رغم كل أخطاء وحسنات، وفشل ونجاحات، وطموحات ومغامرات، وهزائم وانتصارات الرئيس المصري الكبير والزعيم القومي العربي التاريخي جمال عبد الناصر، إلا أنه يكفيه فخرا أنه ترك على العموم الأمانة بضمير مرتاح، أي مصر العزيزة:
دولة وشعبا وجيشا بخير لخلفه الرئيس الشهيد أنور السادات.
ورغم كل أخطاء وحسنات، وفشل ونجاحات، الرئيس أنور السادات، إلا أنه يكفيه فخرا هو الآخر أنه أعاد سيناء بعد حرب أكتوبر الموفقة وترك الأمانة بضمير مرتاح، أي مصر العزيزة:
دولة وشعبا وجيشا بخير لخلفه الرئيس مبارك.
ورغم كل الأخطاء الجسام وفساد نظام الرئيس السابق حسني مبارك، إلا أنه يكفيه فخرا أنه ترك الأمانة، أي مصر العزيزة:
دولة وشعبا وجيشا بخير لخلفه المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي.
مصر تهمنا جميعا نحن العرب وتهم كل شعوب الشرق الغيارى تماما كما تهم المصريين. مصر هي العامود الفقري للعالم العربي. ان نهضت نهضنا من المحيط الى الخليج وان كبت لا سمح الله كبونا وتفرقنا. والدليل على ذلك انه بعد خروج مصر من الصراع العربي الإسرائيلي انتهى فعليا هذا الصراع متحولا الى نزاعات عربية متتالية وحروب اهليه متناسلة لا تريد ان تنتهي . واسرائيل اليوم ويا للاسف تنظر الينا بكل راحة واستراحة ونحن نتخبط في الانقسامات والصراعات من فلسطين الى لبنان الى العراق الى ليبيا الى السودان، أما سوريا فمأساتها الرهيبة على يد بطل الممانعة المزيف بشار قاتل الاطفال والنساء والشباب فاقت كل الأوصاف. يعجز القلم عن التعبير عما يعانيه هذا الشعب المسالم المظلوم على يد هذا المستبد المجرم الظالم وحاشيته الفاسدة التي ما زالت ومنذ سنة ونصف تسفك دماء الشعب السوري بكل وحشية بشعة وضراوة لا توصف.
وفي هذه المأساة الأليمة التي تمر بها سوريا لو ان مصر لم يتراجع دورها القيادي العربي والافريقي تراجعا مخيفا في عهد مبارك، لما استطاعت اسرائيل ضرب كل مبادرات السلام عرض الحائط، ولما استطاعت ملالي ايران الظلامية بسياستها الاستفزازية العنصرية الاستعمارية الحاقدة أن تغلغل هذا التغلغل الاستعماري الاستكباري الاستفزازي العدواني في التدخل بشؤوننا وتغذية الحروب والمآسي بيننا بالفتن والسلاح وشراء العملاء، ولوفرنا على منطقتنا الكثير من المآسي.
ولهذا فمصر العظيمة بتاريخها وشعبها ووزنها وثقلها ومركزها الاستراتيجي هي اليوم أمانة غالية في عنق المجلس العسكري وعليه أن يسلمها بكل تؤدة وحرص وحذر الى يد أمينة صادقة مخلصة تحافظ برموش العيون عليها: دولة وشعبا وجيشا، وتعمل بصدق على تقدمها ورفعتها وعزتها ووحدتها وازدهارها واستقرارها وإعادتها كما كانت في أيام عزها، بل افضل، لتأخذ دورها الطليعي الإفريقي الريادي والعربي القيادي في منطقتنا المحاطة بأصحاب النوايا السيئة والمؤامرات الدنيئة، المتخبطة في المشاكل والأزمات والحروب المتنقلة من بلد الى آخر، التواقة الى الحرية والديمقراطية والعيش الكريم، والمتعطشة في هذه الظروف المصيرية الحرجة الى مصر الفاعلة في الأحداث وليس المنعزلة المتفرجة كما كانت ايام مبارك.
شيء طبيعي أن يسلم المجلس العسكري السلطة لمن ينتخبه الشعب.
ومع احترامي الكامل لذكاء شعوبنا وتوقها الى الحرية والديمقراطية. ولكن لا بد من طرح الأسئلة التالية:
هل شعوبنا الخارجة توا من أنظمة الدكتاتورية والقمع وتحالف الاستبداد السياسي والديني لعقود طويلة، وذات العاطفية الدينية المتجذرة والعميقة بالسليقة، والتي ممكن جدا أن تؤثر على خياراتها الشعارات البراقة، والتي لا تمر هذه الأيام بظروف طبيعية، جاهزة لانتخاب الشخص المناسب لقيادة البلاد بحيادية ومصلحة وطنية بعيدا عن تأثير الشعارات الدينية البراقة.
مصر تمر في مرحلة انتقالية حساسة وخطرة على مصيرها ولأجيال قادمة، والحساد من نجاحها كثر، والشامتون بخراب البصرة لا سمح الله أكثر، والمصطادون في المياه العكرة هم أكثر من كثر.
ولهذا يجب على رجال الدولة من مجلس عسكري وقضاة وساسة حكماء ان لا ينقادوا لصخب المظاهرات والاعتصامات وما يسمى مليونيات تحركها أصحاب العقول الحامية المندفعة الى المجهول، وانما فقط العقول الهادئة العاقلة صاحبة النظر العميق البعيد والاستراتيجي السليم هي التي يجب ان تقود مصر في هذه المرحلة.
لأنها ان استلمتها أيدي تريد ادخالها في تجربة فاشلة، فعلى ثورة الشباب العصرية الأبية وعلى الديمقراطية المصرية الفتية السلام وسنعود متقهقرين الى قرون الماضي والتخلف والانحطاط والظلام.
يجب أن لا ننسى بأن الديمقراطية الناشئة تشبه حملا وديعا لا بد من حارس قوي متيقظ لحمايته من الوحوش المفترسة، وإلا أكله الذئب ومزقه بأنيابه الحادة. تماما كما حدث للديمقراطية الألمانية الفتية في ثلاثينيات القرن الماضي عندما مزقها الذئب النازي بأنيابه وحولها الى دكتاتورية عدوانية شمولية عنصرية شرسة تسببت بتفجير أتون الحرب العالمية الثانية وما تبعها من ويلات وكوارث على الإنسانية جمعاء ومنها المأساة اليهودية التي ادت على يد النازيين الى حرق الملايين.
ولو ان الديمقراطية التركية ومنذ نشأتها في عشرينيات القرن الماضي لم تكن محروسة معظم الوقت من العسكر، لكانت تركيا اليوم أشبه بالدول الاسلامية المتخلفة الأخرى كباكستان وايران ومصر وسوريا والسودان بأنظمتها البالية المهزوزة وحكامها المستبدين.
وللاسف فإن تجاربنا مع الاسلام السياسي وليس الديني:
السني والشيعي، من السودان مرورا بلبنان الى ايران وباكستان، المتحفز دوما لاستلام الحكم وبشتى الوسائل ومنها العنفية الدموية، وبسط السيطرة الشاملة على الدولة والوصاية على المجتمع هي تجارب مريرة جدا وفاشلة ومحبطة بل ومدمرة.
أريد ان أركز قليلا على تجربتنا مع الاسلام السياسي الشيعي وليس الديني بقيادة حزب الله في لبنان. هي تجربة صبغتها شعارات الكذب والدجل والخبث والخداع والنفاق. وباسم ما يسمى مقاومة انتهت الدولة الى دويلة ورجالها الى دمى بين يدي نصر الله وايدي اسياده من طغاة ايران وسوريا. وهكذا اسقطوا حكومة الحريري بالارهاب، ونصب نصر االله ميقاتي رئيسا لحكومة تابعة لمحور ايراني سوري لا يحمل بذور الخير، وانما الشر والحقد والتعطيل والفوضى والقتل الخراب.
ألا يكفينا موقف ملالي ايران الظالم والمشارك في قتل الآلاف من ابرياء الشعب السوري المسالم. حتى أن ذبح النساء والاطفال بالسكاكين يتم بمباركة ملالي ايران وفتواي ملاليهم.
الا يكفينا تغلغل ايران في العراق الذي ادى الى تحويل حكام العراق الحاليين الى دمى تحركهم اصابع المرشد الايراني خامنئي.
على المصريين ان يعوا بـأ ن مصلحة ملالي ايران الاستراتيجية تكمن في تعطيل وتخريب الديمقراطية المصرية الفتية وبكل الوسائل الممكنة وخاصة المادية وبالمال الحلال المسروق من عرق الشعب الايراني.
نجاح التجربة الديمقراطية المصرية هو نجاح للديمقراطية في العالم العربي وضربة قاصمة للمشروع الايراني في الهيمنة باسم الدين والاكاذيب على منطقتنا العربية.
وعود الاسلام السياسي قبل الوصول الى الحكم كلها جميلة وبراقة وحالمة إلا أنها عند التطبيق تصبح بشعة وقاتمة واستبدادية ظالمة.
حرام ثم حرام أن تدخل مصر في تجارب الإسلام السياسي الفاشلة والمدمرة والماثلة أمام أعيننا في تجارب السودان التي أدت الى انقسامها الأليم والمحزن لنا جميعا، وتجربة الجزائر التي أدت الى سقوط وذبح اكثر من 150ألف انسان، وتجربة الصومال التي تحولت الى حقل تجارب، وتجربة لبنان مع حزب الله التي شلت الدولة وحولتها الى دولة فاشلة بعد ان افرغت الديمقراطية من قيمها والانتخابات من نتيجتها. وكل ذلك بقوة السلاح الغير شرعي.
أملنا كبير ان لا تضيع دماء شهداء ثورة شباب مصر الأبطال سدى وان يتكلل نضالهم بانتصار الديمقراطية الحقيقية التي تحرسها جنود مصر الأشاوس من أصحاب الأقنعة سارقي الثورات.
0 comments:
إرسال تعليق