ما بين دفاع وهجوم نسينا من تكون/ سلوي أحمد‏

بعد خمسة وعشرين يناير انقسم الشعب بشأن الرئيس مبارك الي فريقين فريق انبري في الهجوم علي الرئيس مبارك وسبه وشتمه والسخريه منه عبر وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية , هذا الفريق الذي راح يردد كلمات واحدة وهي30 سنه فساد وظلم وطغيان 30 سنه بلا انجازات ادت الي تخلف مصر واعادتها الي الوراء وجعلتها في ذيل الامم30 

  سنه تحت قيادة ديكتاتور وطاغية وظالم نهب اموال الشعب ولم يقدم له شئ سوي الفقر والمرض 30 سنه تعد الاسوأ في تاريخ مصر 30 سنه لم ير فيها هذا الفريق للرئيس مبارك اي شئ ايجابي بل حول فترة حكم الرئيس مبارك الي فترة شديدة السواد عانت فيها البلاد من ويلات فاقت ويلات الحروب والدمار حتي سمعنا من يقول ليت مبارك وجه الضربه الجوية لمصر وحكم اسرائيل ووصل الامر بهذا الفريق ان استخدم كل الاساليب القذرة لهدم تاريخ الرجل وتجريده من كل انجازاته حتي تلك الثابته والتي  لا يتخلف عليها اثنان كدوره في حرب السادس من اكتوبر .

   ولقد رأينا العجب العجاب من هذا الفريق الذي راح يهين الرئيس مبارك بابشع الالفاظ واسوا العبارات فرأينا من هؤلاء من اتخذ من كلمة مخلوع كلمة يرددها في كل وقت وحين بداع وبغير داع رأينا ايضا من اتخذ من الرسوم الكاريكاتيرية وسيلة لتشويه صورة مبارك في شئ اقل ما يوصف به انه سفاله وانحطاط اخلاقي ليس له مثيل رأينا ايضا من هؤلاء الفريق فاسدين وهذا اقل ما يقال عليهم خرجوا علينا لينعتوا مبارك بالفساد رأينا وللاسف رجال دين نسوا تعاليم دينهم فخرجوا يتهمون الرجل بغير دليل خرجوا يحرضون الشعب ضده ويحثونه علي الانتقام منه ووصل الامر بالبعض ان كفره والعياذ بالله في تجاهل واضح لتعاليم ديننا التي  تحثنا علي احترام الكبير والرحمة والتسامح والصفح في تجاهل واضح لتلك التعاليم التي تنهانا عن اتهام الناس بغير دليل التي تنهانا عن الخوض في الاعراض وعن السب والشتم والبذاءة بكل اصنافها .

   في ظل كل هذا ظهر الفريق الاخرالذي  شق علي نفسه ان يري كل هذا الظلم تجاه رجل تخلي تاركا السلطة حقنا للدماء المصريه التي عاش محافظا عليها شق عليه ان يهان رجل تجاوز الثمانين من العمر امضي منها اكثر من 60 عاما في خدمة مصر وشعبها خرج هذا الفريق المدافع الذي رفض السب والاهانة والشتم رفض الجحود ونكران الجميل رفض ان يهان رجل ظل زعيما لامة لسنوات صنع الكثير من قراراتها وساعدها علي التخلص من الكثير من ازماتها كان كبيرها الذي يرجع اليه كان صوت حكمتها الذي تستمع اليه كان الانسان المخلص لوطنه ولابناء امته حمل همومهم علي اكتافه لسنوات سعي قدر الاستطاعة ان يجنبهم مخاطر التدخل الخارجي وفرض النفوذ فلم يكن مجرد رئيس دوله بل كان اكبر من ذلك عاش كبيرا في المكانة  والمقام عاش بقلب يحمل الحب لكل ابناء الوطن عاش مضحيا بحياته من اجل وطنه فرهن نفسه له وكان علي اتم استعداد ان يقدم روحه ثمنا لحياة الوطن وهكذا فعل عندما ترك حكم ظل فيه لسنوات وسنوات دون ادني مقاومه ليس عن ضعف ولكن عن حب ووفاء ترك الحكم وقبل بان يحاكم ويوضع سجينا خلف القبضان بعد كل هذه الرحلة من العطاء

   لكل هذا خرج هذا الفريق يدافع عن هذا الرجل الذي تحجرت تجاهه القلوب فصارب اقسي من الحجر فها هو يتألم ويشتد عليه الالم ومن من رحمة ها هو يعاني ويقاسي في تلك الغرفة التي وضعه فيه شعبه سجينا وهو من اعاد اليهم حريتهم فلم يذكروا له شئ يشفع له حتي وان كان قد اخطأ علي الرغم ان ما يشفه له كثير خرج هذا الفريق يدافع خرج ليقول كلمة حق عجزت الكثير من الالسنه عن النطق بها .

  وهكذا كان الفريقان فريق اتخذ من الهجوم علي مبارك طريق سلكه ففعل كل ما استطاع ليحقق ما يصبو اليه حتي وان كان علي حساب الاخلاق والادب وفريق اخر راح يدافع ويقول كلمة حق وسط محيط من النفاق والزيف والتشويه خرج يقول كلمة حقه لعله  يوقظ الضمائر التي ماتت وما بين هؤلاء وهؤلاء نسينا من يكون مبارك فمن بالغوا في سبه لم يكلفوا انفسهم ان يعودوا الي التاريخ ليقرءوا ما قدم مبارك لمصر وكيف كانت مصر عندما تولاها وكيف اصبحت فراينا من هم في العشرينات يتحدثون عن ظلم مبارك وسنوات حكمه الفاسده اما الكبارمنهم فساروا خلفهم واماتوا ضمائرهم وسارعوا ليحجزوا لهم مكانا في الزمن الجديد حتي وان كان هذا علي حساب تاريخ رجل افني العمر من اجل وطنه هؤلاء سكتوا عن كلمة الحق ولم ينطقوا بها واصبحوا كغيرهم يسبون ويهينون االزمن وكانهم ليسوا جزء منهم وهؤلاء هم اضل سيبلا لانه يعرفون الحقيقة وينكرونها يعرفون الحق ويكتمونه

    اما من دافعوا فكان اكثرهم لا يملكون الخبرة او المعرفة ويجهلون الكثير من انجازات الرجل فراحوا يذكرون القليل من الكثير الذي قدمه  فلم يوفوه حقه ولكن لا الوم علي  هؤلاء فان كانوا قد  افتقدوا  المعرفة والخبرة بتاريخ مبارك الطويل فاغفلوا الكثير مما انجز فيكفيهم انهم اصحاب ضمائر حيه وقلوب رحيمة صادقة لا تعرف النفاق او الرياء لذلك لا اجد نفسي امتلك القدرة لالومهم لانهم فعلوا ما لم  يستطع ان يفعله الكثيرون تحدثوا وقت ان صمت الجميع رفعوا اصواتهم بكلمة حق وقت ان خاف الكثيرون من مجرد الهمس بها .

   ولكن وفي ظل افتقاد المدافعين المعرفة الكافية بكل انجازات مبارك لانها ليس بالقليلة وفي ظل هجوم المهاجمين الذين اتخذوا الهجوم طريق ساروا فيه اعمي اعينهم واصم اذانهم فساروا في طريقهم  لا يحركهم سوي الانتقام والغل مسلحين بسلاح الجهل عندما راحوا يحكمون علي زمن بانه كله فساد وقهر ومرض دون ان يكلفوا انفسهم بالبحث والتحقق مما يقولون فاصبحنا نستمع الي نسب يضعها اصحابها وفق الهوي وللاسف يجدون من يصدقونهم ويسيرون خلفهم في ظل هذا وذاك ظلم مبارك ولم يوف حقه كرجل قيل عنه انه اعاد بناء مصر من جديد في تلك الفترة التي نعتت بكل الصفات السئية التي لم ينعت بها زمن من قبل .لم يوف مبارك حقه فسمح بان يعامل بتلك الطريقة في اخر ايامه سمح بان يهان ويسب ويترك فريسة للمرض سمح بان يشوه تاريخه ممن لا يعلمون عن التاريخ شئ سمح بان يتحمل وحده التضحية من اجل الوطن سمح بان تسرق انجازاته وتنسب لغيره سمح بان يهان زعيم الامة ورئيس اكبر دولة عربية حير  الدنيا بحكمته وخبرته .

   لذلك علي الجميع ان يدرك من هو مبارك من هو هذا الرجل الذي يفعل معه ما يفعل الان علينا ان ندرك قبل فوات الاوان واقسم ان كل من اهان مبارك لن يفلت من عقاب الله وستأكل قلبه الحسرة والندم علي ما فعله معه وسيأتي الوقت الذي يندم فيه الجميع ممن اهانوا مبارك بهذه الطريقة ولكن اخشي ان يأتي هذا الوقت بعد فوات الاوان والي ان يأتي هذا الوقت علي الجميع ان يعلم ان مبارك هرم كبير من يدافعون عنه لم ينتهوا بعد من بلوغ حجر من أحجاره ومن يهاجمونه لم يصل هجومهم خدش في هذا الهرم الكبير وسيتلاشي هذا الخدش مع الزمن ويتلاشي من صنعه ويبقي الهرم شامخا ابيا شاهدا علي ان لمصر ابناء ضربوا أروع الامثلة في العطاء والتضحية من أجلها

الكاتبة \سلوي أحمد .

CONVERSATION

0 comments: