سـدني ــ 13/11/2012
قـرأتْ مقالك يا زيـد وخـلـّـيت الحجارة تـتـكـلم ، أشوفـك تستـفـسر هـل أن التجارة شـطارة ؟ يا أخي يا ريت تكـون شـطارة حـتى عـلى الأقـل نـﮔـول أكـو شاطـر ، ولكـن الـتجار أنـفـسهم يـﮔـولون أن التجارة خـدعة ودعاية وكـذب ونـصب وفـوﮔاها حـلف بالباطـل . زيـد : واحـد منهم ﮔال كـل البشر حـراميّة ما عـدا الله ! طبعاً يقـصد القائـد العام للقـوات المسلحة والضباط وضباط الصف وحـتى عـريف الخـفـر أبو الوشاح ، ألا تـفـهم من كلامه أنه هـو سارق حاله حال ربعه الباقـين ، هِـيّة بـقـتْ عـليه ! ولما نـﮔـول سارق ليس المقـصود حـرامي كـلاسيكي يخـلي إيـده بجـيـبك ويـبوﮔـك ، ولكـن يـبوﮔـك وأنت خابص نـفـسك ومخـلص بالمعـمل أو بالدائرة مالته وهـوَّ تلـﮔـيه مستـلقي عـلى الـقـنـﭙـة يتـفـرج عـلى التـلفـزيون ، لا بل أنت اللي تـتـوسَّـل بـيه وتـنـطيله بـوﮔـة لحـضرته وجـنابك راضي وممنون ، وهـذا حال كـل البسـطاء مثـلي ومثـلك اللي يخـلـّـون حـصواية بإيـدهم اليسرى حـتى ينـدلـّـون اليسار من اليمين ( وإلى اليسار دُر ) لأن مضَيعـين صول ﭽْـعابْهم . إسمع شيـﮔـول سيف العـرب بمسرحـيته ، يـﮔـول ( الحـرب خـدعة يا جـبان ) ، وإحـنا نـﮔـول ( التجارة قـَـسَـمٌ باطـلٌ يا نعـسان ) . نعـم آني أعـترف لك وأﮔـول أنه مرّات أشوف نـفـسي مضطـر لازم أتعامل مع التاجـر ولكـن آني أتعامل ويّاه بالحـد الأدنى الذي لا مفـر منه ، حـتى عـلى الأقـل أقـلل من خـدعه إليَّ ، وبنـفـس الوقـت أﮔـول عـسى ولعـل يحـس بالـنـَّـﮔـرة سـلف وينـبّهه ضميره فـد يوم ، طبعاً إذا أكـو ضمير ولهـذا كـتبتْ مقال بتأريخ 11/8/2007 عـنـوانه ( فاقـد الضمير لا يُـخـطىء ! ) ! فالمسألة لا هيَّ إقـناع ولا نزاهة ولا هُم يحـزنون ، وآني بكلامي هـذا اللي ﮔِـلته من الـبداية هـو نـفـس الشي اللي أنت تـوصَّـلتْ إله بالنهاية يعـني بإخـتـصار ، حـرامية سواءاً من القـلب أو من اللسان وحـتى من الــ ..... .
خـليني أعـلق عـلى كـلامك حـول الكاهـن الموظـف أو الكاهـن التاجـر وأﮔـول : عَـلـوّاه لو تـقـرأ كـتاب صراعات الكـنيسة وسـقـوط القـستـنـطينية / نجـيب إسـطيفانا ، راح تـﮔـول صُـدُﮒ ﮔال المسيح ( ولكـن متى جاء إبن الإنسان ألعَـله يجـد الإيمان عـلى الأرض ) ؟ أﮔـُـلـّـك زيـد هـوايَ ناس يخافـون من كـلمة درغا ( درجة ) وكأنها شيء غامض ومهـيب وما يـدرون هيّ رتبة شأنها شأن الرتب في حـقـول الحـياة الأخـرى وإذا واحـد ﮔـلـّـك غـير شيء حـوّله عـليّ وآني أنجاز ويّاه ، أنّ أصحاب الـدرغا باعـوه المسيح من زمان وإستـلموا الثمن نـقـدي وبطـريقة سـلـّم بـلـّم . هـل تـصدّﮒ في القـرون الأولى كان الكهـنة يحـتـكـرون قـراءة الإنجـيل لنـفـسهم وما كان يُسمح لغـيرهم بقـراءته حـتى يكـونون هُـمّ المتـضلعـين بالـدين أما الرعـية فـقـطيع من الغـنم ، ولا يزال اليوم كـثيرين منهم دماغهم مشحـون بثـقافة القـطيع وهُـمّ من داخـلهم مُجـوّفـين وأتـحـدّاهم إذا يـﮔـدرون يواجهون رعـيتهم في مناظـرة أو عـلى طريقة الـمرحـوم ﭙاﭙا شـنـودة كل شهر محاضرة مع الرعـية وأسئلة وإجابات مفعـمة بالإيمان وحـتى الأسئلة الشخـصية ﭽان يجاوبها . وبعـدين لمّا تـناقـشهم يجـيـبولك أمثـلة معـينة اللي بصالحـهم وما يذكـرون غـيرها ، وهـسّا أجـيـبلك مثال : فـد يوم واحـد راد يتشاقى ويايَ ﮔـدّام كاهـن في سـدني وﮔـَـلــّي : ليش ما صرتْ قـس هـوَّ أحـسن بزنز ! ردّ القـس وﮔال : الكاهـن مو صاحـب بزنز ولا موظـف ولكـنه ( يعـمل للكـنيسة ويأكـل من الكـنيسة ! ) وهـذا صحـيح آني أأيِّـده وهـو منطق سـليم ومكـتـوب بالكـتاب المقـدس من رسالة ﭙـولس الرسول الأولى إلى أهـل كـورنـثوس 14:9 ، ولكـني ما سكـتـتْ عـليه وﮔـلتـله : أبونا لكـن مار ﭙـولس هـم يـﮔـول برسالته الأولى إلى أهـل تسالونيكي 9:2 ( إذ ، كـنا نـكـرز لكم بإنجـيل الله ونحـن عاملون ليلاً ونهاراً كي لا نـثـقـل عـلى أحـد منكم ) هاي ليش ما تـذكـرها ؟ أخـونا القـس سـكـتْ وما جاوب . فـيا زيـد لا تخـلـّـيني أدخل بعـمق الإنجـيل لأن راح تـصير بالتـواثي فـخـلينا مكـتـفـين بالمظاهرة السلمية .
أما الـبـذور اللي تريد من الكاهـن أن يزرعـها يـﮔـلـَّـك ما عـنـدي بستان للـزرع ، وما تـصرّفـله بذورك لأن ما تـنصرف بالبنك . وبعـدين من جانب ثاني هـو يتـصوَّر نـفـسه وكـيل عـلينا ومخـوَّل من السماء ومشـتـرينا وإحـنا نبقى عـبـيد نواطـير خـضرة وما نـﮔـدَر نخـلـّص نـفـسنا من نار جـهنم إلاّ بالحـصول عـلى سـندات قـرض ( إقـرأ مقالي : سلام سادتـنا الكـرماء ... بتأريخ 3 تموز 2012 ) وفي الحـقـيقة آني من جانبي ما خايف من نار جـهنم ، ليش ؟ لأن أولادي أوفـياء وبعـد موتي ما يخـلـّـون أبوهم يتعـذب بالـﮔـبُر ويشتعـل بنار جـهنم ويتـفـرّجـون عـليه ، وبإمكانهم أن يطـلقـون سـراحي ويردّون إعـتـباري وأرجع أصير مواطن صالح بالملكـوت بكـل سـهـولة وكـل شيء بفـلوسه ، وإذا إعـتـرض أحـد رجال الدين عـلى كـلامي هـذا ، راح أجـيـبله من جـهـينة الخـبر اليقـين وما يقـبل غـلط ! ومن جانب آخـر ورغـم أنه هـوَّ بإرادته صار كاهـن ( حـتى يأمِّن عـلى حـياته الأرضية وما بعـد الأرضية ) ولكـن تشوفه من الـنوع اللي يريـد أن يحـمّلنا منية وكأنه مسـوّي فـضل عـلينا ويفـرض نـفـسه بكـل حـرية ، وبـدل أن يغـسّـل رجـلينا وينـشِّـفها تلـﮔـيه يريـدنا إحـنا نـدَخـله حـمّام ونـدلك ظـهره بليفة وصابون أسـفـنيكـية .
وتـﮔـول الطـقـوس مقابل ثـمن ، فـهاذي أسكـت ولا تحـﭽـي بـيها لأن كل بضاعة بثمنها وحـسب الموسم ، أما كلام المسيح لمّا يـﮔـول ( أخـذتم مجاناً أعـطـوا مجاناً ) فـهـذا بالنسبة إلهم حـﭽـي جـرائـد ، أصلاً ولا تجي بّالهم ولا يعـرفـون وين تـصير هاي الآية ، وأزيـدك عِـلم أن البعـض منهم يعـتـرفـون ويـﮔـولون في سـبـيل تـطـيـيـب الخاطر ( أنـتو الشمامسة تـتعـبون وإحـنا نـقـبض !! ) وآني كـتبتْ لرجـل دين رفـيع المستـوى وﮔـلتْ : إذا تخـلـّـيتـو عـن الفـلوس تـصيرون قـدّيسين ! وإذا آني غـلطان هـسّا أﮔـول لأي كاهـن : تـريـد تـصَـلـّي عـلى أبويا و جـدّي وبـيـبـيتي ؟ روح صلـّي ليل نهار بالخـفاء ولا تـﮔـلّي ، ومنو مانعـك ، والله يجازيك بالعـلن ؟ و صَـلـّي عـلى أبو جـيراني وعـمه وخالـته وكـل الأموات ، منو اللي راح يـﮔـُـلـَّـك ليش ؟ أدخـل إلى مخـدعـك وصلّي ، إعـمل خـير بالخـفاء والله يجازيك بالعـلن ، وإذا ﮔال ما يصير بلا أسماء فآني محَـضـِّـر له جـواب شافي من نوع أخ لأخـوه ، وهاي مال الأسماء ذكــّـرَتـني بفـد سالفة من زمان السبعـينات بإحـدى كـنائس بغـداد وفي عـيد الميلاد ، أتركـها إلى مناسبة أخـرى وراح تعـجـبك يا زيـد .
شيء آخـر ، لمّا مار يوحـنا المعـمذان عـمَّـذ الربَّ يسوع في نهر الأردن ما ﮔـلـّه إفـتح جـزدانك لِـﮔـدّام وما كـلفه فـلس واحـد ، هاي شـلونك بـيها ؟ وبعـدين الموعـظة عـلى الجـبل ما كانت محاضرة خـصوصية مدفـوعة الأجـرة . والحـق يُـقال آني حـضرتْ مراسيم زواج في كـنيسة كاثوليكـية لاتينية مرموقة في سدني في عام 2006 لعـروسَـين عـراقـيّـين يحـﭽـون كـلـداني وإستـلموا شهادة الزواج وإحـنا واﮔـفـين ، ولما سألناه الكاهـن كم نـدفع لكم ؟ إبتـسم وﮔال : أنـظروا ذلك الصنـدوﮒ في الكـنيسة ، خـلـّـوا بـيه اللي يعـجـبكم ! وفي الحـقـيقة العـريس من محـبّـته خـلـّه بـيه أكـثر من اللازم . أخي زيد : تلاميـذ المسيح ما ﭽانـوا بنـفـس المستـوى ، بـيهم ﭙـطرس الناكـر ، تـوما الشكـوك ، يهـوذا الخائن ، يوحـنا المحـب ، أولاد زبـدَي يـدَورون مناصب ......
أما عـن ديمقـراطـية الكـهـنة فـهاذي مو جـديدة يا زيـد ، أولاً ماكـو دكـتاتـور بالحـياة ولكـن أكـو ناس تخـلق دكـتاتـور وتسانـد دكـتاتور ( أنـظـر الكاريكاتير ) وثانياً ماكـو واحـد يصير دكـتاتور إلاّ ذاك الـيدري بنـفـسه منحـرف ويخاف ! لأن الواثـق من نـفسه ما يحـتاج أن يصير دكـتاتـوري ، وخـليني أضيفـلك شيء ثالث : لمّا نحـصر واحـد منهم بزاوية ضيـﮔـة وما عـنـده شي يـدافع عـن رأيه الخـطأ لا بل هـو عاجـز ، شيـﮔـول ؟ يلجأ إلى أسلوبـين بالتـدريج (1) يستـشهد بالموتى الذين كانت لهم مكانة رفـيعة فـيكـذب عـلى لسانهم ، وإحـنا بهاي الحالة ما نـﮔـدر نجـيـبه للميّـت من الـﮔـبُـر حـتى نـتأكـد من حـﭽـي أخـونا (2) إذا شاف أخـونا أنه ما بـيها مجال للإستـشهاد بالموتى ويشوف رأيه ونـفـسه غـلطان ومحـصور وما يقـبل يتـنازل عـن الخـطأ ! شيـﮔـول؟ يـﮔـول آني ضابط والنجـمة اللي عـلى ﭽـتـفي هـيَّة اللي دا تـحـﭽـي !!! ويـدّعي بأن مجـلس القـيادة قـرّر وأعـلن وﮔال وصرّح وصمم ــ وحـﭽـي بـيناتـنا كـلها ﭽـذب ! طيب شـتـﮔـولـّه بهالحالة يا زيـد ؟
العِـلة مو بالكاهـن وإنما بهـذا الساذج اللي تسمّيه مؤمن ، وفي الحـقـيقة تـلـﮔـيه صاحـب شهادة وكـشـخة مع ربطة عـنق ومثـقـف وسيارته نـظـيفة وكـفـوء أكـثر من صاحـبنا لكـن يهـز له الـذيل ! والسبب وين ؟ السبب أنه رغـم كـل هـالمواصفات اللي عـنـده هـذا المؤمن لكـن يشعـر بضعـف أمام الضابط فـيعـوّضها بهاي اللوﮔـيّة ، شـلون تـريـده أخـونا ما يتـزنـطـر عـلينا ويصير طرزان يا زيـد ؟ وإذا أنت كـتبتْ مقال ثاني ، راح أعـقـب عـليه مرة ثانية .
0 comments:
إرسال تعليق