الفكاهة العربية في رمضان/ خليل الوافي

ان تشخيص حالة الفكاهة في الاعلام العربي.تعكس بوضوح الحقيقة على فشل الواقع الاعلامي في تناول قضايا المجتمع .بطرق هادفة و هادئة . واساليب تنمي الوعي المعرفي و الادراكي .ومحاولة الوقوف على الاوثار الحساسة بقالب كوميدي يتلمس حيتيات النقد السياسي المضحك في توصيل الرسالة الاعلامية الحقيقية دون خوف او مراقبة المقص الجاهز في تشويه الفكاهة العربية.قبل ولادة الفكرة التشخيصية لموضوع المادة المقترحة التي يتمتع بها المشاهد في عملية التواصل المقطوع من خلال عدم رصد القضايا التي تهز كيانه.وتعطيه انطباعا .ان الرؤية الاعلامية في معالجة الفكاهة وانماط معانيها الجميلة والفنية .والتي تنم على احترام وتقدير دور المشاهد في العملية التفاعلية .وفي تركيبة عناصر الفكاهة واقتصارها على نفس الوجوه طيلة سنوات الفشل الاعلامي. في تقدير حجم الماساة الدرامية التي تعيشها الكوميديا العربية.
وامام هذا الوضع .لابد من طرق جديدة في توظيف الفكاهة الراقية التي تلمس فيها الجانب المحلي بسماته المختلفة .وفي جماليات الخوض في عمق اليومي والمعاش و البسيط احيان اخرى .هذه المستويات لم تنجح معها المحاولات المتكررة .في تكريس الوضع المزري لمعنى الفكاهة في الشاشة العربية.وظلت طقوس المواسم الماضية تكرر نفسها .وكان لدينا الامل كل عام ان تتحسن عبقرية الساهرين والمتحكمين في هذا القطاع الحيوي الذي يعتبر مراة الشعوب في مظاهر النجاح او الفشل .
وفي اطار تداعيات هذه السياسة الفاشلة بامتياز .نطفو على السطح تبعات هذا الانهيار .في مواكبة واصرارنفس النهج في تقديم فقرات وطقوس مؤسفة وحقيرة في التعامل الصريح مع عقلية المشاهد العربي .الذي يبدو في نظرها وعاءا قابلا لاي شيء يعرض عليه .وكيف ما كان نوعه ومستواه.المهم ملا الفراغات الفاضحة .وهذه ملاحظة لشريحة واسعة من المجتمع العربي الذي سئم من هكذا وضع .واتخذ موقفا متقدما في النماذج المعروضة عليه.
وظل المشاهد العربي ينتظر كل سنة ان تغير الادارة الاعلامية من نهجها ووسائلها القديمة في تقديم البرامج الفكاهية الاستهلاكية .في شهر رمضان .وعلى مدار الايام و الشهور .لكن سياسة فرض امر الواقع هي الغالبة وبالحاح .واعتبار المنظومة الاعلامية تشكو من فقر في الاطر المؤهلة والافكار الجديدة التي تتماشى والتحولات الكبرى التي تعيشها المنطقة العربية.
اننا نطمح الى فكاهة راقية في مواصفاتها الابداعية . واحترام المشاعر الانسانية و الاعراف المعمول بها في كل قطر عربي .واعادة تشكيل عناصر جديدة .ووجوه مبدعة وشابة في تطوير اساليب الضحك .والتي لم يعد قادرا علىفعل الابتسامة امام ما يجري حوله .وما يتعرض له باستمرار من وسائل التضليل الاعلامي للصورة الابداعية و الجمالية المرطبة بالفكاهة العربية.وهذا يحيلنا الى السياسة الممنهجة في الضحك على الذقون.وعدم احترام كرامة المشاهد في عرض المادة الفكاهية التي يشوبها كثير من الشوائب الاخلاقية و التربوية .ومحدودية الافق الاعلامي في تطوير صناعة الفرجة .والمواضيع المطروحة على انظار الشاشة الصغيرة..
لم يتغير المشهد الاعلامي طيلة سنوات متعددة من تاريخ الاصرار الحافل بهذا النوع من الكوميديا الهزلية والدونية .التي تضع الانسان العربي عنصرا ايجابيا في استهلاك ما يعرض عليه وهو يضحك حتى النخاع .وينقلب على ظهره من شدة الضحك الرخيص الذي يشرف عليه او من يقدمه بعيدا عن ابداعية الكلمة المضحكة النابعة من تغيير الواقع المعاش.
ان رداءة الانتاج الفكاهي في رمضان .ما تزال تتصدر قائمة النقاش الشعبي عن جدوى تقديم هذه البرامج التي تجاوزها الزمن .ولم تعد تشد اهتمام المشاهد العربي الذي يبحث عن فكاهة خارج الحدود يجد فيها نفسه و يرتاح اليها. رغم انها موجهة الى جيل يبعدنا عنه سوى مسافة قصيرة من الاهمال . و التهميش التي ترسمه المؤسسة الاعلامية في بسط سلطة فكاهية .ضد ارادة من اراد ان يضحك في هذا الزمان الذي يصعب فيه حتى التفكير في محاولة الضحك .ولقد انتهى زمن الاستخفاف بعقول الناس .وكل عام و الفكاهة العربية بالف خير...............

*خليل الوافي _من اقصى بلاد المغرب
khalil-louafi@hotmail.com

CONVERSATION

0 comments: