الدين والسياسة/ محمد محمد على جنيدي

الخلط بين السياسة والدين، أمرٌ غاية التعقيد، وهو الذي من أجله نشأ الفكر العلماني والليبرالي واليساري أيضا، تكمن المشكلة عندما يستخدم الدين في تحقيق مصالح سياسية لا تتفق مع مبادئه وقيمه أو عندما يعكس بعض أعضاء تيار الإسلام السياسي سلوكا يصطدم بأخلاقيات الدين!، فتكون المحصلة رفض الرأي العام فكرة إنزال الدين بقداسته، لساحات من صراع المصالح التي لا تقف كثيرا عند ما هو شرعي وغير شرعي، والتاريخ يحفظ لنا مشاهد متكررة لهذا الصراع في أزمنة متعاقبة، وأرى أن أفضل الحلول لإحداث شيئا من التوافق وإيجاد بعدا آخر يمكن أن يقلص من تكرار مشاهد الاشتباك والارتباك.. هو فكرة أن يتقبل أصحاب فكرة (  الإسلام السياسي ).. العمل في هذا المناخ وفق مرجعية المبادئ الإسلامية التي لا يختلف عليها أحد، أما وإدخال الدين في تفاصيل التفاصيل!، فأعتقد أن الإسلاميين أنفسهم سيختلفون فيما بينهم على ذلك، ويرجع السبب في ( المعتقد ) حسبما يراه كل منهم وينحاز له دون قبول حقيقي للفكر المقابل، هذا واقعٌ نشهد به ونقرأ عنه في التاريخ.. على الرغم أن الدين الإسلامي ذاته يتسع في كل ما هو متصل بالدنيا إقتصاديا وسياسيا وعسكريا وخلاف ذلك ليتقبل الرأي والرأي الآخر، وله في فقه المقاصد باعٌ كبير - الأهم دائما - في هذا الدين العظيم أنه يرفض بشكل قطعي تلك المصالح التي تقطف ثمارها بإضرار الآخرين أو التي تصطدم مع تحقيق مبادئه.

CONVERSATION

0 comments: