لا أحد ينكر دور العلماء فى ترسيخ المبادئ والقيم التى تساهم بقدر كبير فى تقدم ورقى الأمم لما لهم من منزله ومكانه عظيمة عند الناس فالعلماء هم ورثه الأنبياء - والعالم يرث النبى ليس في علمه فقط بل يرثه في أخلاقه السامية وسلوكه الرفيع من التواضع وحبّ المساكين وحسن الخلق والحلم والصبر على المصائب والمتاعب وتحمل المشاكل من أجل أداء الرسالة التى شرفه الله بها دون الاخرين ليعلى قدره ، فالعالم قدوة لغيره من الناس ، كما أن نظرة الناس إلى العالم تختلف كل الإختلاف عن النظرة للرجل العادى لما له من منزله وما اعظمها منزله ، فمنزله العالم الذى يعمل بعلمه لاتضاهيها منزله إلا منزلة الأنبياء ، والعالم هو من ساهم بقدر علمه فى حياة الأمم وأتساءل وليس هجوما على أحد فأنا أول من يجل العلماء – أين دور العلماء فى ظل أنظمة الحكم الفاسدة فى الدول العربيه لاسيما مصر ؟ أين العالم الذى خصه الله على لسان نبيه بما لم يخص به أحدا غيره عندما قال ( وإن العالم ليستغفرُ له مَنْ فى السموات ومن فى الأرض حتى الحيتانُ فى الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب) أين حقوق الناس عليهم ؟ فالناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب، لأن الطعام والشراب يُحتاج إليه فى اليوم مرة أو مرتين، والعلمُ يُحتاج إليه بعدد الأنفاس"إن كان دور العلماء الأجلاء فى الماضى كان منعدما لخوفهم من الحكام فهذا عذر أقبح من ذنب ، لأنهم متميزون عن العامه بكثير ، فقوتهم تنبع من إيمانهم وعقيدتهم وماأخذوه من القرأن والحديث والسيره والسنة يجعلهم كالأسود الجائعة فى شراستها عند صيد الفريسه ضد الظلم والظالمين وضد الطغاة والطغيان ، فقوة الأمة تنبع من قوة علمائها ولكن لن نبكى على اللبن المسكوب فالان قد جاء دوركم لتفتحوا صفحات جديدة وليست صفحة واحده مع انفسكم ، جاء دوركم بأن تتركوا مكاتبكم وتنزلوا إلى الشوارع والميادين والهيئات والمؤسسات لتعلموا الناس من جديد أصول دينهم بحق ، لتغرسوا فيهم المبادئ والقيم التى تساهم فى تقدم مجنمعنا ، جاء دوركم للمشاركه الفعالة بعيدا عن الكلام المرسل الذى يصر على تناوله بعض العلماء لاسيما فى خطبة الجمعة من كل اسبوع والذى قد حفظه الناس عن ظهر قلب وكأن نهرالكلام لديهم قد نضب أو جف ، بالله عليكم تغلغلوا بما لكم من مكانه ومنزله رفيعة لدى الناس لتجعلوا من مصر دولة أساس دعائمها الإسلام بأخلاقياته وسلوكياته وتعاليمه السمحه ، علموا الناس جميعا أن الإسلام هو الطاقة الحقيقية التى تحى موات القلوب – علموا الناس دينهم على حق – فالله لن يسامحكم عن عدم معرفة كثير من المسلمين حتى الان أركان الوضوء ونواقضه ، أركان الصلاة ومبطلاتها ، أداب دخول المسجد ، أداب الطريق ، أداب الحديث ، لابد أن يتغير سلوك المصريين مسلمين وغيرهم من خلالكم وأمامكم الفرصه والوقت فى أن تبدأوا لتكون ثورة 25 يناير ثورة شاملة فى كل شئ – ثورة أفاقت الجميع وأهم من أفاقتهم علماء المسلمين الذين يمثلون عنق الزجاجة فى عبور الأمة إلى بر الأمان والله الموفق – حفظكِ الله يامصر وحفظ علمائك الأبرار الأطهار .
إقرأ أيضاً
-
البطل نواف غزالة يتحدث الى الزميل أكرم المغوّش عام 1954نصب الديكتاتور اديب الشيشكلي نفسه حاكماً على الجمهورية العربية السورية وحلّ مج...
-
هَذِهِ الخواطر كَتَبْتُها في صَيْف عام الفين و اثني عَشَر لِلْقِرَاءه التَرْفيهية و أيضاً كنقد فني اثناء لَحَظَات صَفَاء ذِهْني حينَما ...
-
العمل الدبلوماسي حقل شاسع من ألغام الكلمات والابتسامات والمصافحات لا يمكن لأحد أن يضمن بعض صدقها أو تمام زيفها ، وينصرف الأمر نفسه إلى الصور...
-
سوسن السوداني ، مقيمة في أستراليا . شاعرة عراقية مهمة جدا مواليد ١٩٧٤م . شعرها يمتلك إحساسا عاليا ، وهذا شعر نادر جدا . لكن هي مشاكسة ، ...
-
الشهيد كمال برجس المغوّش في مثل هذه الايام وقبل نهاية العام استشهد اخي البطل كمال برجس المغوّش وزوجته تاركاً اثراً كبيراً قي اقبية وز...
-
(( دراسة ٌ نقديَّة ٌ لكتب : ديوان " قطر الندى " ، و" ذكرياتي معه " ، و " الجنين " للكاتبةِ والشَّاعرة...
-
أتابع ما يكتب الأخ الدكتور ضياء نافع في موقع المثقف وأجد فيما يكتب جهداً كبيراً مشكوراً خاصة ما يتعلق منه ببعض الزملاء الذين عاصرنا معاً...
-
كثيرون هم الذين كتبوا تاريخ بلادهم بالشهادة ورسموا خريطة وطنهم بأرواحهم ولونوها بدمائهم وظلوا على حقيقتهم وعهدهم وكلمتهم مناضلين شرفاء ...
-
يلعب الأعلام في أي بلد في العالم دورا كبيرا وهاما في إستقرار الأمور وتنوير الشعوب بكل ما يحدث في العالم الذي حوله ليكون على بينة لكبائر ...
-
" ومن المعوقات ما تطالب به الفلسفة نفسها في خطابها وما يحمل من مفارقات في "تعليم ما لا يمكن تعليمه""1 [1] أصدر م...
0 comments:
إرسال تعليق