الفيس بوك ومشاكل حياتية وطبائع بشرية/ ايمان حجازى

بداية قبل أن أسرد هذه القصة التى جاءت عى لسان من عاشتها أرجو ان أؤكد على أن الغش والخيانة والغدر وإنعدام الضمير كصفات سيئة فى بنى البشر ليست قاصرة فقط على من يتواجد على الفيس بوك بصفة خاصة ولا على النت بصفة عامة , ولكن هذه خصال قد توجد فى إبن الجيران من روبينا سويا أو فى زميل الجامعة أو زميل العمل أو حتى فى صديق العمر فهى نواقص تطفو على السطح فجأة وقد تكون ظلت كامنة عمرا !!!

أما عن قصتنا اليوم والتى روتها صديقة ليست صغيرة فى السن ولكنها كانت قليلة التجارب بحكم التربية المتدينة وإحكام الأهل لقواعد الصداقات والخروجات والتعارف وهكذا جاءت متحجرة العيون - لا هى دامعة ولا هى باسمة ولا حتى تحتوى على نظرة حياة - ولأنى لا أستعجل الكلام وأفضل - وهذه طبيعتى - أن يحكى الصديق براحته بدون دفع ولا شد لخيوط أفكاره جلسنا مدة , حتى نظرت الى عملى على الفيس بوك وقالت هذا هو أس البلاء ؟؟ فإنتبهت الى ما تنظر اليه وسألتها لماذا ؟؟

وكان هذا بداية الخيط الذى بدأ منه كر الحكاية قالت .......... تعرفت عليه عن طريق الفيس بوك , كان يبدو مهذبا رقيقا حالما متدينا أيضا - دائما الجميع يبدو هكذا فى البدايات - وكان يهتم كثيرا بما أقول ويؤكد لى أنه لا يكاد يخرج من على صفحتى حتى يدخل مرة اخرى وهى أول شىء يحوز إهتمامه فور ولوجه على الفيس بوك - أيضا الجميع يقول هكذا كلام - ( مابين علامات التحديد هذا تعليقى على كلامها فى سرى )

بعد هذا تكرر طلبه لرؤيتى على الكام ( والكلام لا يزال على لسانها ) ولكنى رفضت والى النهاية والى الآن مازلت أرفض موضوع الشات كام - وعلى فكرة هذا ما أراه أنا أيضا - ولكننا تكلمنا عن طريق الموبايل وكذلك الماسنجر بدون كاميرا ظللنا هكذا لمدة 3 شهور حتى طلب أن نتقابل , ويوم المقابلة هاتفنى صباحا مناديا يا مولاتى يا أميرتى يا حبى يا حياتى,
ووقت اللقاء دخلت المكان المحدد فلم أجده وإتصلت بالموبايل لأنى تخيلت أن المرور هو من جعله يتأخر ولكنه لم يرد,
 بقيت لحظات فى المكان وإنصرفت ولكن قبل أن أنصرف لفت نظرى وجود شاب ينظر الى بشدة وإمعان ولأنه لا يتجسد فيه مواصفات حبيبى لم أكترث له ولكن حفظ شكله غصب عنى فى ذاكرتى ,فذاكرتى فولاذية لا تنسى - محظوظة فأنا بقى ذاكرتى هوائية يرتبط فيها الشخص بالمكان الذى قابلته فيه بمعنى أنى لو تصادف وقابلت شخصا ما فى مكان ما وعدت بعد فترة وقابلته فى مكان آخر لا أتذكره إطلاقا , ربما عته ربما غباء ولكن هذا أنا -

تقول صديقتى بعد عودتى للمنزل زادت حيرتى عندما لم أجده أون لاين وظل هكذا أيام الى أن طلب منى صديق ما الإضافة فوجدت أن هذا الشخص موش غريب ,ربما رأيته قبل الآن ولكن على الفور وافقت عندما وجدته صديقا مشتركا مع من أحب وعندما سألته عليه قال بأنه قد حدثت له حادث وإنقلبت به السيارة وهو فى حالة خطرة فى المشفى , وعبثا حاولت أخذ منه عنوان المشفى أو حتى إسم الطبيب المعالج لكن دون جدوى غير سبب واه بأنه وصية من الصديق الذى هو الحبيب لأنه لا يريد أن يراه أحد بهذا الشكل المتشلفط والمتدغدغ على حد تعبيره وهنا تولدت بينى وبين هذا الشخص عداءة شديدة جدا وكراهة الى أن حذفته من صفحتى نهائيا وكنا كثيرا الخلاف بشأنه أنا وحبيبى فيما بعد عبثا أيضا ,ومازال الكلام على لسان الصديقة ,توسيط أحد الأصدقاء الكبار فى السن والمقام جدا هو وزوجته عند هذا الصديق المجهول حتى نصل الى حبيبى ولكن لم تجد هذه المحاولات وأقنعنى الرجل المحترم بأن نكتفى بالإطمئنان عليه طالما هذا هو المتاح ,, وقد كان الى أن كان يوما سمح لنا بالإتصال وتكلمنا وتكلمنا لمدد طويلة وأيام كثيرة وعشنا سويا مراحل العمليات المتكررة التى تعيد تكوين الحبيب بعد الكسر وماشابه مع رفض تام لأن يراه أحد ,, توطدت خلال هذه المكالمات علاقتنا جدا وخاصة مع إحساسى بالذنب لأنه كان آت الى لموعدنا حين قاد السيارة  بأقصى سرعة لأنه كان قادما من الإسماعيلية أو الساحل وقتها ويخشى أن يتأخر على موعدى وربما سرح قليلا ولم ينتبه للطريق فإنقلبت السيارة , وهذا ما كان يجعلنى أتمسك به وأريد أن أعوض عليه فى البداية طبعا
وطالت فترة إرتباطنا وأعلناها على الجميع وكان هو للحق , أو هذا ما كنت اتخيل , لا يخفى على شىء فقد كان يقص على جميع مغامراته النسائية وعلاقاته الأسرية وأخبار شغله وكان يتبسط فى الحديث جدا ويستخدم ألفاظ العامة أحيانا كما يستخدم عبارات النخبة التى توضح ثقافته العالية أحيانا أخرى , وعندما كنت أسائله لما أفاجأ بالكلمات المتدنية إنت فعلا خريج إقتصاد ده كبيرك بلوم صنايع !! فكان يضحك ضحكته الحبيبة ويقول طوال اليوم أحافظ على اسلوبى أثناء العمل ومع الناس لكن أنتى الأهل وأنتى البيت والواحد دايمن يكون على راحته مع أهله وفى بيته ,, كم كانت تسعدنى هذه الكلمات وجاء وقت عقد قراننا وهو من حدده باليوم والساعة ,وكنت طبعا طائرة من الفرحة , ومازال الحكى على لسان الصديقة

إلا أنه فى يوم قال أن هناك مشكلة فطلبت منه أن نتحادث لنناقش ذلك ولكن لم يحدثنى ووجدت الجميع يناقش موضوع سفره المفاجىء وتوقعت أن يشرح لى ولكن لم يفعل , وسافر وغاب وحضر ولم يعرن أى إهتمام , صعبت عليا نفسى جدا وقررت أن لا أعاتبه وكأن شيئا لم يكن بل ولن يكون بينى وبينه أى شىء على الإطلاق , وأقنعت نفسى أنى لست أنا من يتم التعامل معها هكذا , بهذا التجاهل بهذا الغباء ولكن فجأة وأيضا مازالت الصديقة تروى قصتها وكعادته دائما جاء ببراءة الأطفال فى عينيه متعللا بكثرة المشاغل وبحجج واهية لا تقنع أى صغير ولم يطل نقاشنا ومحاولاته إستردادى طويلا فقد بادرنى أحدهم برسالة على الإيميل وكانت فاجعة

جاء فى الرسالة أشياء يشيب لها الولدان , إحتوت الرسالة عن قصتى معه ومراحلها المختلفة ولكن من منظور تالت وبتفسيرات أخرى لكل مرة وكل عذر كان يتأخر به ويسوق العمل والأهل كحجة

أرسل المجهول الذى يسمى نفسه المنقذ وأعتقد أنه ربما يكون كذلك عنوان بريدى لصفحة أخرى تحوى معلومات هامة عن هذا الحبيب وبيانات وقصة حياة ولكنها مختلفة وبإسم مختلف وبصفة مختلفة وربما تكون هى الحقيقية وما كنت أعيش فيه لمدة طويلة كانت هى قصة حبى هى الوهم بعينه أو هى الصورة إذا كانت الأخرى هى الأصل - وصلت بى الصديقة الى شىء لم أكن أتخيل أن تصل اليه هذه القصة ولذلك سألتها وماذا فعلتى ؟؟ - أجابت بأنها سألته بشكل غير مباشر وحاولت أن تعرف منه بدون أن تقول له أن تمثال الثقة بينهما تحطم ,أرادت أن تستوثق قبل أن يعاتبها بأنها حكمت عليه من مجرد ايميل من مجهول , ولكنه رفض تماما الرد , وأبى أن يأخذ الموضوع على محمل الجد وأخذته العزة والكبرياء وبدى يحكى عن نفسه بغباء ,,, فسألتها مرة أخرى ,,, ثم ؟؟ قالت أغلقت فى وجهه التليفون بعد أن شكرته وإعتذرت عن الإزعاج

صمت تام للحظات بدت كدهر .............
 قلت لها ... طيب خلاص , معنى ذلك إنك حزمتى أمرك وقررتى وإنتهى الأمر هزت رأسها بالإيجاب ووضعت كف يدها على صدرها وقالت الجرح صعيب قلت لها الحمد لله الذى جعل جرح الضمير والقلب والنفس مخفى لا يراه أحد .. وسوف تتعافين يا صديقتى ,, لا تتعجلى ولكن كونى على حذر , أصبحنا فى زمن لا تسمى به الأشياء بأسمائها الحقيقة وهذه الجريمة التى إرتكبها شخص ما معك لا يحاسب عليها القانون إلا قانون السماء والضمير ولتعلمى أن الله لن يتركه بخير مادام كان يجرح فى قلبك وهو يعلم ومادام ضميره كان يسمح له بإنتهاكك , قوللى حسبى الله ونعم الوكيل

حسبى الله ونعم الوكيل هى ليست كلمة وإنما هى دعاء يرفع للسماء من المظلوم وهى وعد يرد للأرض من رب الأرض والسماء بحق المظلوم
 ==============
 للأسف الشديد نحن فى زمن إختلطت فيه المعانى فقد نجد مجموعة من الشباب الصغار اللطفاء جدا الأشقياء يقومو بتكوين جماعة شقية للفت نظر الفتيات الجميلات وهم لا يدرون ماذا يفعلون كل ما يهمهم أن يتباهو أمام بعضهم بقدراتهم على جذب إنتباه البنات ,, هى شقاوة ولكنها جارحة , تجرح القلب والكرامة والكبرياء

لو يتخيل كل شاب يفعل فعل هذا الحبيب مع تلك الصديقة أن لديه أخت وسوف يكون لديه زوجة وإبنة وأن الأيام دول وأنك كما تدين تدان ,, لو أيقن وعقل كل شاب هذا لما فعل ,لما تجرأ على جرح أى فتاة ولا إستدراكها

وأنتى أيتها الصديقة ......... إحمدى ربنا أن جاءت على أد كدة , لربما كانت النتائج أفظع أو أبشع أو ربما كان قد حدث لك ما لا يحمد عقباه ,, فقط كونى حذرة وتوكلى على الله وإجعليه حسبك فلن يضيعك الله أبدا ما دمتى تضعينه نصب عينيك

وأخيرا أقول للجميع .... للفتيات الجميلات على الفيس بوك أو النت بصفة عامة كن على حذر فليس كل ما يلمع ذهب ,,,, وأقول للشباب الظرفاء جدا اللطفاء جدا هى أختك هى بنتك هى زوجتك التى ستكون يوما فلتعلم أنها دقة بدقة وكما تزيد يزيد السقا

ألا هل بلغت اللهم فإشهد
 

CONVERSATION

0 comments: