المصالحة الوطنية الفلسطينية الى أين.?/ شاكر فريد حسن

مضى 3 شهور منذ توقيع اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية في القاهرة بين اكبر فصيلين وتيارين فلسطينيين هما "فتح " و"حماس" . هذا الاتفاق الذي جاء استجابة للنبض الجماهيري الفلسطيني ونداء التحركات الشعبية الفلسطينية تحت الشعار "الشعب بريد انهاء الانقسام وطرد الاحتلال".
ومنذ ذلك الحين لم يتغير شيء يذكر على ارض الواقع ، والمصالحة تراوح مكانها ولا تزال بعيدة المنال ، والامور على حالها ، والاوضاع الاقتصادية والمعيشية للناس تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
وكنا قد استبشرنا خيراً باتفاق المصالحة ، واعتقدنا انه سينهي حالة الانقسام والتشرذم والمناكفة والاحتقان في الشارع الفلسطيني ، وانه سيخلق حالة فلسطينية جديدة ويفرز واقعاً فلسطينياً جديداً ، وان هذه المصالحة تصب في نهاية المطاف في صالح المشروع الوطني الفلسطيني وخدمة القضية الوطنية وقضايا الشعب الفلسطيني ونضاله التحرري الاستقلالي المشروع العادل لأجل اقامة الدولة الوطنية المستقلة.
ولكن في الحقيقة والواقع ان هذا الاتفاق لم ينفذ منه شيئاً وبقي في الادراج حبراً على ورق . ولم تتم زيارة محمود عباس لقطاع غزة ، والتراشق الكلامي والاتهامات المتبادلة بين "فتح" و"حماس" تتواصل لغاية الآن . في حين أن الحكومة الفلسطينية التكنوقراطية لم تتشكل بسبب اصرار الرئيس الفلسطيني ابو مازن على ترشيح سلام فياض لرئاسة الحكومة الفلسطينية العتيدة. اضافة الى رغبة عباس تأجيل تنفيذ اتفاق المصالحة الى ما بعد استحقاق ايلول ، عدا عن الضغط الدولي والعالمي لالغاء الاتفاق عن طريق قطع المساعدات المالية الممنوحة لسلطة اوسلو .
ولا شك ان المصالحة الوطنية الفلسطينية يتهددها الانهيار اذا استمر الوضع كما عليه الآن . ولذلك فعلى القوى الشعبية والاهلية والفصائلية الفلسطينية تحريك وتفعيل الضغط الشعبي في الشارع السياسي الفلسطيني باتجاه تنفيذ اتفاق المصالحة بحذافيره ، والبدء فوراً بملف السجناء السياسيين وتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة وتحديد موعد للانتخابات التشريعية والبلدية . فبدون ذلك ستظل الساحة الفلسطينية منقسمة على نفسها ، وهذا طبعاً ليس في صالح القضية ولا الشعب .

CONVERSATION

0 comments: