في حياتنا فزّاعات كثيرة ..
بعضها لا نراه، ولكنها تخترق آذاننا وتتشكل بعنف في عقل طفولتنا، وتؤذي سلامنا الداخلي. فالأم عندما تريد من أولادها أن يخضعوا لما تريده منهم، فهي تسلط عليهم: الغول، والعفريت، وأبو رجل مسلوخة؛ فإذا بالنوايا الطيبة تؤدي إلى نتائج غير طيبة!
وبعضها نراه، ولكن لا نعرفه حق المعرفة، كأن نشيع الخوف من أمة من الأمم، أو شعب من الشعوب، أو شخص من الأشخاص، وقد تكون هذه الفزاعات فارغة من الخطر علينا، مثل ما يصنعه الزارع من فزّاعات يضعها بين مزروعاته ؛ ليخيف بها الطيور من الاقتراب منها!
وبعضها نراه ونعرف خطرها الماحق علينا، ولكنها تُطلق لأهداف دكتاتورية، ولمصالح ذاتية، وهذا ما تصنعه كل الأنظمة السلطوية. فالسلطة المصرية اطلقت على ثوار الغضب، وعلى جهات أخرى دولية، هذه الفزّاعات:
فزّاعة "الأخوان المسلمون"؛ لترهب بعض الدول التي لها مصالح مهمة مع مصر، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ولعل إسرائيل ـ في معمعة هذه الأحداث الأنتفاضية ـ، راعها منظر فزّاعة صُنعت خصيصاً لها، بدخول مدرعات ودبابات مصرية إلى مناطق محظورة بسيناء!
وفزاعة عملاء وزارة الداخلية، بكل تشيكلاتهم، من شرطة سرية، ومسجلون خطر، وسجناء هاربون بأمرها، والذين أشاعوا الهرج والمرج، والموت، والرعب بين المواطنين!
،...،...،...
قد يظن البعض أن هناك فزّاعات طيبة.
وفزّاعات شريرة.
ولكن عليهم أن يدركوا أن الفزّاعات كلها، يختلط فيها وبصورة معقدة الطيب بالشرير.
ومن منا يريد أن يتناول السم بالعسل؟!...
0 comments:
إرسال تعليق