اسماء محفوظ..تحية/ عبد الكريم العامري

في اوائل شهر كانون الثاني قادتني الصدفة ان استمع لبيان شابة عربية مصرية في موقع اليوتيوب، تتحدث بثقة عالية، وبكبرياء ومسؤولية.. شعرت حينها انها لا توجه كلامها للمصريين فحسب انما كانت تتحدث الى كل العرب لا بل الى كل الشعوب المحبة للتحرر والامن والسلام.. اسماء شابة عربية، تفكر افضل مما يفكر فيه قادة وسياسيون، تحرك الهمم، وتنتخي بالرجال الذين روضتهم الانظمة القمعية.. ولم اكن حينها سيكون لبيانها هذا التأثير الذي اخرج اكثر من 8 ملايين مواطن مصري في يوم الغضب.. وحين خرجت الجموع تيقنت ان شعوبنا العربية بحاجة الى من تنادي (واعرووبتاه).. وتيقنت ان في الوطن العربي الكبير من يستجيب للنداء، وتيقنت ان الانظمة العربية هشة جداً لدرجة انها تستنجد بالبلطجية!
اسماء محفوظ رمز شبابي عربي، وهي امل الامة الجديد المتدفق بالحيوية والصدق والبراءة والجدية.. اسماء هي زعفران أخرى رغم اختلاف الازمنة والحكايات لكن النتيجة واحدة، زعفران العراقية البصرية يوم اغتيلت في ساحة ام البروم ونادى المنادي (كركي قتل زعفران يا اهل السويكة عزلوا) اغلقت الاسواق ابوابها وخرج الناس الى الشارع ثأراً لزعفران رغم انها لم تكن سليمة العقل.. واسماء هذه انتفضت لمقتل مصريين بسبب البطالة والاضطهاد حين احرقوا انفسهم على طريقة المرحوم بوعزيزي التونسي يوم كان شرارة انفجار ثورة الياسمين في تونس.. انتفضت وانتفض معها شعب احب الحرية وضاق ذرعاً من وجه الرئيس الاوحد والقائد الهمام..
المصريون رددوا خلف اسماء محفوظ الهتاف وهي نقطة تحسب للمرأة العربية ومدى قوتها واصرارها على التغيير كيف لا وهي الام التي تقوم بترتيب البيت، كل البيت، وها هي تقوم بترتيب البيت الكبير، الوطن!
تحية لاسماء محفوظ، الفتاة الشابة، ذات الستة وعشرين عاماً، تحية لها وهي تتحدى الظلم وترحب بالموت حرة اصيلة..
كم اسماء نحن بحاجة اليها... وكم بوعزيزي نحن نحتاجه، وكم زعفران ننتظر موتها لتهب رياح التغيير مع هدير اصواتنا.

CONVERSATION

0 comments: