الدكتور محمد مرسى أول رئيس جمهورية مُنتخَب لمصرنا المحروسة ، هذا الرجل الذي شاءت له الأقدار أن يكون الفارس الجديد لهذا البلد ، ولكنه وبكل أسف جاء " فارسا بلا جواد " فعندما اختارته الإرادة الإلهية قبل إرادة الشعب المصري ليكون رئيسا لمصر كان ذلك مؤشرا على أن هذا الرجل هو الأصلح والأجدر على حمل الأمانة وتحمل المسئولية ، ولكن المحزن أن يأتي هذا الرجل ليجد من يضع له العراقيل من أبناء شعبه ، فبدلا من أن يمد له الجميع يد الحب والتعاون لاسيما بعدما أعلن مرارا وتكرارا أنه رئيس لكل المصريين وأنه جاء خادما لهم جميعا لا لفصـــيل بعينه ، نجد البعض يحاول إفشـــاله وهو مالن يكون أبدا مصــداقا لقولـه تعــالى "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " فقد تسلم الرجل السلطة منقوصة " بفعل فاعل " والفاعل معلوم للجميع هذه المرة ، وأول هذه العراقيل في طريقه هو "الإعلان الدستوري "المكبل" وليس المكمل هذا الإعلان الذي أعتبره من وجهة نظري المتواضعة مسلسل يشبه المسلسلات التركية أو الأفلام الهندية لأنه يعكس وبوضوح رغبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في البقاء بالصورة كشريك في السلطة أو جعل القوات المسلحة دولة داخل الدولة وإن صح التعبير دولة فوق الدولة ، وهو أمر غير منطقي وغير مقبول حتى للمواطن الأمي البسيط الذي يعلم جيد أن مهمة المجلس العسكري قد انتهت بانتخاب الرئيس الجديد ولابد أن يعود الجيش مرة أخرى إلى ثكناته لأداء دوره المنوط به في حفظ الأمن على حدود البلاد من أعداء الوطن المتربصين به ، ثم يقوم المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي جاءت شرعيته في إدارة شئون البلاد من رجل بلا شرعية وهو الرئيس المخلوع الذي قام الشعب بعزله من منصبه فنجد من جاء بلا شرعية وجاء لمهمة محددة وهى إدارة شئون البلاد لحين تولى رئيس جديد يقوم يحل مجلس الشعب الذي جاءت شرعيته من الشعب مصدر السلطات في أروع انتخابات شهدتها مصر على مدار تاريخها لينصب المجلس العسكري من نفسه وبنفسه الهيئة التشريعية الجديدة وهو أمر مضحك لأنه بهذا قد يكون " أعطى من لايملك من لايستحق " ! وعلى الجانب الأخر نجد قوى متقلبه ومتحولة مع كل العصور "إعلاميون كاذبون" أساءوا للإعلام برمته وللكثير من رجاله الشرفاء الذين تسببوا بصمتهم في إساءة هؤلاء الكاذبون إليهم ويتزعم هؤلاء الفاسدون مجموعة من مدعى الإعلام المعروفين على المستوى المحلى ويأتي في مقدمتهم المدعى توفيق عكاشة وحياة الدرديرى وغيرهم بقناة الملاعين والمعروفة بإسم قناة الفراعين ، هذا العكاشة الذي كان يُقبل الأيادي في العهد السابق علانية ودون خجل لاحديث له سوى الهجوم على الرئيس المنتخب وجماعة الإخوان المسلمين والتحريض على المليونيات هنا وهناك لبث لفرقة بين أفراد الشعب فبعد أن قسَّم الشعب إلى تحرير وعباسية يحرض الآن على مليونيات بمدينة نصر وللمطالبة بأشياء عجيبة يرفضها كل عاقل وفطن من الشعب المصرى وتأتى على شاكته أيضا المدعية لميس الحديدي وهى واحدة من رموز النظام السابق وصاحبة حملات دعاية الرئيس المخلوع والتي لاحديث لها سوى الهجوم على الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين ، فهي وتوفيق عكاشة وجهان لعملة واحدة وهى النفاق والتحريض ضد استقرار وأمن مصر في هذه المرحلة الحرجة التي تحتاج تضافر كل الجهود من اجل التوحد والاصطفاف خلف الرئيس الجديد من اجل مصر وشعبها وكثيرون ممن على شاكلتهم كالأبراشى والجلاد وبكرى ومنى الشاذلي وغيرهم ممن يعرفهم الشعب جيدا، وأنصح فخامة الرئيس إن جاز لي النصيحة فلابد من وقفة حازمة وحاسمة ضد هؤلاء الشرذمة الإعلامية التي تهدد أمن واستقرار البلاد من اجل مصالح شخصية ، ومما يزيد الطين بله مانراه عقب تولى الرئيس مرسى منصب الرئاسة بيوم واحد ظاهرة الوقوف أمام القصر الجمهوري بحجة تقديم شكاوى للرئيس وهى أيضا مكيدة ممنهجة وإن كان القليل من أصحاب هذه الشكاوى جاد في شكواه ولم يجد سوى قصر الرئيس ملاذه الأخير هذا القصر الذي كانت لاتجرؤ ذبابة أو بعوضة أن تمر من أمامه خوفا من أن يصيبها طلق ناري أو تعتقل بجريمة المرور أمام القصر أصبح الآن مرتع حتى لمن يشكو من صداع أو مغص فيذهب للرئيس لكي يقوم بالكشف عليه وعى الرغم من قيام الرئيس بإنشاء ديوان للمظالم لبحث هذه الشكاوى إلا أنهم واقفون لإحراج الرئيس لاأكثر ، وإضافة إلى ماسبق نجد "فلول النظام السابق "هؤلاء الذين يبذلون كل نفيس وغال من أجل إعادة إنتاج النظام القديم ،فهم دوما يفتعلون الأزمات في كل موقع وفى كل مكان لإحراج الرئيس أمام الراى العام وأمام شعبه ولكن هيهات هيهات فقد استيقظ الشعب المصري من نومه العميق وعرف من أنتم جيدا ولن يعطيكم الفرصة من جديد – فما زال الفارس يبحث عن جواد يجرى به إلى أفق جديد ومازال الكثيرون يكبلون هذا الجواد حتى لايظفر به الفارس وينطلق ولكن كلنا ثقة بان الفارس سيظل فارس حتى و لم يكن لديه جواد وسيعبر بنا إن شاء الله إلى بر الأمان – حفظك الله يامصر وحفظ شعبك العظيم .
إقرأ أيضاً
-
البطل نواف غزالة يتحدث الى الزميل أكرم المغوّش عام 1954نصب الديكتاتور اديب الشيشكلي نفسه حاكماً على الجمهورية العربية السورية وحلّ مج...
-
هَذِهِ الخواطر كَتَبْتُها في صَيْف عام الفين و اثني عَشَر لِلْقِرَاءه التَرْفيهية و أيضاً كنقد فني اثناء لَحَظَات صَفَاء ذِهْني حينَما ...
-
العمل الدبلوماسي حقل شاسع من ألغام الكلمات والابتسامات والمصافحات لا يمكن لأحد أن يضمن بعض صدقها أو تمام زيفها ، وينصرف الأمر نفسه إلى الصور...
-
(( دراسة ٌ نقديَّة ٌ لكتب : ديوان " قطر الندى " ، و" ذكرياتي معه " ، و " الجنين " للكاتبةِ والشَّاعرة...
-
سوسن السوداني ، مقيمة في أستراليا . شاعرة عراقية مهمة جدا مواليد ١٩٧٤م . شعرها يمتلك إحساسا عاليا ، وهذا شعر نادر جدا . لكن هي مشاكسة ، ...
-
الشهيد كمال برجس المغوّش في مثل هذه الايام وقبل نهاية العام استشهد اخي البطل كمال برجس المغوّش وزوجته تاركاً اثراً كبيراً قي اقبية وز...
-
أتابع ما يكتب الأخ الدكتور ضياء نافع في موقع المثقف وأجد فيما يكتب جهداً كبيراً مشكوراً خاصة ما يتعلق منه ببعض الزملاء الذين عاصرنا معاً...
-
سلام لكل الأحرار المفعمين بروح الحرية… بأمثالهم، وفقط، تصل الشعوب إلى العزة والكرامة... فهم وحدهم لا يتعبون من درب النضال الطويل، ولا تغ...
-
يلعب الأعلام في أي بلد في العالم دورا كبيرا وهاما في إستقرار الأمور وتنوير الشعوب بكل ما يحدث في العالم الذي حوله ليكون على بينة لكبائر ...
-
كثيرون هم الذين كتبوا تاريخ بلادهم بالشهادة ورسموا خريطة وطنهم بأرواحهم ولونوها بدمائهم وظلوا على حقيقتهم وعهدهم وكلمتهم مناضلين شرفاء ...
0 comments:
إرسال تعليق