المقال وصلني قبل نشره في مواقع ألانترنت وقد ترددت كثيرا في نشره، واعدت قراءة المقال مرات عديدة. وكان قراري ان لا أنشره لأسباب عديدة، أهمها أن أحافظ على المساء منبرا بعيدا عن ألتحزبات الثقافية التي دفعنا وما زلنا ندفع أثمانا كبيرة تنعكس سلبا على حياتنا الثقافية.
ما دفعني فيما بعد ، لنشر المقال ( في عدد الجمعة الماضية) اتصال تلفوني من شاعر أحترمه وارى به احد الوجوه الأساسية لشعرنا المحلي ، الشاعر حسين مهنا .
سألني ماذا أعرف عن الاتحاد الجديد ؟! تفاجأت وظننت انه مكلف بضمي الى اتحاد هو مجرد نزوة لمتثاقفين. قلت لا اعرف شيئا، هل من جديد لديك؟ وبعد ان تعوقعت الاجابة أضفت: يبدو أن المؤسسين لم يسمعوا بنبيل عودة، او ان أسمي يسبب لهم المغص .
ضحك بتحرر وقال انه هو أيضا لا يعرف شيئا عن الموضوع إلا بعد نشر الخبر عن تأسيس الاتحاد. قلت : ولو.. ابن عمك ومن بلدك ويعيش أجواء قصائدك ويتأثر بها ويقلدها (القصد سامي مهنا) ويتجاهلك؟
ولكن دماثة حسين مهنا جعلته ينهي الحديث معي بضحكة مرة تعبر عن امتعاضه مما يجري في الساحة الأدبية، دون ان يقول حرفا اضافيا.. بل يتركها معلقة في الهواء، وافهمها يا نبيل كما تشاء.
حبست ضحكتي من اكتمال صورة المهزلة التنظيمية الجديدة .
فيما بعد تبين لي أن أسماء أدبية بارزة وأساسية في ساحتنا الثقافية، وبعضهم من مؤسسي أول اتحاد.. غابت أو غيبت عن "الاجتماع الأنتخابي" ( التأسيسي كما يدعون)، ربما لم يسمع بهم سامي مهنا ولا تعترف بمستوى كتاباتهم انوار سرحان، فهم يجمعون مجرد كلمات، كما تطاولت على كتاباتي مرة بمراهقة مخجلة وصبيانية.
لا أظن أن سامي مهنا لم يسمع بأسم نبيل عودة . وبألتأكيد أنوار سرحان تعرفت على نبيل عودة بطريقة وعرة. ولكن الموضوع تجاوز المسافة الثقافية التنظيمية، الى تقوقع مخجل، وتحزبات نتنة، مثل السياسة في بلادنا... وهو ليس بالأمر الجديد في ثقافتنا.عدا ذلك لا أكتب طمعا في عضوية تنظيم مشكوك بدوافعه وبتركيبته ونزاهته الثقافية.
بالطبع لست قلقا على نبيل عوده ومكانته الثقافية أو على حسين مهنا أو أخرين .. إنما قلقي على ثقافة الولدنة والاستهتار، التي يحاول سامي مهنا ان يسبق فيها من هم أشطر منه، وربما مارشالات سابقين في قيادة اتحادات بلا كتاب!!.
قلقي على واقعنا الثقافي الذي ينحدر من منخفض سيء من إلى منخفض أسوأ . قلقي على ألارتجال في أقامة تنظيم قد تكون وراءه أيدي غير ثقافية، لم تظهر باسمها ، أنما تتكتك من وراء الكواليس، بقناع أسمه سامي مهنا.
وسؤالي الجوهري : من يخدم هذا الاتحاد ؟ ما علاقته مثلا باتحاد الكتاب الفلسطيني في الضفة الغربية ؟!
هناك أحاديث وصلتني ، لا أريد التعليق عليها حاليا .
ولكنني أقول أمرا واضحا . إن تأسيس اتحاد كتاب هو مسألة جربت ، وتراكمت خبرة مهنية وثقافية لدى العديدين الذين استبعدوا من كتاب سامي وأنوار.
لا يمكن تأسيس اتحاد بلعبة "محاشرة كروية" بين أولاد.. او مراهقين ثقافيين أفطروا على فجلة فانتفخوا. من المفروض أن تقوم لجنة مبادرة تتصل بكل ألأدباء ، ولا تتجاهل من لا يعجب سامي أو أنوار أو الأيدي الخفية وراء تحريك الدمى . وأن تقوم لجنة المبادرة بالنشر عن المشروع بشكل يصل لمن يمكن إن يكون منسيا حتى لا يقال إن المبادرين تصرفوا بانتقائية مقصودة.
كذلك لا بد من صياغة دستور للاتحاد من لجنة تحضيرية، ويطرح للدراسة وللنقاش العام،وتطرح رؤية أولية لأهداف التنظيم وهيئاته، وليس الدعوة الى "اجتماع شعبي" لعدد ضئيل من المرضي عنهم عند محركي اتحاد سامي وأنوار. لا أعرف حقيقة عن ابداعات سامي وأنوار شيئا يؤهلهم لقيادة اتحاد كتاب ،أو لاعتبارهم أدباء مرموقين. والمضحك الطريقة التي نفذ فيها انتخاب سامي وأنوار.
هل هي لعبة استغماية بحضور شهود للتوقيع على شطارة سامي وأنوار ؟!
مللنا هذه اللعبة مع الرئيس السابق وغير اللاحق للاتحاد المرحوم وبات تمسكه باللقب كصفة تسبق أسمه مدعاة للتندر.
ولا بد من سؤال: ما هو المخفي ألأعظم من وراء هذه "التنفيسة الثقافية" ممن لا يستطيع إن يمثل أكثر من نفسه ؟!
ألاتحاد ولد طرحا مشوها دون أن تكتمل أشهر الحمل . وكل محاولات الحفاظ على مولود مشوه قد ينتج عنها أمرا واحدا .
ظهور رئيس أخر ... يحمل لقبا أكبر من حجمه !!
0 comments:
إرسال تعليق