا وكرامتنا ومكانتنا التى نستحقها بين الدول
ألا هل بلغت اللهم فإشهد

CONVERSATION

0 comments: