عندما يتحول الديب إلى ثعلب/ رأفت محمد السيد

مهنة المحاماة كما عرفها المتخصصون فى القانون أنها مهنة جليلة لها قدسيتها ورسالتها السامية ، فهي مهنة حرة تشارك السلطة القضائية في تحقيق العدالة ، فالمحامي شريك للقاضي في الوصول إلى الحكم بالعدل ، باعتبار ان كلا ً منهما يبحث دائما عن الحقيقة فكلاهما له هدف وحيد عظيم ،هو إقامة العدالة ، وإعلاء كلمة الحق في المجتمع – ولكن للاسف فقد إنسلخ بعض السادة المحاميين عن قدسية وسمو هذه المهنة ليجعلوا منها "مهنة الدفاع عن الباطل "وليس الحق بإستخدام مهاراتهم الشخصية وعلمهم بثغرات القانون الوضعى ليبدلوا الحقائق ويزيفوها وهذا هو بالفعل حال هذه المهنة الأن من جانب البعض الذين أساءوا للمهنة الشريفة كما أساءوا لكل محامى شريف يدافع عن الحق بدافع الوصول إلى الحقيقة ووضع كل شئ فى نصابه ، والذى دعانى للكتابة فى هذا الموضوع هو قيام بعض السادة المحاميين بتقمص دور البطل فى قضية خاسرة البطل الحقيقى فيها هو الشعب ، والضحية فيها أيضا من الشعب وهم شهداء الثورة والغريب أن القتلة معروفون للجميع ، وشهود الإثبات كثيرة ومتنوعة فى هذه القضية ، ومع ذلك فإن الرغبة فى مزيد من الشهرة والمال يجعل البعض يتطوع من منطلق "خالف تعرف " وكما عودنا دائما بدفاعه عن القتلة والمجرمين محاولا تغيير الحقائق بأى صورة فإذا مانجح فى نصرة الباطل على الحق فقد حقق مزيدا من الشهرة والمال وإذا ماخسر وهو الامر المتوقع فقد حقق المكسب المادى فهو فى كلتا الحالتين كسبان ولكنه لم يدرك أنه رغم مكسبه لكنه خسر الأهم وهو إحترام وثقة المجتمع من حوله ، وهانحن أمام حالة غريبة كانت حديث المصريين فى الفترة الأخيرة - فقد أتارت تصريحات فريد الديب محامى الرئيس المخلوع حسنى مبارك موجة شديدة من الهجوم والسخرية لدى المصريين حيث قال الديب فى حواره مع الإعلامى معتز الدمرداش على قناة "الحياة" أن مبارك هو أول من أيد ثورة 25 يناير ؟؟!! "مدللا بقوله على أن مبارك استجاب لرغبة الشعب فى رحيله " وقد نسى إن إرادة الشعب نابعة من إرادة الله وأن الشعب إذا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلى ولابد للقيد أن ينكسر ويضيف الديب أن من أراد التأكد من أن مبارك ساند الثورة فعليه الرجوع لخطابات مبارك أثناء الثورة وكأن هذا الرجل يستخف بعقول المصريين فكيف يؤيد رجل ثورة قامت ضده وضد نظامه الفاسد الذى اذاق الشعب مرارة الظلم والقهر عقودا ثلاثة ، كما ذكر الديب أن مبارك "زعلان من الشعب المصري وأقول له أن مبارك تسبب فى زعل الشعب المصرى ثلاثون عاما فلاشئ على الشعب إذا مازعل منه مبارك اياما معدودات كما أضاف الديب أن الرئيس المخلوع يقضي معظم وقته في غيبوبة – والسؤال للديب : هذا الرجل الماكر الذى كان الأصح أن يسمى الثعلب هل كنت تقيم مع الرئيس المخلوع هذه الفترة لتعرف عما إذا كان يقضى معظم وقته فى غيبوبة وهل أباح لك الرئيس بانه يشعر بأنه يتعرض لحملة شرسة غير عادلة" وهل سمعته يردد دائما " "مفيش حاجة حلوة في 62 سنة خدمة" وينتقد الديب مايتعرض له الرئيس المخلوع بوصفه لها بانها حملات للتشويه والسب والقذف يتعرض لها مبارك مبديا انزعاجه من تلك الحملات على الرغم من أن القضاء سيفصل فى الاتهامات الموجهه له – وعلى الرغم مما اثبتته لجان تقصى الحقائق عن ثروة مبارك وأولاده بالداخل والخارج إلا أن الديب قد نفى بشكل قاطع أن يكون لدى مبارك أى أموال خارج مصر نافيا كل ما تردد عن ثروة مبارك، مؤكدا ان مبارك لا يملك سوى حوالي 8 ملايين جنيه في حساب شخصي بأحد البنوك المصرية والطبيعى أن ماقاله الديب لن يلقى قبول رجل الشارع العادى وليس المثقف وبالتالى كانت ردود الأفعال فى الشارع المصرى غاضبة ولم تلق تصريحات الديب قبولا أو اقتناعا من غالبية المصريين فقد واجهوا تلك التصريحات بموجة من السخرية والاستياء الشديد والهجوم الذى بدا أنه تجاوز مبارك ليصل إلى محاميه حيث تم تدشين صفحات ومجموعات على الفيسبوك تهاجم الديب ومواقفه السابقة بالدفاع عن بعض رجال الأعمال الفاسدين والجاسوس الإسرائيلى عزام وأخيرا حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق والرئيس المخلوع مبارك. ومن أمثلة ذلك الشعب يكره فريد الديب " ، " الشعب يريد الديب من ديله" ، "كلنا ضد فريد الديب " فريد الديب محامى الفاسدين وأشياء أخرى من هذا القبيل – وأهمس فى اذن هذا الرجل الماكر وأذكره بقتلى الثورة وأقول له لو أن لك إبنا وسط هؤلاء الشباب هل هذا سيكون موقفك ؟ إتقى الله أيها الثعلب ولن اقول لك سوى قول الله تعالى " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " سيذهب مبارك وأعوانه مهما طال بهم الزمن وسيحاكموا سواء دافعت عنهم أو لم تدافع ، وسنقتص من القتلة والخونة حتما وإن كنت تدافع بالباطل عن حسنى ميارك وأعوانه بتوكيل منهم فأنا بدون توكيل ولاتفويض من احد ولكن بدافع من نفسى كمواطن مصرى شريف يعشق حبات ثرى هذه الأرض الطيبة أدافع عن دماء هؤلاء الشهداء بدون توكيل من احد وأعلم ان الله هو نعم الوكيل – إتق الله وعد إلى صوابك فحبك لمبارك لن يكون مقابلة إلا عداء أغلب المصريين وأرى أنه من الاشرف أن تتنحى عن هذه القضية الخاسرة من كل الوجوة فلو كان الرئيس على حق وساند الثورة كما تدعى ماقام الشعب عن بكرة أبيه مطالبا بسقوطه واصر على ذلك الامر الذى لم يجد امامه بد من تنحيه عن منصبه ليخرج بكرامة بدلا من ان يخرج بصورة مهينة – لاتحاول لأن كل محاولاتك سوف تبوء بالفشل ولترضى ان تظل ديبا عادلا بدلا من أن تصيح ثعلبا ظالما .


CONVERSATION

0 comments: