إلي الرئيس مبارك: ربك مع المظلوم/ سلوي أحمد‏

 مَثُل الرئيس مبارك أمام القضاء ودخل قفص الاتهام يوم 3 أغسطس , دخل وهو علي سرير المرض , دخل الرجل الذي تخلي عن السلطة حفاظا علي مصر وشعبها بعد ان تخلي عنه الشعب وطالبه بالرحيل وفوت عليه فرصه ان يكون معهم ليتصدي لتلك المؤامرة التي يتعرض لها الوطن علي يد ابنائه , قبل مبارك بان يدخل قفص الاتهام ولم يهرب كما فعل غيره فامثال مبارك لا يعرفون الا المواجهة هكذا هم جنود مصر وابطالها وهكذا كان مبارك بطل النصر العظيم .
  وبرغم من ان الحقائق بدأت تتكشف  يوما يعد الاخر وبدأنا نسمع عن تورط عناصر خارجية في قتل المتظاهرين وهي نفسها تلك التي اقتحمت السجون المصرية وقتلت ضباط الشرطة واخرجت من تريده من السجناء وبرغم ذلك ظل الناس يكذبون ويصدقون كذبهم بل الغوا عقولهم فمن يقول تلك الحقائق ويؤكد بوجود عناصر خارجية اشتركت في قتل المتظاهرين هم أنفسهم من يطالبون بتوقيع اشد العقوبات علي الرئيس مبارك وكأنهم يريدون فقط الانتقام من الرجل لا اكثر ولا اقل فبدلا من المطالبة بالكشف عن الفاعل الحقيقي راينا الجميع يلصق الاتهامات بمبارك والعادلي في حالة تثير الدهشة والاستغراب خاصة مع تاكيد الادلة يوما بعد الاخر بان مبارك برئ ولم يقتل اويأمر بقتل ورغم ذلك تتعالي الصحيات ان عاقبوا مبارك باشد عقوبه لديكم .
   وجاء يوم 2\6 ليصدر احمد رفعت  حكمه -الذي اترك التاريخ ليقول رأيه فيه - فيحكم فالمؤبد علي الرئيس مبارك بتهمة التقاعس عن حماية المتظاهرين هذا التقاعس الذي لا اعرف من اين استدل عليه في وقت فعل فيه مبارك كل ما في وسعه لحماية المتظاهرين والحفاظ علي حياتهم  ؟ فها هي التحقيقات تثبت  انه لم يصدر منه للشرطة اوامر بالقتل بل اوامر بالحماية لمن خرجوا في الشوارع وعندما عجزت الشرطة عن  توفير الحماية طالب الجيش بالنزول فما الذي كان من الممكن ان يفعله اكثر من ذلك في ظل حشود من الشعب الذي خرج في الشوارع هائجا ثائرا بشكل سمح للمندسين بالتخفي وسط صفوفه لتنفيذ اغراضهم الدنئية  ؟ ماذا كان يمكن ان يفعله في ظل تلك الاحداث التي تلاحقت وتتابعت بشكل غير متوقع ؟ ماذا كان يمكن  يفعل اذا كانت الطعنة  قد جاءت للوطن من ابنائه ؟
  اصدر احمد رفعت حكمه بعد مقدمه افاض فيها في وصف فترة  حكم الرئيس مبارك عندما تحدث قائلا لقد عشنا تلك الفترة في ظلام دامس دامس- ولا ادري ما وصفه لما نعيشه اليوم ويحيا فيه الوطن- ,  اصدر هذا الحكم لتتوالي البلاغات والاتهامات ضد الرئيس مبارك والتي كان اخرها اتهامه بالحصول علي هدايا ممثلة في اقلام وكرافتات من مؤسسة االاهرام وهو الامر الذي لا اجد تعليق يليق به الا  انه وصمة عار جديدة في جبين المصريين ان  هذه الاتهامات الذي ظلت تتوالي علي الرئيس مبارك تناست من قتلوا بعد الرئيس مبارك في المواقع المتفرقة مثل بورسعيد ومحمد محمود وماسبيرو واخرها الاتحادية امام قصر الرئاسة وبحضور الرئيس المنتخب !!!
  تناسوا كل هذا وتركوه وظلوا يلهثون خلف التهم التي تدين مبارك وكأن من ماتوا في الخامس والعشرين من يناير فقط هم من يجب ان نحاسب علي دمائهم اما من ماتوا بعد ذلك لا يجب محاسبة المسئول عن قتلهم لا لشئ سوي انه ليس مبارك وهم لا يهتمون سوي بادانة مبارك ومبارك فقط فبدلا من ان يبحثوا عمن قتل هؤلاء راحوا يلصقوا التهم بمبارك حتي وهو في قفص الاتهام .
 انها رحلة الانتقام من مبارك ورحلة تغيب عقول الشعب ولكن يبدو ان هذه الرحلة آن لها ان تنتهي ليعود الحق الي اصحابه فقبول المحكمة بالطعن المقدم من الرئيس مبارك هو بارقة امل جديدة لعودة الحق الي اصحابه خاصة وان الحقائق بدات تتكشف بشكل لا يمكن اخفاؤه عن العيون مهما حاول البعض ان يخفيه او يزيفه ان الايام تبث يوما بعد الاخر ان زمن الرئيس مبارك لم يكن هذا الزمن الفاسد المظلم كما وصفوه فالفساد  والظلم هو ما نعيشه اليوم الايام تثبت ان الرئيس مبارك الذي عاش محافظا علي المصريين ليس هو من يريق دماؤهم كما نري ونشاهد اليوم الايام ثبت ان البسطاء كانوا هم مبارك الاول والاخير وهو الامر الذي غاب عن عقول من يمسكون السلطة اليوم كما غابت عن عقولهم وعيونهم اشياء كثيرة .
ان الايام تثبت يوما بعد الاخر ان الرئيس مبارك وزمنه براء من كل التهم التي قيلت ومن كل الشائعات التي روجت فبعد ثلاثة سنوات علي ترك الرئيس مبارك للحكم  حل بمصر كوارث ومصائب لم تحل بها طوال ثلاثين عاما هي فتره حكم الرئيس مبارك  فقد جاءت تلك السنوات لتكون دليل علي براءة ثلاثين عاما من كل التهم التي الحقت بها وستثبت الايام اكثر من ذلك فالليل الطويل لابد ان يزول يوما ليبزع الفجر وينشر نوره الذي يسطع فتتضح الرؤية وياخذ كل ذي حق حقه
ان الرئيس مبارك هو خير مثال للعبد المؤمن الذي تقبل الابتلاء بكل الرضاء فحق له ان يكون ممن قال الله فيهم وبشر الصابرين ويشهد الله ان الرئيس مبارك صبر صبرا لاتتحمله الجبال لذلك فلن يتخلي عنه الله  فقبول الطعن الذي تقدم به الرئيس مبارك هو فرصة للجميع ليعيدوا الامور الي نصابها الصحيح فرصة للبحث عن القاتل الحقيقي فرصة لان يسجن من يستحق السجن ويكرم من يستحق التكريم ان قبول الطعن هي الفرحة التي انتظرها كل شريف دافع عن رمز مصر وبطلها  لحظة ازالت هم وحزنا علق بنفوس اشخاص يدركون ان هناك مظلوم يحاسب علي جرائم لم يرتكبها في وقت يمرح فيه  الفاعل الحقيقي لتلك الجرائم دون حساب او عقاب .
 الكاتبة \ سلوي أحمد

CONVERSATION

0 comments: