حزب الدعوة مجرد وهابية شيعية/ أسعد البصري

بعد سرقة سبعمئة مليار دولار بلا حروب ولا شراء دبابة واحدة
بلا كهرباء ولا مجاري ولا مدارس
بعد مقتل مليوني عراقي في تطاحن أهلي و تمزق شامل للبلاد
لماذا تريد اجتثاث البعث ؟؟
لأن البعث ماذا سيفعل مثلاً
ربما لا تريده أن يصلح الكهرباء ؟ يقضي على الفساد؟
يوحد البلد ؟ يقضي على نفوذ إيران ؟؟ يصلح التعليم ؟؟
يطور العلاقات العربية - العراقية ؟؟ يفتح المصانع ؟؟
يقيم اتفاقات مياه ؟؟ إصلاح زراعي ؟؟
لماذا تريد اجتثاث البعث ؟؟ والله عجيب
لو رشح البعث في الإنتخابات سيفوز حتما
كل السنة تقريبا و عدد كبير من الشيعة
سوف يصوتون ليس فقط للبعث
بل لتعليق هذه الحكومة على أعمدة الكهرباء
نعم كانت للقيادة العراقية السابقة أخطاء
اعترف بها رجال كبار ك شبلي العيسمي و عبد الرحمن منيف
و منيف الرزاز و عبد الخالق السامرائي و هاني الفكيكي
لكن هذا لا يعني أن يأتي كل شاذ من شذاذ الآفاق
يعطينا رأياً برجال تاريخيين لا لشيء فقط لأن القدر جعل شتمهم باب رزق
مع هذا لم تكن من تلك الأخطاء قمع التنظيمات الطائفية التابعة لإيران
ك حزب الدعوة والمجلس الأعلى
هذه تنظيمات لا وطنية لم يكن السماح بها ممكناً
إلا في حالات احتلال أجنبي وانهيار الدولة كما هو اليوم
إن رمزية تسمية نوري المالكي لنفسه بزعيم (( دولة القانون ))
فيها طموح ماكر أن يكون هو : الدولة والقانون
هكذا يطارد خصومه السنة العرب من الذين قبلوا بالعملية السياسية
ك طارق الهاشمي و رافع العيساوي بهذا السلاح
يحولهم إلى خارجين على القانون والعدالة والدولة
بغض النظر عن التفاصيل فكلهم مجرمون
المهم هو يريد أن يمرر رسالة طائفية رمزية
يكون فيها الشيعي هو القانون والدولة والعدالة
و يكون فيها السني هو المطارد المجرم
وما تكرار نفس الرسالة مع ضجيج إعلامي و سياسي
إلا لترسيخ هذا الوعي بالسلطة عند الشعب
تشخيص السنة العرب كمرشحين دائمين للإتهام
هذه رسالة خطيرة جداً يجب تحليلها بهدوء
نوري المالكي لا يكتفي بإعدام صدام حسين إعداما طائفيا
بل يطمح بإعدام حتى العملاء أمثاله من السنة العرب إعداما طائفيا
يجب تسجيل هذه الديون في حسابه ليقرأها المستعدون للثأر يوما
منذ عام ١٩٩٥م دعوت السنة لتأسيس أحزاب طائفية معارضة
مشابهة لحزب الدعوة والمجلس الأعلى والتيار الصدري لكنهم كانوا وطنيين
يرفضون هذا النوع من التنظيمات ويخجلون منه
لو كان عندنا طرفان طائفيان لاستطاع القوميون والوطنيون الخلاص منهما
لكن وجود طرف طائفي منظم و متطور واحد
جعل السنة يتخبطون من الوقوع في فخ القاعدة
إلى الصحوة إلى البعث بسبب ضياعهم الوجداني
بينما كان الناس يعيشون حياتهم العادية في بغداد منتصف القرن الماضي
يتابعون كرة القدم والثورة الشيوعية و جمال عبد الناصر والدراما الأمريكية
كان هذا الرجل يفكر بالدعوة الإسلامية وبرسالة الداعية الإسلامي و شخصيته
بدأ بفكرته استقطاب الشباب في نقد المنهج التقليدي للدراسة الحوزوية القديمة
مثلا هو صاحب فكرة تعليم الخطابة والعمل الحركي
التنظيمي والإجتماعي لكل طالب حوزة
طالب بربط المدارس الحوزوية الإسلامية بالجامعات الغربية
لكنه كان حريصا على فكرة راديكالية ترفض الإنفتاح على الغرب
وكان هذا جوهر نقده ل جمال الدين الأفغاني
آية الله السيد مرتضى العسكري درس على يد كبار المراجع في قم بإيران
ك محمد حسين شريعت مدار و شهاب الدين مرعشي النجفي و الخميني
كما في النجف كانت علاقته وطيدة بالبروجدي و محسن الحكيم
هذا الرجل كان يفكر ويعيش
في الكاظمية بتأسيس شخصية عصرية للداعية الإسلامي
جوهر فكرة الدعوة عنده تخليصها من الزيف والأكاذيب التاريخية
وهو يقصد معظم الأحاديث المنقولة عن عائشة و ابن عباس
بل اكتشف كما يدعي مئة و خمسين صحابيا مختلقاً
راجع كتابه الشهير (( معالم المدرستين )) ويقصد فيهما
مدرسة الحق الشيعية و مدرسة الباطل السنية طبعاً
مشروع مرتضى العسكري هو تأسيس دعوة إسلامية نقية
خالية من التزييف السني و أكاذيبهم
يعني باختصار مرتضى العسكري أسس (( وهابية شيعية ))
العقيدة الإسلامية الصافية النقية عند مرتضى العسكري هي : التشيّع
هذه الفكرة أصبحت تنظيما غامضا فيما بعد أطلقوا عليه : حزب الدعوة
هذا هو الأب الغامض الحقيقي المهم ل حزب الدعوة وليس محمد باقر الصدر
الذي أراد حزب الدعوة الترويج لأبويته لهم من خلال نشيدهم
وذلك للإفادة من المشاعر التي ولدها إعدامه على يد النظام السابق
بعد مقولته الشهيرة التي أودت بحياته
(( ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام ))
كان السيد مرتضى العسكري
يوصي بإعداد أجيال شابة أنيقة مسلحة بتعليم حوزوي
متطور يقومون بالتبشير لعقيدة الحق القابض عليها كالقابض على جمرة
كان يزعجه نشاط الدعاة السنة و مدارس الراهبات و الحزب الشيوعي في بغداد
لقد كان يحلم ببغداد شيعية من خلال حركة الدعاة للإسلام الحقيقي / الشيعي
ومن خلال حركة سياسية تستلم الحكم و تحجم الكنائس والمساجد السنية
هذا الرجل كان يسهر الليل كله في الكاظمية يتأمل
بينما أقرانه يطاردون المال والنساء والشهرة
كان يعتقد بأن كل هذا الضجيج سينحسر
وأن (( عليّاً وليّ الله )) أهم من الحياة
اليوم بغداد تحت سيطرة هذا الوهابي الشيعي الذي أسس حزب الدعوة
مات الرجل و بقيت فكرته جاثمة على بغداد
هؤلاء الرجال الذين عاشوا في عزلة نفسية و طموحات عقائدية باطنية غامضة
يصنعون التاريخ الأبيض والأسود
والغوغاء هم سواد الناس لا يعرفون أصل الحكاية ولا يفهمونها
كان هناك فتى غامض أيام فتوتنا ثمانينات القرن الماضي
غرّر به حزب الدعوة و صار يعمل معهم
كتب قصيدة قبل إعدامه يقول :
(( زمنٌ سيبدأ من هنا يا صاحبي
فنمْ سعيداً كلّ حين ))
لا يا صاحبي بل
(( زمنٌ سيبدأُ من هنا يا صاحبي
فنمْ سعيداً كلّ حين ))

CONVERSATION

0 comments: