لا شريك لها/ حسن سعد حسن


أتعجب من تلك الجماعة التى مارست السياسة لأكثر من ثمانين عاماً ،ومرت بالكثير من المواقف التى كان يجب أن تكون قد زادتها حكمة ،وخبرة ،ولكن جاءت النتائج عكس المتوقع .
لم تدرك الجماعة الفرق الكبير بين ممارسة السياسة كتنظيم سرى متخفى من خلال خلايا سرية ،وحالة من الغموض ،وبين أن تمارس السياسة بصورة علانية .
    فمنذ ثورة 25 يناير ،والجماعة تثبت بنهجها ،وتصرفات رجالها أنها تريد كل شئ ،ولا شريك لها
جاءت الجماعة تطبق مبدأ المغالبة ،لا المشاركة كما كانوا يدعون فى كل محفل  .
عقدت تحالفات مع أحزاب اّخرى سرعان ما تركتها الثانية رفضاً لسياسة ( التكويش) .
دخلت البرلمان ،وحصدت اللجان، وتكرر نفس الأمرفى الجمعييتين التأسيسيتين الأولى، والثانية ،وتكرر مشهد الانسحاب مرة اّخرى.
دخلت فى صراعات مع السلطة التنفيذية التى طالما مدحتها لأنها شعرت بأنها ،وذراعها السياسى الأقدر بشكيل الوزارة.
ثم التفتت للسلطة القضائية لكى تهدمها ،وخرجت ألسنة نوابها  تكيل الاتهامات للقضاء ،ورجاله ،ونسيت أنه هو نفسه القضاء الذى طالما أعاد الحق لرجالها ،وأخرجهم  من السجون .
انتابتهم حالة من الغرور نعم غرور  الحشد ،وحصد المقاعد ،وأضواء الفضائيات .
  وهاهى تخسر كل شئ بما أعلنته المحكمة الدستورية ببطلان ثلث أعضاء مجلس الشعب علماً بأنها المتسبب الرئيسى فى عدم الدستورية فقد أصرت على الانتخابات بتلك الهيئة رغم التحذيرات المتكررة بالبطلان، وعدم الدستورية إنه مبدأ (التكويش )، ولا شئ غيره.
أضاعت  البرلمان بسبب حالة الطمع التى تلبستها لم تتعلم من التاريخ ،ولن تتعلم .
جاءت تصريحات عدد غير قليل من رجالها إلا من رحم ربى  مستفزة للشعب .
وجاءت القوانين التى تقدم بعض نواب ذراعها السياسى
بها مخيبة للأمال وطموحات الشعب ،جاءت سطحية وعكس المنطق، والعقل ،والتطور.
جاءت الجماعة لتقول جئت لأنتقم جئت لكى أزيح الجميع من طريقى .
فلتعلم تلك الجماعة ،وذراعها السياسى أن مصر للجميع وأن مصلحة الوطن أعلى من الجماعة ،ولكى تبقى ويتقبلها الجميع عليها أن تؤمن أن فى الوطن أراء اّخرى ،وتيارات ،وأحزاب اّخرى .
وإياها أن تظن أنه لاشريك لها.

CONVERSATION

0 comments: