ماتت مصر .. والعزاء بمسجد سيدى القناوى/ مجدى نجيب وهبة


** بعد صراع طويل مع المرض أعلنت وسائل الإعلام المحلية والدولية المقروءة والمرئية .. تعرض مصر الحزينة لأزمة قلبية حادة أدت إلى توقف جميع شرايين الحياة وأصابتها بإنفجار فى شرايين الرأس وسكتة قلبية .. هذا وقد خرجت كل من القناة "الداعرة" والعاهرة "العربية والجزيرة سابقا ببيان أذاعت فيه الخبر وقالت فيه "بمزيد من الفرح والسرور" نزف إليكم البشرى السارة التى إنتظرناها طويلا فقد تم بحمد الله تشييع المرحومة "مصر" إلى مثواها الأخير وبهذه المناسبة السعيدة تقام الإحتفالات برعاية الأمير المبجل وراعى التخريب الرسمى فى المنطقة العربية أمير دولة قطر – أخرس الله صوته – وألهم شعبه الصبر والسلوان .. وبهذه المناسبة تم توزيع الأنواط والنياشين إلى السادة مقدمى البرامج لتميزهم والذى شهدت له اللعوب هيلارى كلينتون ومستر أوباما الحانوتى وقد حصل السيد ملعون أبو العافية والسيدة شفطورة أبو الروس والسيدة سكسك ملطاوى على خوازيق التمييز فى التضليل والتخريب والتسخين ، ودق الأسافين والذين تميزوا عن الست "حربوقة المعدواتية" ..
** أما عن الإعلام المصرى فقد أشاد بإعلام الداعرة والعاهرة ولم يختلفوا كثيرا عنه .. أما عن تشخيص الحالة الصحية وتطورات المرض فقد أفادت قناة الـ "w.c" الإخبارية أن المؤسف عليها مصر ظلت طوال سنوات عديدة تعانى من أمراض عديدة أدت إلى تصلب شرايين الجزء الأيمن من الجسد وأصابته بشلل رعاش مما أدى إلى عجز بنسبة 35% ولأن الأبناء العاقين رفضوا علاج الأم فقد زحف المرض على الجانب الأيسر للجسد حتى أصابه بنسبة 60% وظلت الأم راقدة أعوام طويلة ترى بعينها ولا تستطيع الحراك .. وفى إتصال هاتفى مع بعض الدول الغربية لعمل الإستشارات الطبية اللازمة تدخل أحد أصحاب محلات دفن الموتى ويدعى باراك حسين أوباما الحانوتى أحد مواطنى كينيا المعدمة والذى سقط عن طريق أحد دروب التهريب إلى أمريكا وقرر بل ونصح بعض المقربين للمرحومة بتجهيز مراسم الدفن قبل زيادة الأسعار ورأى البعض أن المشكلة تكمن فى الإعلان عن الخبر حتى يتسنى للورثة المطالبة بكافة حقوقهم طبقا للشريعة الإسلامية وحتى هذه اللحظة الأمور تسير على خير ما يرام ولكن بعض أبناء المرحومة ثاروا وإنتفضوا وتحركوا وقالوا فيما بينهم ما الذى دهانا .. هذه أمنا وهى تمثل عرضنا وشرفنا .. لماذا لا نحاول أن نستنهضها من غفوتها وأن ننقذها من قسوة المرض .. خرجوا ثائرين طالبوا بالدواء ونقلها فورا إلى أحد المستشفيات الأمنة .. كان ثمن الدواء يستوجب التضحية ببعض وسائل الترفيه .. وهو ما رفضه الكثيرين وقالوا لقد إستحملنا أمنا كثيرا أن الوقت لكى تموت وتدفن أين حقنا .. لا نريدها ، كان صراخهم وضجيجهم أكثر صخبا من أصحاب القلوب الرحيمة .. ظلوا هؤلاء الفوضيون يصرخون حتى أصواتهم ملأت جميع أرجاء المسكونة .. نظرت الأم وهى على فراش الموت حولها وهى تستنجد بأبنائها ، وفى مشهد شديد القسوة لم تستطيع الأم أن ترى أبنائها المخلصين حول فراشها .. طردوا من المنزل وخفيت أصواتهم .. لم تجد الأم حولها إلا مصاصى الدماء والإرهابيين وهم ينزعون الأساور من يديها التى ظلت سنين طويلة تتزين بها وحينما رافعت أيديها إلى أعلى فألبسوها أساور من كلابشات حتى لا تحرك يديها .. صرخت الأم ولكن صوتها ظل يصرخ فى وادى الموت ولا أحد يسمعه لم تسمع الأم سوى صدى صوتها يأتى من "قاع الظلام" حتى خمد الصوت ولم تعد تملك إلا عينين متحجرتين .. ينظرون إلى مجهول كئيب ومظلم بينما تتساقط الدموع لتغسل عار الغدر والخديعة .. نظرت إلى السماء وقالت لماذا فعلتم بى كل هذا الغدر .. هل تعلمون ماذا أنتم فاعلون وأسلمت الروح وسكت الجسد .. وبدأت تدق طبول النصر فقد ماتت الأم وخرج بعض الأبناء العاقين إلى ميدان التحرير وهو أحد البقاع السحرية الذى كان المكان المفضل للأم قبل الوفاة للمطالبة بميراثهم الشرعى وحمل البعض منهم أجهزة الكمبيوتر ونصبوا الخيام وأكلوا الهمبورجر وهم يتحسسون الأرقام التى سيحصلون عليها بل أن بعضهم حجز فى منتجعات سياحية للإحتفال بهذا النصر حتى قبل دفن المرحومة ولأن المرحومة لها جذور فى كل مكان فقد إنطلق بعض الأبناء المعاقين فى محافظة قنا يصرخون ويهللون ويحطمون كل ما طالتهم أيديهم فأغلقوا الطرقات وقالوا هذا حقنا .. رفضوا جيرانهم الأقباط وأهانوهم وسبوهم وجرحوهم وقالوا لهم أخرجوا من أرضنا فالتى تقولون عليها أنها أمنا وهى التى تحمينا قد ماتت ولا نرغب فى التواصل معكم .. أما عن الميراث فهذا حقنا ..
** رحلت الأم وتركت الوطن فهل يستطيع الأبناء أن يحافظوا على الترابط بينهم .. أكانت الأم هى الحلقة التى تربط جميع الأبناء .. الأن الجميع تحولوا إلى البحث عن الغنائم .. خرج بعض العاقين من الأبناء يتقاتلون فقد ضاعت هيبتهم ووقف الجميع يشاهدون الإخوة الأعداء وهم يخمدون خناجرهم فى صدور بعضهم .. الغدر والخيانة وقلة الأصل هى الصفات التى تحلوا بها .. كان دار الحب الذى جمعتهم به الأم تحول الأن إلى دار الخساسة والندالة .. جعلوا أشباه الرجال وأنصاف المتعلمين كبيرهم يأتمرون بفتواه حتى لو أمرهم بقتل إخوانهم .. نعم لقد أصابهم العمى والغيبوبة .. فقدوا الشرف وباعوا الغالى بالرخيص ..
** إنها محافظة قنا التى سيقيم بها سرادق العزاء .. هذه المحافظة بدأت تفوح منها سيناريو الكراهية الذى سوف ينطلق إلى جميع ربوع المرحومة وللأسف الشديد يقف الجميع فى صمت غريب لإنتظار نتيجة مباراة السفالة والحقارة ضد أبناء الوطن .. لم ينتظر هؤلاء السفلة تقبل العزاء فى الأم بل خرجوا ليعلنوا دولتهم وإرهابهم وتسلطهم على الجميع فى غيبة القانون والدولة ..
** هذه هى مصر الأن .. لا تنزعجوا وأنتم تتساءلون هل تتحول مصر إلى عراق أخر .. نعم مصر لن تعود ولا تلوموا إلا أنفسكم وأنتم تهللون منذ أحداث ثورة 25 يناير وحتى الأن مازال البعض يعتقد أنه من شباب ثورة 25 يناير .. إنه الغباء الذى سيطر على العقول .. إنه الغباء الذى جعل بعض الأبناء يتركون الأم تصارع المرض وهم يلهون ويسكرون ويضحكون ثم الأن يتباكون .. بل مازال البعض يكابر ويدعى المعرفة وهو فى الواقع ربما لا يعلم من التى ماتت .. ربما وقف كالأبله فى السرادق كخيال المأتة والبعض ينظر من أعلى فلا يعنيه ما يحدث فى مصر ...
** نعم العزاء فى تلك الأيام فى سرادقات محافظة قنا ولا عزاء للشرفاء ونتساءل متى وأين يكون العزاء القادم .

CONVERSATION

0 comments: