نعم، انها ليست معجزة، ثورة شباب مصر، فالشعب ان اتفق وتوحد لن تقف في وجهه آلة حربية او قمع، ولن توقف زحفه هروات وقنابل الشرطة المسيلة للدموع ورصاصهم.. المهم ان تكون الارادة واحدة.. وما حدث في مصر سيحدث في دول عربية اخرى وربما في دول غربية ايضاً.. المصريون اثبتوا للعالم انهم شعب حي باسقاطهم لفرعونهم، والتونسيون قبل ذلك اثبتوا ايضاً انهم شعب حي باسقاطهم زين الديكتاتورية رغم ان تجربتهم غيّرت وجهاً بشعاً لتأتي بوجه ربما لا يقل عنه بشاعة..
شباب مصر اعادوا للعرب قوتهم امام الطغاة من حكامهم، فقد مللنا التصفيق لهذا القائد او ذاك، ومللنا التطبيل للملوك والرؤساء والشيوخ، لتذهب كل السعادات للجحيم، سعادة الرئيس وسعادة الوزير وطويل العمر وجلالة الملك ومعالي الفساد... هذه الآلهه التي صعدت على ظهورنا لتذهب الى الجحيم، هذه المقدسات التي ما كنا نجروء على البوح باحلامنا للتحرر منها لتذهب الى الجحيم.. كل القادة العرب ليذهبوا الى الجحيم ما لم يكونوا خدماً للشعب..
شباب مصر اثبتوا انهم الاسياد والقادة ما هم الا خدم لهم.. نجحوا ونجحنا بهم، كانت قلوبنا من شرق الامة الى غربها تطوف حول ميدان التحرير.. تنشد معهم وتصفق، الشعب يريد اسقاط النظام، كنا مع الشباب الابي نتشدق بالحرية الميؤس منها، عيوننا ملتصقة بشاشات التلفاز وتكاد قلوبنا تقفز من صدورنا لتلتصق بهم، كان الله في عونكم يا شباب الامة..
انها ليست معجزة ان يكنس الشعب نظاماً بوليسياً قمعياً فاسداً.. وليست معجزة ان يخرج كل الشباب بصوت واحد ضد نظام التوريث والسحت الحرام، وليست معجزة ان تتحقق احلام الجماهير.
الرئيس المخلوع صورة من صور الارادة وهناك من ينتظر من الرؤساء ان يخلعه شعبه، هو اذن الرئيس (المخروع) حسب مصطلح زميلي القاص الدكتور رياض الاسدي... كل رؤسائنا اليوم (مخروعين)، وكلهم يشحنون اموالهم وقذاراتهم بانتظار اول طائرة كما حدث لطائرة جدة او طائرة العريش!
انها ليست معجزة ان تنتقل الثورة من بلد الى بلد ذلك لان الدم العربي واحد ومثلما ينتقل الدم في الجسد الواحد تنتقل ثورات الشباب العربي من بلد الى آخر.. ولكن من هو البلد المرشح للتغيير؟ هناك بوادر ثورة في الجزائر واخرى في الاردن ونعتقد ان (الاخ) قذافي بالانتظار ايضاً ومثله (الاخ) طالح اليمن!
يكفينا خنوعاً.. ويكفينا ذلا واهانة.. الذل يعيش بنا كل يوم، نشعر به في كل بلد عربي ندخله، نراه في عيني ضابط الجوازات في المطارات وفي مداخل البلدان، نراه عند افراد الشرطة الذين يمثلون النظام وليس الدولة وهم يكسرون ظهور الشباب.. اذن البركان قادم ولن تنفع هذا الحاكم الديكتاتور او ذاك بغال او جمال او حمير او احصنة او بلطجية..
البركان قادم سيكتسح كل الوجوه الكالحة والبشائر واضحة مثل قرص الشمس ولا اقول قرص الرغيف لانه ممنوع عن العائلات العربية.. حينها لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى شعبه وجياعه برغيف ساخن ونوايا طيبة.
رحم الله شباب مصر وتونس والجزائر وبلاد العرب اجمعها.
الذل للطغاة من الحكام ومزابل التاريخ.
0 comments:
إرسال تعليق