فرحت مصر... وأفرحتنا، بسقوط الديكتاتور حسني مبارك.
ومن حق مصر ان تفرح، ومن حقنا ان ان نفرح خلفها.
فرأس النظام الفاسد والبوليسي قد سقط بعد "تناحة" طويلة، وتمسك بالسلطة بشكل وقح ومستفز بوجه رياح ثورة الشعب.. وعلى عكس حتمية التاريخ.
ان الآلام والمعاناة التي فرضها نظام حسني مبارك لم تكن من نصيب الشعب المصري وحده دون ان تصيب جسم الامة العربية كلها بالعلل والعجز. خاصة بين أبناء الشعب الفلسطيني، وذلك عندما تخلى هذا النظام عن القضية الفلسطينية لصالح أمن الاحتلال الاسرائيلي كما نصّت اتفاقيات "كامب ديفد" التي وقّعها سلفه أنور السادات الذي قتل بسببها. وليكون هذا القتل الاشارة الكبرى لرفض الشعب المصري لهذه الاتفاقيات التي لم تأت لمصر الا بالذل والعار.
وإن نامت مصر طيلة ثلاثين عاما ومنذ استلام مبارك للسلطة، فذلك لأن حجم الوحشية للنظام كان يفوق القدرات الشعبية التي سحقت بلا هوادة من أدوات النظام القمعية والبوليسية، مما جعل من صورة مصر مشوّة ومهمّشة عن أخذ موقعها الطليعي في الصراع العربي - الاسرائيلي.
وليس غريبا ان تستنفر اجهزة دولة الاحتلال الاسرائيلية جميع اجهزتها العسكرية والاستراتيجية منذ فجر الخامس والعشرين من يناير وهو موعد انطلاق ثورة الشباب لدراسة اتجاهات الثورة..وكل ما يعني الاحتلال من هذا الترقّب والدراسات ليس توفير العيش الكريم للمواطن المصري، ولا الكرامة الوطنية التي أهدرها النظام، ولا الحرية المقموعة ولا الديمقراطية الغائبة أصلا، بل ثبوت مصر على اتفاقيات "كامب ديفد" التي توفّر لإسرائيل الامن على حساب أي شأن مصري داخلي.
البيان الرابع للقوات المسلحة المصرية، وفي عز إحتفالات الفرح للشعب المصري ومن خلفه احتفالات الشعوب العربية بسقوط الطاغية، قد وجّه الرسالة الى اسرائيل دون سواها في الثبات على الاتفاقات المبرمة معها.
نتوجّس على هذا الفرح ان تبدده بيانات الجيش المتتابعة.
نتوجس من ان النطام ما زال باقيا.. والذي سقط فقط رأسه بشكل مخادع!.
نتوجس من خديعة ان الجيش المصري هو جيش الشعب، وفي الواقع هو جيش النظام.
نتوجّس ان الجيش المصري قد خطف الثورة.
فهل شباب مصر وأحرارها في الاحزاب الوطنية والقومية معنا في هذا التوجّس؟
سعيد الشيخ/كاتب وشاعر فلسطيني - مدير موقع الوان عربية
0 comments:
إرسال تعليق