لدي صديقيين عزيزين، واحد منهم فتحاوي حتي النخاع والثاني حمساوي إلي حد أبعد من النخاع۔ نجتمع علي الدوام رغم الخلاف العميق بينهما، صديقي من حركة فتح لا يكل ولا يمل في قذف حماس وصديقي من حركة حماس لا تفرغ جعبته هو الآخر من قذف لحركة فتح وتسفيه لأحلامهم، المهم، كنا قبل الإنقسام نقوم بدفع حساب الكافيه الذي نجتمع فيه بالتناوب بمعني أن يدفع الفتحاوي مرة ثم الحمساوي مرة ثانية وأدفع أنا في المرة الثالثة حتي وقع الإنقلاب وأصبح صديقي من حركة حماس يرفض رفضاً باتاً أن يدفع الحساب صديقنا من حركة فتح وصديقنا من حركة فتح يرفض أن يدفع الحساب صديقنا من حركة حماس. أظنكم عرفتم من أصبح يدفع الحساب في كل مرة ... أنا.
كنت أحس في بعض الأحيان أنني أصبحت كالشعب الفلسطيني وأنني سقطت ضحية لخلاف أعز صديقين لدي وأنني أدفع فاتورة خلافهما هذا. لم أمانع كما لم يمانع الشعب الفلسطيني، كل هذا علي أمل أن نصل ألي حل لهذه المشكلة في يوم من الأيام. وكما يحاول قادة فتح وقادة حماس أن يستميل كل طرف الشعب الفلسطيني نحو حركتهم، وجدت نفسي في حلبات شد وجذب بين صديقي من حركة فتح وصديقي من حركة حماس. كنت بدبلوماسية أحياناً وأحياناً أخري بطوشه أرفض رفضاً باتاً الرضوخ لأي من الصديقين. وكما لا تملان الحركتان علي أرض الواقع الفلسطيني في محاولات حثيثة علي إستمالة الشعب الفلسطيني كذلك وجدت نفس وذات التصميم من صديقي الفتحاوي وصديقي الحمساوي.
وبالطبع عندما أكتب مقالاً أقدح فيه حركة فتح يأتيني هاتف من صديقي الفتحاوي حتي ولو كانت الساعة الرابعة صباحاً وكذلك الحال إذا كتبت مقالاً أفند فيه أخطاء حركة حماس. ورغم إجتماعاتنا نحن الثلاثة في كافيهات مختلفة إلا أن كل منهما في كل إجتماع لنا يوجه الكلام إلي علي أساس أن الحديث لك يا جارة. لنا علي هذا الحال منذ وقوع الإنقسام وعندما هجمت إسرائيل علي قطاع غزة أعطاني صديقي من حركة فتح شيك بمبلغ محترم لأعطيه لصديقي من حركة حماس بما أنه الذي يقوم بحملة دعم لقطاع غزة والذي يجلس علي بعد خمسين سنتيمتراً وهو عرض الطاولة التي نجلس عليها نحن الثلاثة فأقوم بدوري بمناولة الشيك لصديقي من حركة حماس وكذلك أقوم بمناولة شيك من صديقي من حركة حماس لصديقي من حركة فتح عندما يكون هناك حملة لمساندة الأقصي الشريف. غريب والله أمر هذين الصديقين وغريب أمري أنا الذي يختالني شعور أنني طرطور بين هذين الصديقين. أجد نفسي في بعض الأحيان مصب غضب كلا الطرفين من الآخر فيقاطعني أحدهما عدة أيام ثم يعود معتذراً يسألني عن أحوالي وعن أحوال صديقنا الثالث وبدوري أقوم بمحاولات لتقريب وجهات النظر وأجد نفسي في آخر المطاف أدفع فاتورة الحساب من جديد.
قررت أن أقاطع كلا الصديقين، أتجاهل المكالمات الهاتفيه من صديقي الفتحاوي وأتجاهل الرسائل الإلكترونية المتكررة من صديقي الحمساي، هكذا حتي قرر الإثنان مهاجمة مقر إقامتي. وجدت الإثنان يقفان أمام باب المنزل كل منهما يعطي ظهره إلي الآخر. نظرت إليهما وقلت بالله عليكما ألا تستحيان من ما يفعله كل منكما بالآخر؟ جمعتكما فكرة زيارة صديق لكما ولم تجمعكم فكرة أنكما صديقين منذ الأساس؟ ما هذا الذي يحدث لنا ولشعبنا الفلسطيني والذي هو أنت وأنت وملايين من شعبنا الفلسطيني يقفون لبعضهم وقفتكم تلك؟ وبحركة طفولية أشار كل منهما إلي الآخر وقالا في نفس اللحظة هو الذي إبتداء الخلاف.
جلسنا ثلاثتنا بداخل المنزل وقلت ليس مهماً من منكما بداء الخلاف، ما ذنبي أنا وما ذنب الشعب الفلسطيني؟ تعلمان أنني أحبكما بنفس الدرجة وكذلك يحب الشعب الفلسطيني الحركتين التي أنتما منها بنفس المقدار. من العيب علينا أن نختلف علي طاولات الكافيهات وكان علينا أن نجتمع في بيت واحد ومهما صدر منا وعنا كان من الواجب أن يكون خلافنا في دار واحدة وتحت سقف واحد. كان رد الطرفين شبه معروف وهو إستحالة الإجتماع في بيت واحد وتحت سقف واحد. أجبت ولماذا يستحيل هذا الأمر؟
قال الذي من حركة فتح نحن من أطلقنا المقاومة ونحن من خلق الدولية للقضية الفلسطينية وجعلنا لها سلطة وطنية علي أرض فلسطينية ونحن من أعطي الفرصة لحماس ولغير حماس أن تتسلح وكنا نحسب أن تسلحهم هذا لمواصلة كفاح ونضال جديد وإذا بهم يتسلحون ليحاربونا ويسلبونا كل ما حققناه لنا جميعاً۔ قاطعه صديقي من حركة حماس قائلاً عن أي كفاح مسلح تتحدث؟ عن الذي مارستموه في عمان أم ذاك الذي كان في لبنان؟ وعن أي سلطة فلسطينية تتحدث؟ عن سلطة أتت بمقاتلين ومرتزقة ليستولوا علي المناصب والأموال، سلطة مخمورة وحتي الثمالة بفكر دويلة مشوهة المعالم والحدود. هب صديقي من حركة فتح قائلاً أين كانت حركتكم وماذا فعلت في بدايات الثورة الفلسطينية؟ أين كنتم وماذا كنتم تفعلون؟ لماذا لم تنخرطوا معنا وقلتم كلمتكم وتوكلتم علي الله أم كنتم شيطان أخرس؟ تتحدثون عن أخطاء لنا وما سمعنا لكم صوتاً حتي قمنا بخلق الأرضية المناسبة لحركتكم وإذا بكم بعد خرسكم بلابل تغردون. تطاير الشرر من عيون صديقي الحمساوي والدماء تكاد تقفز من عروق رقبته وهي تفور قائلاً لله دركم كم أنتم مخادعون لا ينظم إلي منظمتكم إلا كل قابض لدولاراتكم وبها مفتون تم إقصائنا بناء علي أوامر أتتكم من عبد الناصر المجنون قال لكم أن لا ينضم إلي منظمتكم أي من الإخوان المسلمون ولم نكن منهم ولا إخوان لهم ولكن كنا مسلمون ملتزمون قبضتم تبرعاتنا ورسوم تجديد إقاماتنا وقمتم بصرفها في بيوت الدعارة والمجون عملاء لإسرائيل منذ كفاحكم المسلح المزعوم وأجلستم كل معارض لكم علي خوازيق ثقبت ضحاياكم من المؤخرة وحتي خرجت من البلعوم وقمنا بإنتخاب رئيس من منظمتكم ولما أتتنا رئاسة الوزارة أبيتم علينا رغبة الشعب وجن منكم جنون كل مجنون فقررنا أن لكل قطاع غزة منكم ومن حركتكم محررون. رد عليه صديقي الفتحاوي بل أنتم منقلبون نكلتم بأبناء حركتنا وكأنهم من أبناء صهيون وأين جهادكم في سبيل الله المزعوم هاهي إسرائيل أمامكم أرونا ماذا أنتم بها فاعلون، تذرون الرماد في العيون في خطابات رنانة تمليها عليكم إيران بالتليفون وبها علي الشعب في غزة في خطب الجمعة تخرجون، نحن قوم محنكون نعلم في أمور السياسة ما لا تعلمون.
كانت نتيجة كل هذا الشرر المتطاير من العيون أن لطم أحدهم الآخر وتعالي الصراخ وإذا بالجيران يتصلون بقوات الشرطة والقانون وقامت بإقتيادهما إلي مقر الشرطة لمعرفة من هو الجاني الحقيقي حيث أن كلاهما سالت الدماء لديه من الفم ومنطقة الحاجب من العيون. ذهبت لزيارتهما في السجون أنظر إلي حالهما قائلاً لهما لم يصلني من حركة فتح أو حركة حماس من يدافع عنكما، ثم ذهبت إلي شباك دفع الكفالات ودفعت الفاتورة كالعادة كما يدفع فاتورة حركة فتح وحركة حماس الشعب الفلسطيني ودموعي تسيل من العيون ...
- لوس أنجليس
كنت أحس في بعض الأحيان أنني أصبحت كالشعب الفلسطيني وأنني سقطت ضحية لخلاف أعز صديقين لدي وأنني أدفع فاتورة خلافهما هذا. لم أمانع كما لم يمانع الشعب الفلسطيني، كل هذا علي أمل أن نصل ألي حل لهذه المشكلة في يوم من الأيام. وكما يحاول قادة فتح وقادة حماس أن يستميل كل طرف الشعب الفلسطيني نحو حركتهم، وجدت نفسي في حلبات شد وجذب بين صديقي من حركة فتح وصديقي من حركة حماس. كنت بدبلوماسية أحياناً وأحياناً أخري بطوشه أرفض رفضاً باتاً الرضوخ لأي من الصديقين. وكما لا تملان الحركتان علي أرض الواقع الفلسطيني في محاولات حثيثة علي إستمالة الشعب الفلسطيني كذلك وجدت نفس وذات التصميم من صديقي الفتحاوي وصديقي الحمساوي.
وبالطبع عندما أكتب مقالاً أقدح فيه حركة فتح يأتيني هاتف من صديقي الفتحاوي حتي ولو كانت الساعة الرابعة صباحاً وكذلك الحال إذا كتبت مقالاً أفند فيه أخطاء حركة حماس. ورغم إجتماعاتنا نحن الثلاثة في كافيهات مختلفة إلا أن كل منهما في كل إجتماع لنا يوجه الكلام إلي علي أساس أن الحديث لك يا جارة. لنا علي هذا الحال منذ وقوع الإنقسام وعندما هجمت إسرائيل علي قطاع غزة أعطاني صديقي من حركة فتح شيك بمبلغ محترم لأعطيه لصديقي من حركة حماس بما أنه الذي يقوم بحملة دعم لقطاع غزة والذي يجلس علي بعد خمسين سنتيمتراً وهو عرض الطاولة التي نجلس عليها نحن الثلاثة فأقوم بدوري بمناولة الشيك لصديقي من حركة حماس وكذلك أقوم بمناولة شيك من صديقي من حركة حماس لصديقي من حركة فتح عندما يكون هناك حملة لمساندة الأقصي الشريف. غريب والله أمر هذين الصديقين وغريب أمري أنا الذي يختالني شعور أنني طرطور بين هذين الصديقين. أجد نفسي في بعض الأحيان مصب غضب كلا الطرفين من الآخر فيقاطعني أحدهما عدة أيام ثم يعود معتذراً يسألني عن أحوالي وعن أحوال صديقنا الثالث وبدوري أقوم بمحاولات لتقريب وجهات النظر وأجد نفسي في آخر المطاف أدفع فاتورة الحساب من جديد.
قررت أن أقاطع كلا الصديقين، أتجاهل المكالمات الهاتفيه من صديقي الفتحاوي وأتجاهل الرسائل الإلكترونية المتكررة من صديقي الحمساي، هكذا حتي قرر الإثنان مهاجمة مقر إقامتي. وجدت الإثنان يقفان أمام باب المنزل كل منهما يعطي ظهره إلي الآخر. نظرت إليهما وقلت بالله عليكما ألا تستحيان من ما يفعله كل منكما بالآخر؟ جمعتكما فكرة زيارة صديق لكما ولم تجمعكم فكرة أنكما صديقين منذ الأساس؟ ما هذا الذي يحدث لنا ولشعبنا الفلسطيني والذي هو أنت وأنت وملايين من شعبنا الفلسطيني يقفون لبعضهم وقفتكم تلك؟ وبحركة طفولية أشار كل منهما إلي الآخر وقالا في نفس اللحظة هو الذي إبتداء الخلاف.
جلسنا ثلاثتنا بداخل المنزل وقلت ليس مهماً من منكما بداء الخلاف، ما ذنبي أنا وما ذنب الشعب الفلسطيني؟ تعلمان أنني أحبكما بنفس الدرجة وكذلك يحب الشعب الفلسطيني الحركتين التي أنتما منها بنفس المقدار. من العيب علينا أن نختلف علي طاولات الكافيهات وكان علينا أن نجتمع في بيت واحد ومهما صدر منا وعنا كان من الواجب أن يكون خلافنا في دار واحدة وتحت سقف واحد. كان رد الطرفين شبه معروف وهو إستحالة الإجتماع في بيت واحد وتحت سقف واحد. أجبت ولماذا يستحيل هذا الأمر؟
قال الذي من حركة فتح نحن من أطلقنا المقاومة ونحن من خلق الدولية للقضية الفلسطينية وجعلنا لها سلطة وطنية علي أرض فلسطينية ونحن من أعطي الفرصة لحماس ولغير حماس أن تتسلح وكنا نحسب أن تسلحهم هذا لمواصلة كفاح ونضال جديد وإذا بهم يتسلحون ليحاربونا ويسلبونا كل ما حققناه لنا جميعاً۔ قاطعه صديقي من حركة حماس قائلاً عن أي كفاح مسلح تتحدث؟ عن الذي مارستموه في عمان أم ذاك الذي كان في لبنان؟ وعن أي سلطة فلسطينية تتحدث؟ عن سلطة أتت بمقاتلين ومرتزقة ليستولوا علي المناصب والأموال، سلطة مخمورة وحتي الثمالة بفكر دويلة مشوهة المعالم والحدود. هب صديقي من حركة فتح قائلاً أين كانت حركتكم وماذا فعلت في بدايات الثورة الفلسطينية؟ أين كنتم وماذا كنتم تفعلون؟ لماذا لم تنخرطوا معنا وقلتم كلمتكم وتوكلتم علي الله أم كنتم شيطان أخرس؟ تتحدثون عن أخطاء لنا وما سمعنا لكم صوتاً حتي قمنا بخلق الأرضية المناسبة لحركتكم وإذا بكم بعد خرسكم بلابل تغردون. تطاير الشرر من عيون صديقي الحمساوي والدماء تكاد تقفز من عروق رقبته وهي تفور قائلاً لله دركم كم أنتم مخادعون لا ينظم إلي منظمتكم إلا كل قابض لدولاراتكم وبها مفتون تم إقصائنا بناء علي أوامر أتتكم من عبد الناصر المجنون قال لكم أن لا ينضم إلي منظمتكم أي من الإخوان المسلمون ولم نكن منهم ولا إخوان لهم ولكن كنا مسلمون ملتزمون قبضتم تبرعاتنا ورسوم تجديد إقاماتنا وقمتم بصرفها في بيوت الدعارة والمجون عملاء لإسرائيل منذ كفاحكم المسلح المزعوم وأجلستم كل معارض لكم علي خوازيق ثقبت ضحاياكم من المؤخرة وحتي خرجت من البلعوم وقمنا بإنتخاب رئيس من منظمتكم ولما أتتنا رئاسة الوزارة أبيتم علينا رغبة الشعب وجن منكم جنون كل مجنون فقررنا أن لكل قطاع غزة منكم ومن حركتكم محررون. رد عليه صديقي الفتحاوي بل أنتم منقلبون نكلتم بأبناء حركتنا وكأنهم من أبناء صهيون وأين جهادكم في سبيل الله المزعوم هاهي إسرائيل أمامكم أرونا ماذا أنتم بها فاعلون، تذرون الرماد في العيون في خطابات رنانة تمليها عليكم إيران بالتليفون وبها علي الشعب في غزة في خطب الجمعة تخرجون، نحن قوم محنكون نعلم في أمور السياسة ما لا تعلمون.
كانت نتيجة كل هذا الشرر المتطاير من العيون أن لطم أحدهم الآخر وتعالي الصراخ وإذا بالجيران يتصلون بقوات الشرطة والقانون وقامت بإقتيادهما إلي مقر الشرطة لمعرفة من هو الجاني الحقيقي حيث أن كلاهما سالت الدماء لديه من الفم ومنطقة الحاجب من العيون. ذهبت لزيارتهما في السجون أنظر إلي حالهما قائلاً لهما لم يصلني من حركة فتح أو حركة حماس من يدافع عنكما، ثم ذهبت إلي شباك دفع الكفالات ودفعت الفاتورة كالعادة كما يدفع فاتورة حركة فتح وحركة حماس الشعب الفلسطيني ودموعي تسيل من العيون ...
- لوس أنجليس
0 comments:
إرسال تعليق