فلسطين في الامم المتحدة/ سري القدوة

إن ما تقوم به دولة فلسطين في الأمم المتحدة من طلب الاعتراف بها كدولة غير عضو بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، هو محاولة لإنقاذ حل الدولتين وان قبول فلسطين عضوا مراقبا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يفسح المجال لنا للانضمام إلى المنظمات الدولية ورفع مكانة فلسطين في إطار هذه المنظمات إلى عضو كامل العضوية يتمتع بكافة الامتيازات والحقوق والواجبات.
وتضم الأمم المتحدة 193 دولة عضو يحق لهم التصويت على القرار بالإيجاب أو الرفض أو الامتناع.
 وقد صوتت 138 دولة تصوت لصالح فلسطين و9 دول ترفضها و41 دولة تمتنع عن التصويت .. وبهذا تصبح فلسطين عضو مراقب في الامم المتحدة ومثل وفد فلسطين الرئيس محمود عباس بنفس اليوم الذي اعتمد للتضامن مع الشعب الفلسطيني .. يوم صدور قرار التقسيم عام 1947، الذي حددته الامم المتحدة لاحقا (عام 1977) يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
أن العالم أدرك مجددا أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وان حلها حلا عادلا وشاملا، هو المدخل الحقيقي لتحقيق السلام والأمن الدائم في المنطقة، وان كل محاولات الاحتلال لفرض الحلول المؤقتة أو أي حلول أخرى، كلها مرفوضة من قبل الشعب الفلسطيني المتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس والحل العادل لقضية اللاجئين وفق القرارات الدولية، وأن على الإدارة الأمريكية وعلى الجهات الدولية المختلفة أن تعيد حساباتها من جديد ..
وإنصافا لهذا الرجل الذي يعمل بصمت.. إنصافا للرئيس القائد محمود عباس رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية والقائد العام لحركة فتح وإنصافا للحقيقة ومن اجل وضع النقاط علي الحروف , وفي ظل غياب الأعلام الفلسطيني الرسمي وصمته تجاه مواقف الرئيس ابو مازن التي نحترمها أردت هنا وفي عجالة تسليط الضوء علي مجمل الخطوات الهامة والواثقة والتي عمل الرئيس محمود عباس علي انتهاجها من اجل فلسطين الدولة المستقلة والقدس عاصمتها , ومع إصرار الولايات المتحدة الأمريكية علي مهادنة الموقف الإسرائيلي تجاه عملية السلام..
فأننا هنا أردنا التعبير عن تقديرنا لجهد الرئيس محمود عباس الذي يعمل بكل طاقاته لتحقيق السلام ويده ممدودة وبصدق لصناعة السلام العادل والشامل والمبني علي الاعتراف بحقوق شعبنا وفي مقدمتها حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. !!
ان مواقف الرئيس محمود عباس تجاه عملية السلام مواقف كانت واضحة وثابتة وتعبر عن شعبه وعن مواقف فصائله فهو الرئيس المنتخب وصاحب أول تجربه انتخابيه حرة نزيه في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وهو ابو الديمقراطية والحوار والسلام , ولكن الحقيقة واضحة هنا بان الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يرفض السلام ويقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي موقف همجي رافض الاعتراف باستحقاقات السلام متسمرا في بناء المستوطنات ومصادرا للأراضي قامعا ومنتهكا حقوق الإنسان الفلسطيني رافضا إطلاق سراح الأسرى ومستمرا في التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة الي أراضيهم .
الرئيس ابو مازن في الامم المتحدة  فهو الذي يناضل من اجل شعب فلسطين والسلام العادل والشفافية المطلقة والذي يعمل مع المجتمع الدولي لتحقيق سلام عادل قائم علي وحدة الموقف الفلسطيني ووحدة التصور الفلسطيني لمستقبل عملية السلام .
الرئيس ابو مازن في الامم المتحدة  فهو الرئيس الأوحد في المنطقة العربية الذي يصارح شعبه بالحقيقة ويقول لشعبة كل ما يجري من مستجدات أول بأول ويكون علي خط مباشر وساخن مع شعبه وينقل الحقائق بشكل مجرد وبدون تجميل .
الرئيس ابو مازن في الامم المتحدة  فهو الذي وقف مدافعا عن شعبنا وحق العودة وقال هذا الحق مكفول لكل فلسطيني ووقف يدافع عن حقوق شعبنا مؤكدا ان الدولة الفلسطينية ستري النور قريبا .
الرئيس ابو مازن في الامم المتحدة  ويكشف وجهة الاحتلال المحرض الأكبر ضد شعبنا وان الاحتلال هو من يتنكر لاستحقاقات عملية السلام وان من يقمع شعبنا ويحيك المؤامرات ضدنا هو الاحتلال , وان من يغذي الانقلاب ويعمل من اجل إطالة عمرة هو الاحتلال وان من يرفض السلام والاعتراف بشعبنا هو الاحتلال وان من يتنكر لشعبنا ويرفض إطلاق سراح الأسرى هو الاحتلال .
الرئيس ابو مازن في الامم المتحدة  ولا يخادع شعبه وإنما حرص دوما علي قول الحقيقة ليس لشعبه فقط بل للعالم اجمع فهو من يحمل راية الكفاح وهو المناضل وابن فلسطين الذي يدافع عن حقوق كل فلسطيني أينما كان ويحمي شعبه ويحرص علي صناعة السلام .. سلام مبني علي العدل وحقوق شعبنا فهو الرئيس الواضح وضوح الشمس لا يخادع.. ومواقفه واضحة وقوية وكان دائما وسيبقي يقول للعالم كما قال الرئيس ياسر عرفات لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي فهو يدافع عن حقوق شعبنا ومستقبله السياسي.
أننا نستغرب قيام البعض بإثارة الفتن والقفز عن الشعب الفلسطيني وقيادته وعن استحقاقات المصالحة وإصدار بيانات الفتنة والعار من قبلهم والتشكيك بالرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية وادعائهم أنهم يمثلون الشباب الفلسطيني .. وادعائهم أنهم يتبنون مواقف الشباب وثورته التي تسهم  في إنهاء الانقسام والعدوان فإننا نقول لهم أن مواقفكم خارج نطاق الصف الوطني .. واليوم سقطت عوراتكم وأصبحت مؤامراتكم واضحة , فلا مجال هنا لتشكيك بالوحدة الفلسطينية ولا مجال أيضا للقفز عن القيادة الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية التي هيا الدولة وليست حزبا بالدولة .
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
www.alsbah.net

CONVERSATION

0 comments: