ان توقف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية والتي راهنت عليها السلطة الفلسطينية كثيرا فانه من غير المجدي الانتظار طويلا اذ لم يبق امام هذه السلطة الا الذهاب الى الامم المتحدة ومحاولة الحصول على عضوية فلسطين في الامم المتحدة كما صرح محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية.
جهات عدة حذرت من مخاطر توقف المفاوضات وحالة الجمود التي تمر بها عملية السلام في الشرق الاوسط ومن هذه الجهات الامم المتحدة والتي هي اعلى سلطة دولية تحذر من توقف عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين فإذا كانت اعلى هيئة دولية لا تملك اي تأثير على مجريات الامور في مجال حفظ الامن والسلم الدوليين فهي تكون قد فقدت دورها واهميتها في حل النزاعات الدولية واصبحت اداة لتنفيذ مصالح الدول الدائمة العضوية بحيث تتدخل وبفاعلية في ازمات اخرى وتترك بعض الصراعات تستمرلعشرات السنين دون حل وتترك شعوبا ترزح تحت الاحتلال.
وبالرغم من صدورعشرات القرارات عن هذه الهيئة الدولية تنص على حقوق هذا الشعب،ولكن دون نتيجة ان كانت اسرائيل لا تنفذ هذه القرارات ولا توجد قوة تجبرها على تنفيذها لا من قبل دول الغرب المسماة ديمقراطية ولا من قبل الدول العربية التي تبدو مغلوب على امرها في المسألة الفلسطينية ومسائل اخرى للاسف.
ان اسرائيل تبدوغير جادة وغير معنية باستئناف المفاوضات حتى ولوعادت الى طاولة المفاوضات فالهدف سيكون من هذه العودة ايهام العالم بأنها مهتمة بالسلام، وبالطبع لن تقدم للطرف الفلسطيني ما يريد، لانها ومن خلال تصريحات نتنياهو بأن اسرائيل ستحتفظ بالمستوطنات ووجود اسرائيلي عسكري في الاغوار، وبرأي نتنياهو بأنه يجب على الفلسطينيين ان لا يطرحوا ملف القدس واللاجئين وانسحاب اسرائيل الى ما وراء الخط الاخضر في المفاوضات القادمة ويعتبر نتنياهو ان هذه المطالب هي التي تعرقل الوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين.
ومن جهة اخرى فان السلطة الفلسطينية التي كان من احد شروطها للعودة الى طاولة المفاوضات وقف الاستيطان وتحاول اسرائيل العودة الى المفاوضات دون شروط مسبقة من قبل الفلسطينيين وهي مستمرة في البناء داخل المستوطنات واقامة وحدات سكنية جديدة على الارض الفلسطينية وهذا يعني ان اسرائيل متمسكة بما تقول وبما تفعل على ارض الواقع وهذا الوضع يجب ان يوقظ السلطة من سباتها وان تعرف بأن اسرائيل غير مستعدة لاي حل يرضي الفلسطينيين وتقترح اسرائيل حلولا تتوافق مع مصالحها وفرض رؤيتها فقط لحل الصراع والذي يملك القوة يُملي على الطرف الاخر ما يريد.
ان سقف مطالب السلطة بالعودة الى طاولة المفاوضات قد هبط وتتمثل هذه المطالب بإدخال بعض الاسلحة والافراج عن بعض الاسرى ولكن حتى هذه المطالب المتواضعة التي طالبت بها السلطة لم تلقى استجابة من نتنياهو الذي يشعر بالقوة امام سلطة ضعيفة مجردة من كل اوراق القوة والضغط على اسرائيل.
ومن عوامل ضعف السلطة هو انها لا تحبذ ولا تشجع الفعل المقاوم، اما خوفا على نفسها اي مكتسابتها اوالخوف من فقدان الدعم المادي الذي افسد القيادة نفسها وافسد الشباب المنخرط في اجهزتها وممارسة القمع باتجاه شعبها وحماية الاحتلال، ان السلطة قد ربت جيل منزوع الوطنية والولاء الوحيد الذي تربوا عليه هو الولاء لهذه السلطة ومحاربة كل من يعارضها.
كيف تريد السلطة ان تحررالارض وهي لا تمارس النضال والمقاومة المشروعة قانونيا وسماويا وترفع هذه السلطة شعارات المقاومة السلمية التي تتلطى وراءها، انه وفي الحالة الفلسطينية تعتبر هذه المقاومة غير فعالة مع هكذا عدو لا يفهم سوى لغة القوة ولغة المقاومة المسلحة التي تجبره على الانسحاب والانكفاء والاذعان لمطالب الشعب الفلسطيني.
ان المقاومة السلمية التي تنادي بها السلطة لا تكلف الاحتلال الكثيروبذلك تتسبب هذه السلطة باطالة وتشجيع هذا الاحتلال بالاستمراربغيه وصلفه، ان اسرائيل من الممكن ان تتعايش مع هكذا مقاومة لمئات السنين، اما الشعب الفلسطيني فلا يمكن ان ينتظر كل هذا الوقت وان يتحمل طويلا المعاناة بسبب الاحتلال والعيش في الشتات والمنافي.
اذا كانت السلطة السلطة الفلسطينية لا تريد مقاومة الاحتلال، فلتترك للشعب الفلسطيني خيار المقاومة وهذا الشعب المعطاء على استعداد للمقاومة والتضحية من اجل حريته واستقلاله، وفي المقابل وللاسف لا يرى هذا الشعب سوى كبث الحريات وفي بعض الاحيان القمع او السجن لمن يعارضوا سياسة هذه السلطة لاستمرارها بنهج المفاوضات العقيمة.
اما بالنسبة لحركة حماس التي لا نسمع من طرفها مؤخرا سوى شعارات المقاومة التي لا نراها سوى بالمناسبات عندما تكون مضطرة للرد على اي عدوان على غزة، ان هذه المعادلة ممكن ان تسري بين دولة قوية كأسرائيل ودولة ضعيفة وليس بين مقاومة تُحتل ارضها ووطنها بالكامل، فالمقاومة فعل مستمر يجب تطويرادواته، ان خلق توازن مع هذا العدو صعب تحقيقه ولا يُجدي معه الا المقاومة بكافة الوسائل المتاحة.
ان اسرائيل ببناءها المستوطنات وتوسيعها على ارض فلسطين فذلك ليس سعيا من اجل إرجاعها اولإسكان الفلسطينيين فيها، وعندما تقول اسرائيل انها ستحتفظ بهذه الاراضي فهي تعني ما تقول ولكن المستغرب والغير مفهوم هو لماذا هذه السلطة تعيش في الاوهام وعلى الامل والمراهنة بأن اسرائيل ستغير مواقفها.
نرى وكأن السلطة قد تعايشت مع هذا البناء وتطالب فقط بوقفه، ان الموقف الصحيح يتمثل ليس في المطالبة فقط بوقف البناء في هذه المستوطنات انما يجب المطالبة بتفكيكها وازالتها ورحيل المستوطنين عن الارض الفلسطينية.
السلطة الفلسطينية تطالب بالحد الادنى من الحقوق الوطنية لكن لا تلقى اي استجابة لهذه المطالب.
المفاوضات متوقفة منذ زمن.... اسرائيل تريد اعطاء الفلسطينيين ادنى الحد الادنى الذي يطالبون به.
المقاومة متوقفة ايضا ولا احد من الاطراف الفلسطينية يريد ممارستها.
فماذا بقي ؟ سؤال يطرح نفسه ما القادم؟
كاتب وصحفي فلسطيني
0 comments:
إرسال تعليق