اتمام المشروع الصهيوني 2/ جاك اديب

                   
النظام في سوريا كما اسلفنا لازال صامدا وقويا بجيشه وعتاده ورجاله المخلصين وما ذكر عن انشقاقات في صفوف الجيش مع اسلحتهم يبقى انشقاق جزئي ضيل لايرقى الى ان نسميهم جيش منشق فهم احاد متفرقون لايوجد اي جرأة لاي منهم ان يفكر بالتواصل مع منشقين اخرين اذ بدون التنسيق والتواصل لافائدة ولا تأثير يذكر على مقومات الجيش السوري خصوصا في المرحلة الحالية بعد اجراءات وقائية اتخذت واعدامات على مرأى الكثير من العسكريين الذين فكروا مجرد تفكير بامر الانشقاق
في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها سوريا نجد اهتمام عالمي غير مسبوق بالشأن السوري فالنظام  يواجه حربا اقتصادية أميركية-سعودية منذ عام 2003، ولكنه رغم ذلك لم “يتجه شرقا” كما زعم وإنما كان على الدوام يراهن على التقارب الاقتصادي مع فرنسا وأوروبا، فهل هذه سياسة حكيمة أم ماذا؟ ألم يكن النظام يدرك أن حلفه مع إيران وعداءه لإسرائيل لا يمكن أن يسمحا له ببناء علاقات اقتصادية مع الغرب الوضع السوري سيء، وهنا لا أرى إمكانية كبيرة للانتصار الهائل الذي يبشرنا به النظام السوري. يجب على النظام أن يتفاوض مع أميركا على مخرج من الأزمة، ولا بأس بالتنازل عن الدور الإقليمي اللعين , سبب صلابة النظام السوري هو ربما إيران. إيران على ما يبدو تضغط على النظام السوري لكي لا يقدم أي تنازل. هي تعتبر التنازل في سورية خسارة لها في المواجهة مع أميركا ولذلك هي تدعم النظام السوري حتى يصمد ولا يتنازل,
الهدف المعلن للمحور الإيراني الآن هو هدف كبير جدا. هم يريدون إخراج أميركا من المنطقة والمحافظة على محور طهران دمشق بيروت. هذا الهدف هو أكبر من قدرة أميركا على الاحتمال في رأيي. أميركا لن تقبل بنشوء هكذا محور إيراني خاصة وأن الموضوع يهدد وجود إسرائيل، وبالتالي أميركا سوف تستمر في القتال إلى زمن طويل جدا. في رأيي أن أميركا لن تقبل أبدا ببقاء سورية كحليف لإيران ولا أظن أنها ستقبل بأي صفقة لا تشمل انتقال سورية إلى المحور الأميركي أو على الأقل جعلها منطقة محايدة. النظام السوري يحدثنا دائما عن الانتصار ولكنني كنت وما زلت لا أفهم كيفية هذا الانتصار. هل يعقل أن تقبل أميركا ببقاء هذا المحور الذي يهدد وجود إسرائيل؟ هذه نقطة لم أحصل لها أبدا على جواب من إعلام النظام السوري , نحن الآن نخوض حربا ضد إسرائيل وضد الوجود الأميركي في الشرق الأوسط، وهذه الحرب تدور على أرضنا وليس على أرض غيرنا، وبالتالي سورية الآن هي مسرح لحرب عالمية هائلة وإن كانت هذه الحرب تدور بأساليب غير مباشرة. النظام السوري على ما يبدو لا يفهم أبعاد الصراع الدائر في سورية، أو هو ربما يفهم ولكنه عاجز عن التصرف لأن إيران تكبله وتمنعه من التنازل ,سورية لا مصلحة لها في البقاء في هذا الصراع المدمر. هذه الحرب قد تستمر لسنوات، ومن المؤكد أنه سيستخدم فيها كل شيء وكل أنواع الأسلحة. قناة الجزيرة كانت سعيدة للغاية بعد مجزرة الحولة وكأن الروح ردت إلى القناة بعد خروجها منها. أنا بصراحة شعرت من رد الفعل القطري والغربي على مجزرة الحولة أنها لن تكون الأخيرة وأنهم سيسعون إلى إحداث مجازر جديدة، لأن هذه المجزرة أكسبتهم الكثير وبالتالي هي سلاح فعال. النشوة القطرية بعد مجزرة الحولة تدل على أن قطر الآن ربما تدبر لمجازر جديدة أكبر منها كما حصل الان في حماة هاهي مجزرة جديدة ستتلطخ على وجه النظام كما سابقتها شاء ام ابى وان كنا نستبعد كليا قيامه بهكذا مجازر فليس هناك أي فائدة يحققها من هكذا عمليات همجية , النظام السوري كان منذ البداية لا يدرك أبعاد الصراع الدائر، وهو للأسف ما زال لا يدرك أبعاد هذا الصراع. هذا الصراع هو صراع ربما يمتد لسنوات، وسوف يستخدم فيه كل شيء وكل صنوف الأسلحة. هذا سوف يكون صراعا مدمرا وسوف يتحول إلى حرب أهلية كما تقول أميركا. أميركا تقول بصراحة أن بقاء الأسد يعني الحرب الأهلية، وهم جادون في هذا بالفعل والدليل هو تصرفاتهم, ما هو ثمن كل هذه الكارثة التي ندخل أنفسنا فيها؟ من الوارد جدا أن ينتهي الصراع بعد سنوات بصفقة بين إيران وأميركا وروسيا تكون على حسابنا نحن. أي صفقة تتم بين هذه الأطراف سوف تشمل تنازلات متبادلة، وأي تنازل يقدم لأميركا في سورية يعني خسارة لسورية
ربما يكون الحل الأفضل لسورية الآن هو صفقة مع أميركا برعاية روسية تشمل التنازل عن بعض دور سورية الإقليمي. من الممكن مثلا أن توقف سورية تسليح حزب الله أو أن تساعد على وضعه تحت إمرة الدولة اللبنانية وذلك مقابل أن توقف أميركا حربها على سورية. هذه التنازلات ستضر سورية في الميزان الإقليمي الاستراتيجي ولكن بصراحة سورية يجب ألا تفكر في لعب دور إقليمي كبير لأنها غير مؤهلة لذلك. كان الواجب على سورية أن تقبل شروط كولن باول في عام 2003. لو كانت سورية قبلت بهذه الشروط لما كانت خرجت من لبنان ولما كانت تعرضت للحصار الاقتصادي والغزو الوهابي , حزب الله قبل عام 2005 لم يكن يفيد سورية بشيء سوى أنه كان ورقة ضغط على أميركا وإسرئيل. ما هي حاجتنا لكي نضغط على أميركا وإسرائيل؟ هل نحن دولة مؤهلة لخوض مواجهة مع أميركا وإسرائيل؟ نحن دولة لا يتجاوز حجم اقتصادها 50 مليار دولار وشعبها يعيش منذ عقود في فقر وعزلة. نحن لسنا بحاجة لحزب الله ولكننا بحاجة لإصلاح التعليم السوري الفاشل وتحديث الاقتصاد المتخلف. ما الذي استفدناه من حزب الله وحماس؟ ما هي فائدة الدور الإقليمي الذي يتغنى به النظام السوري؟
أنا لا أؤيد الاعتراف بإسرائيل والعمالة لها كما تفعل عصابة آل سعود، ولكنني أطالب بشدة بالتخلي عن الدور الإقليمي وعدم فعل أي شيء يغضب أميركا وعملاءها. أولوية سورية يجب أن تكون تحديث الاقتصاد وإصلاح التعليم. لو كان لدينا نظام تعليم جيد لما كانت الوهابية انتشرت وعمت في سورية بهذا الشكل الرهيب. نحن انشغلنا في الممانعة ومواجهة أميركا وإسرائيل ونسينا الوحش الوهابي الذي نما في داخلنا بسبب استشراء الفقر والجهل. لولا الفقر لما كان مئات آلاف السوريين هاجروا إلى ممكلة آل سعود للعمل وعادوا لنا من هناك بالسرطان الوهابي,
من يريد مواجهة أميركا وإسرائيل عليه العمل لتحقيق الوحدة العربية أولا، وهاكم العراق إلى جانبنا هو دولة غنية جدا وعمق استراتيجي. من يريد الممانعة فليتفضل ويوحد سورية والعراق أولا أما من يحدثني عن الممانعة ونحن بوضعنا الحالي المزري فهذا الفكر أنا لم أعد أؤمن به. سورية أخطأت كثيرا عندما رفضت شروط كولن باول في عام 2003، وبداية الكارثة التي نعيشها الآن كانت من تلك اللحظة. ماذا كنا خسرنا لو كنا تخلينا عن حزب الله وحماس؟ سورية على الأقل كانت ستظل في لبنان، ألا يكفينا النفوذ في لبنان؟ لماذا يجب أن يكون لدينا عصا نضرب بها إسرائيل؟ التحرش بإسرائيل لم يفدنا بشيء، هو فقط دمرنا. هذا الدرس علمته أميركا لكل العرب منذ زمن طويل ولكننا نحن رفضنا أن نتعلمه فكانت النتيجة ما نعيشه الآن أنا بصراحة لم أعد أؤيد المسار الحالي للنظام السوري. إذا جاء فصل الصيف ورفضت أميركا إيقاف الحرب فيجب على النظام السوري التنازل عن حزب الله وتخفيف العلاقة مع إيران مقابل أن توقف أميركا الحرب، وإذا أصرت أميركا على تنحي الرئيس الأسد فلا مانع من إبداء بعض المرونة في هذا الموضوع بما لا يؤدي إلى انهيار الدولة. لا نريد السير في هذه الحرب للنهاية سعيا وراء انتصار وهمي. أصلا هناك شك في ربح سورية لأي شيء في النهاية بل الأغلب هو أن الصفقة ستتم على حسابنا. الرابح في حال الربح سيكون إيران وليس نحن. نحن الآن نضحي لأجل إيران........ يتبع

CONVERSATION

0 comments: