المناطير.. باب الحياة (3 )/ سامح عوده

– فلسطين
مدير دائرة الإعلام – محافظة قلقيلية

لتلك السفوح الباردة في شباط نكهتين .. نكهة المطر ونكهة البرد، مع قناعتي المطلقة أن المزاجات قد تختلف، ولهذا فلكلٍ ذوقه، أما عندما يتعلقُ الأمر بالأرض فان الفلسطيني المتجذر بأرضه كنعانية العينين لا يمكن أن تختلف المزاجات، نطابق حد التوحد مع الفكرة والهدف، ونسعى لإبراز مضمون وجودنا بكل قوتنا، متفقون أن الاحتلال زائل لا محالة، وأن الحق وان طال الزمن هو المنتصر، وأن شبل من أشبالنا أو زهرة من زهراتنا سيرفع علم فلسطين خفاقاً فوق أسوار القدس، مقولة الشهيد المعلم .. ياسر عرفات لها حضورها في كل مقالٍ ومقال ..!!
هذه المرة فاجأ الفلسطينيون العالم بقرية أخرى بعيدة بعد الشيء بضع كيلومترات عن حضن " ايلياء" الجريحة..!! وكأن مقولة سيد الشهداء ياسر تدق ناقوس الذاكرة، ويضاف إليها بعضاً من عطره – يرونها بعيدة ونراها قريبة - .. بعد باب الشمس وباب الكرامة أطلت " المناطير " بحلتها الجديدة على أراضي بورين في منطقة نابلس، الأمر الذي جعل الاحتلال يستدعي جنوده المدججين بكل أسلحة القتل والدمار على عجل كي يمسحوا القرية عن الوجود يمزقوا الخيام على رؤوس من فيها، غبائهم هذا غريب من نوعه، لقد قلنا في مقالنا الأول عن القرى الافتراضية أن الفلسطينيين سيفتحون كل الأبواب المؤدية إلى باب الحياة بما فيها باب جهنم الذي سيحرق الاحتلال، وقلنا أيضاً لم يعد أمامنا الآن إلا الاشتباك بلحمنا الطري مع حراب الاحتلال، وكل ما قلناه حصل، لكن التوقعات سبقت الأمنيات.
شعبنا الآن بكل أطيافه صار معلماً للمقاومة الشعبية ويبدو أننا بالمقاومة الشعبية سنعبد طريقنا إلى دولتنا  المستقلة خاليةً من الاحتلال، الآن لنا في كل مدينة وبلدة مخزوناً استراتيجياً من الكوادر المؤهلة لفتح جبهة أخرى في مواجهة يومية مع الاحتلال، ويتضح أيضاً أننا استوعبتا الدرس جيداً فتجاوزنا بعض الهفوات التي كنا نقع فيها هنا أو هناك، أصبحنا نخطط لمقاومتنا بطريقة مدروسة، ولم تعد محافظة من المحافظات تتركز فيها المقاومة الشعبية دون غيرها، الآن .. مناطق المقاومة الشعبية في مسيرات الجمعة في كفر قدوم ونعلين وبلعين والنبي صالح أصبحت رقماً على خارطة المقاومة الشعبية، يضاف لها القرى الافتراضية والتي أصبحت واقعاً ملموساً.. ذراعاً آخر للمقاومة الشعبية، وهذا إنجاز تراكمي يضاف إلى سلسلة الإنجازات على درب الحرية والخلاص .
واثقون تماماً أن الاحتلال البغيض لولا قناعته بأن القرى الافتراضية والتي تقام على الأرضي المهددة بالمصادرة وفي نقاط التماس ما هي إلا مسامير تدقُ في نعش الاحتلال والتي أتى الرد الإسرائيلي عليها سريعاً وهمجياً، ظن الاحتلال أن باب الشمس " مزحة " ستنتهي قريباً لكنها كانت درجة على  السلم الذي سنصعده درجة .. درجة، وفي المناطير تجلى مبدأ ممارسة القناعات والاستجابة الفورية للنداء بحيث أن الزمن مشى بسرعة الضوء ما بين التفكير والتنفيذ، والآن وفي ظل النقلة النوعية التي نشهدها بعد هذا الزخم من الإبداعات أظننا ربما وخلال الأشهر القادمة سنشهد نقلة نوعية في ممارسة قناعاتنا ، وسنكون أكثر جرأة على المواجهة، لستُ أذكى من أولئك العباقرة المبدعين في المقاومة الشعبية، لكنني أرى أن تلك القرى ستكون في وقت ما على مدخل إحدى المستوطنات  

CONVERSATION

0 comments: