القضية الفلسطينيّة هي اللبّ من قضايا المنطقة وبالتالي اللب من الصراع العربيّ الغربيّ ورأس حربته إسرائيل، كانت وما زالت وستبقى رغم ما اعتراها سابقا ويعتريها اليوم من محاولات وأد. عرّاب وأدها كانت وما زالت الجامعة العربيّة لولا أن أزاح الشعب الفلسطيني بكل أماكن تواجده ومعه بعض الدول العربيّة القليلة مصر في عهد عبد الناصر وسوريّة في كلّ عهودها، تراب الرمس عن وجهها لتبقى حيّة وتنطلق من تحت التراب.
الشعب السوريّ لم يبخل يوما على القضية الفلسطينيّة بدماء أبنائه لا في ثورة ال36 ولا في حرب النكبة في ال48، وما زالت شواهد قبور أبنائه بدء ب-(دير الغصون- قلقيلية) مرورا ب-(سانور – نابلس) وانتهاء ب(هوشة والكساير-شفاعمرو) شهودا، ويكفي أن نذكر كذلك أن عصب الثوار الفلسطينيين في الثورة الفلسطينية الأولى عام 1929 (الكف الأخضر) كان من الشباب السوريين وأن أهم معركة خيضت في ثورة ال-36 وبشهادة مصادر صهيونيّة (بلعة) كان عصبها الشباب السوريين، وهكذا في ال-48 في معارك هوشة والكساير واللطرون وبنات يعقوب (مشمار هيردين) وسمخ (دغانيوت).
هذا تاريخ قديم نسبيّا أما في التاريخ الحديث ففقط من هو فاقد بصر وبصيرة أو عبد يستطيع أن ينكر أن سوريّة تدفع في هذه الحرب العدوانيّة القذرة ثمن موقف قيادتها، بدء بمفاوضات ما بعد حرب تشرين 1973 وعدم دخولها كامب ديفيد السادات مرورا بحروب لبنان (الفلسطينيّة) واحتضان المقاومة الفلسطينيّة رغم أن في شقّها ظهر وكأنها كما احتضن أفعى، وكل ذلك رغم ما اعترى العلاقات السوريّة الفلسطينيّة من أزمات خلال هذه الفترة، وانتهاء بدورها في وأد محاولة الوأد الأخيرة للقضيّة في قمّة بيروت ال-2002.
اللاجئون الفلسطينيّون هم الوحيدون من أهل الشتات الذين لم تُضع قيود حياتيّة عليهم فتقاسم الشعب السوريّ لقمته ومكان عمله ومقعد دراسة أبنائه معهم دون منّة. عندما زرت سوريّة للمرة الأولى في العام 2000 للاشتراك في أربعين الرئيس المرحوم حافظ الأسد وأثناء تجوالي مع بعض أعضاء الوفد في الشآم احتجنا سيّارة نقل تفاجأ السائق أن يرى عربا من ال-48 في سوريّة، ولكن المفاجأة الكبرى أن حين ترجلنا رفض السائق رغم أنه كان باد عليه ضيق الحال وعلى الأقل من حال السيارة، أن رفض تلقي الإيجار وبإصرار، أمام إصرارنا من الناحية الأخرى قال: "أنا ملازم متقاعد قضيت حياتي مستعدا لدفع دمي لفلسطين فكيف سآخذ منكم ثمن هذه الخدمة؟"، ولك أن تتخيل عزيزي القاريء ما الذي أصابنا في هذا الموقف !
هذه هو وجه سوريّة المتآمر عليه اليوم والتي تستحق منّا الفلسطينيّون أكثر كثيرا من موقف في هذه الحرب العدوانيّة التي تتعرّض لها من كلّ حثالات الكرة الأرضيّة، ومع هذا أحسن أخوتنا اللاجئون الفلسطينيون في ربوعها الخيار باتخاذ موقف عدم التدخّل في هذه الحرب العدوانيّة وليس من باب ما تصح فيه التسمية "زندقة اللغة\ النأي بالنفس" فلا يمكن أن يكون وطنيّ أو قوميّ أو عروبيّ بمنأى عمّا تتعرض له سوريّة بموقف على الأقل.
المحاولات المتكررة لزجّ الفلسطينيين هي محاولات دنيئة ولم تجيء بمحض صدفة وإنما ثمرة مخطط وليد تفكير تآمريّ جهنمي مدروس. الموقف السوريّ قيادة وغالبيّة عظمى شعبا من القضيّة الفلسطينيّة، والقناعة السائدة على الأقل عربيّا وإسلاميّا شعبيّا وإنسانيّا تنويريّا أن سوريّة تدفع اليوم ثمن مواقفها من هذه القضيّة اللب، وبالتالي تعاطف كل من تعزّ عليهم قضيّة فلسطين مع سوريّة في دفاعها عن موقعها وموقفها وأهلها هو ورقة رابحة جدّا في يد القيادة السوريّة اكتشف عرّابو المؤامرة وأسيادهم أن يجب إسقاطها وحرقها، هذا من ناحية أمّا من الأخرى فإن بوادر سحق هذه المؤامرة والحرب العدوانيّة على يد الجيش العربيّ السوريّ وأبعاد هذا السحق على القضيّة الفلسطينيّة، اللب الأم البوصلة، هو ورقة أربح أقضّت مضاجعهم الدافئة، كذلك يجب إسقاطها بحرقها.
حرق هذه الورقة لن يتأتى إلا إذا كان مهرها دماء الفلسطينيين في اليرموك والرمل والنيرب ولذا لا بدّ من زجّهم في الأتون، وفجّار الأرض من ملوك وإمراء وسلاطين و"جزيريين" يتكفلون بتحميل الجيش السوريّ وزر هذه الدماء حتّى لو أسالها فلسطينيّو مولد تكفيريو انتماء.
لا مصلحة سوريّة وبالمنطق البسيط، في هذه الحرب العدوانيّة أن تسقط شعرة طفل فلسطينيّ، ولذا فالمحاولات المحمومة هذه لزج الفلسطينيين هي الزندقة بعينها وعرّابيها هم نفس عرّابي الحرب القذرة على سوريّة ورغم دلالات الإفلاس فيها، إلا أنه على أخوتنا الفلسطينيين والسوريين قطع دابر هذا المركّب من المخطط الجهنميّ وسدّ هذا الباب على الزنادقة هؤلاء ونحن على ثقة بأنهم قادرون.
الشعب السوريّ لم يبخل يوما على القضية الفلسطينيّة بدماء أبنائه لا في ثورة ال36 ولا في حرب النكبة في ال48، وما زالت شواهد قبور أبنائه بدء ب-(دير الغصون- قلقيلية) مرورا ب-(سانور – نابلس) وانتهاء ب(هوشة والكساير-شفاعمرو) شهودا، ويكفي أن نذكر كذلك أن عصب الثوار الفلسطينيين في الثورة الفلسطينية الأولى عام 1929 (الكف الأخضر) كان من الشباب السوريين وأن أهم معركة خيضت في ثورة ال-36 وبشهادة مصادر صهيونيّة (بلعة) كان عصبها الشباب السوريين، وهكذا في ال-48 في معارك هوشة والكساير واللطرون وبنات يعقوب (مشمار هيردين) وسمخ (دغانيوت).
هذا تاريخ قديم نسبيّا أما في التاريخ الحديث ففقط من هو فاقد بصر وبصيرة أو عبد يستطيع أن ينكر أن سوريّة تدفع في هذه الحرب العدوانيّة القذرة ثمن موقف قيادتها، بدء بمفاوضات ما بعد حرب تشرين 1973 وعدم دخولها كامب ديفيد السادات مرورا بحروب لبنان (الفلسطينيّة) واحتضان المقاومة الفلسطينيّة رغم أن في شقّها ظهر وكأنها كما احتضن أفعى، وكل ذلك رغم ما اعترى العلاقات السوريّة الفلسطينيّة من أزمات خلال هذه الفترة، وانتهاء بدورها في وأد محاولة الوأد الأخيرة للقضيّة في قمّة بيروت ال-2002.
اللاجئون الفلسطينيّون هم الوحيدون من أهل الشتات الذين لم تُضع قيود حياتيّة عليهم فتقاسم الشعب السوريّ لقمته ومكان عمله ومقعد دراسة أبنائه معهم دون منّة. عندما زرت سوريّة للمرة الأولى في العام 2000 للاشتراك في أربعين الرئيس المرحوم حافظ الأسد وأثناء تجوالي مع بعض أعضاء الوفد في الشآم احتجنا سيّارة نقل تفاجأ السائق أن يرى عربا من ال-48 في سوريّة، ولكن المفاجأة الكبرى أن حين ترجلنا رفض السائق رغم أنه كان باد عليه ضيق الحال وعلى الأقل من حال السيارة، أن رفض تلقي الإيجار وبإصرار، أمام إصرارنا من الناحية الأخرى قال: "أنا ملازم متقاعد قضيت حياتي مستعدا لدفع دمي لفلسطين فكيف سآخذ منكم ثمن هذه الخدمة؟"، ولك أن تتخيل عزيزي القاريء ما الذي أصابنا في هذا الموقف !
هذه هو وجه سوريّة المتآمر عليه اليوم والتي تستحق منّا الفلسطينيّون أكثر كثيرا من موقف في هذه الحرب العدوانيّة التي تتعرّض لها من كلّ حثالات الكرة الأرضيّة، ومع هذا أحسن أخوتنا اللاجئون الفلسطينيون في ربوعها الخيار باتخاذ موقف عدم التدخّل في هذه الحرب العدوانيّة وليس من باب ما تصح فيه التسمية "زندقة اللغة\ النأي بالنفس" فلا يمكن أن يكون وطنيّ أو قوميّ أو عروبيّ بمنأى عمّا تتعرض له سوريّة بموقف على الأقل.
المحاولات المتكررة لزجّ الفلسطينيين هي محاولات دنيئة ولم تجيء بمحض صدفة وإنما ثمرة مخطط وليد تفكير تآمريّ جهنمي مدروس. الموقف السوريّ قيادة وغالبيّة عظمى شعبا من القضيّة الفلسطينيّة، والقناعة السائدة على الأقل عربيّا وإسلاميّا شعبيّا وإنسانيّا تنويريّا أن سوريّة تدفع اليوم ثمن مواقفها من هذه القضيّة اللب، وبالتالي تعاطف كل من تعزّ عليهم قضيّة فلسطين مع سوريّة في دفاعها عن موقعها وموقفها وأهلها هو ورقة رابحة جدّا في يد القيادة السوريّة اكتشف عرّابو المؤامرة وأسيادهم أن يجب إسقاطها وحرقها، هذا من ناحية أمّا من الأخرى فإن بوادر سحق هذه المؤامرة والحرب العدوانيّة على يد الجيش العربيّ السوريّ وأبعاد هذا السحق على القضيّة الفلسطينيّة، اللب الأم البوصلة، هو ورقة أربح أقضّت مضاجعهم الدافئة، كذلك يجب إسقاطها بحرقها.
حرق هذه الورقة لن يتأتى إلا إذا كان مهرها دماء الفلسطينيين في اليرموك والرمل والنيرب ولذا لا بدّ من زجّهم في الأتون، وفجّار الأرض من ملوك وإمراء وسلاطين و"جزيريين" يتكفلون بتحميل الجيش السوريّ وزر هذه الدماء حتّى لو أسالها فلسطينيّو مولد تكفيريو انتماء.
لا مصلحة سوريّة وبالمنطق البسيط، في هذه الحرب العدوانيّة أن تسقط شعرة طفل فلسطينيّ، ولذا فالمحاولات المحمومة هذه لزج الفلسطينيين هي الزندقة بعينها وعرّابيها هم نفس عرّابي الحرب القذرة على سوريّة ورغم دلالات الإفلاس فيها، إلا أنه على أخوتنا الفلسطينيين والسوريين قطع دابر هذا المركّب من المخطط الجهنميّ وسدّ هذا الباب على الزنادقة هؤلاء ونحن على ثقة بأنهم قادرون.
0 comments:
إرسال تعليق