القذافي هو أكثر الزعماء في العالم شهرة ً وحضورا ً في الاعلام . هو لا يقل نجومية عن مشاهير هوليود ونجوم الرياضة في العالم . ينظر له الكثير من الناس على إنه شخصية غريبة هي أقرب إلى المجنون منه إلى الشخص المتزن في موقع المسؤولية الإولى وقائد ما يسمى بثورة حكم ليبيا بالحديد والنار ولأربعة عقود خلت . غرابة شخصيته وحبه للبهرجة والإستعراض تضاف إليها مظهره الفوضوي الأقرب لمظهر الفنانين البوهيميين ومواقفه المتقلبة وفلسفته الخضراء التي بشر لها وكأنها دين جديد , حيث حشد لكتابه الأخضر الكثير من المؤتمرات الفلسفية شارك فيها مفكرون وفلاسفة من كل أنحاء العالم , قدم لهم فيها القذافي المغريات المادية الخيالية . في أحد الندوات الفكرية إشترك الفيلسوف الفرنسي الشهير ( روجيه غارودي ) . نظام الحكم الذي أقامه القذافي لا يقل غرابة عن الرجل فلا هو أشتراكي في مضمونه ولا يُعرف عنه تبنيه للنظام الرأسمالي , فهو معاد للغرب والولايات المتحدة الأمريكية , على الأقل في ظاهر الأمر لكنه حليفها وصديقها في واقع الأمر . لا أدري لماذا إختار القذافي سلك الجيش هو الذي يتمتع بقدرات إستثنائية في إبتكار أكثر المواقف إضحاكا ً وإدهاشا ً للعالم ؟ من جملة غرائبه إنه إتخذ من الشاعر ( مظفر النواب ) صديقا ً , والمعروف عن النواب سخريته ومواقفه العدائية لمعظم الحكام العرب لكنه خص صديقه القذافي بود خاص . القذافي لا يختلف عن كل طغاة الأرض في البطش بمناوئيه والتنكيل بهم , وقد سجن عددا ً كبير منهم في سجون بعضها على الأرض وأكثرها سري لا أحد يعلم أين يقع أفي باطن الأرض أم فوقها ؟ وهو مثل سلفه طاغية العراق أغدق على تلميع صورته في الخارج معظم ثروات بلاده , حارما ً إياها الشعب الليبي بالرغم من وجود النفط الذي بدده حكامنا المجانين المهووسين بالعظمة الفارغة وحب الزعامة والظهور المفرط على شاشات التلفزيون وإفتعال بطولات وهمية ومعارك دون كيشوتية لا معنى لها , ضاربين عرض الحائط برغبات وأحلام شعوبهم التي تتسلى بتقشير خطابات هؤلاء الزعماء التافهين وكأنها تقشر البصل . لا أدري بقدرات الجيش النسائي الذي يحتمي القذافي به طيلة أعوامه الأثنتي والأربعين عاما ً , هل سوف تحمي إولئك النسوة قائدها العظيم من غضبة الشعب خصوصا ً وأن وقت الإستحقاق قد حان والشعوب لها كلمة ؟ .
كاتب من العراق
0 comments:
إرسال تعليق