ردا علي ماقام به الداعية الاسلامي ابو اسلام من تمزيق الكتاب المقدس امام رؤوس الاشهاد والتفوه عليه باسفل الالفاظ وهو داعية اقول له لم تات بشئ جديدا لقد تعودنا هذه الامور منذ زمن بعيد وقريب وجيناتك تؤكد مافعلته انك خير خلف لخير سلف وسوف احرص علي الرد في عدة مقالات عن حراقين الكتب ثم اتناول الانجيل تاريخيا وستندهش كثيرا كم المعلومات التوثيقية مقابل كم الجهل الذي تتمرمغ فيه .
ولايهمني ان تقرا مقالاتي فانت لاتقرا سوي الكتب التي تؤهلك علي الاعتداء علي الغير وتملا قلبك بالحقد والغل وماتجنيه من الاموال البترودولارية ,اما الكتب الاخري لااظن انك تفهمها لان ليس كل لديه عقلا يفهم وليس كل من يملك عيونا له بصيرة..... وبداية ان الانجيل الذي مزقته متخيلا بجهل انك تهين الاقباط فهو الجهل بعينه فقد لفظك كثير من الاخوة المسلمين وامطروك بوابل من الاهانات لان مافعلته اهانة للمسلمين وليس للمسيحيين.
اما بالنسبة لنا لانحفظ الكتاب المقدس ونردده كالبغبغاء بل نقرأه بتعقل ونفهمه بتأمل, فلا يبرح من عقولنا ويكون خاتما علي قلوبنا ونعمل بوصايا الرب من خلاله ,وكما يقول المثل العلم في الراس وليس في الكراس و اما التمزيق او الحرق لا يقضي الا علي ورق فقط وليس علي المعني وجوهر الكتاب ولا تستطيع ان تمس تعاليم ووصايا الرب مهما ناصبتوه العداء واعددتم له الحرب الضروس عليه واقرأ التاريخ الذين تصدوا للكتاب المقدس انتهوا من الوجود وبقي الكتاب المقدس شامخا بتعاليمه السامية ينشر المحبة والسلام في ربوع العالم كله .
اسوق لك هذه الاية وارجو ان تفهمها جيدا يقول الرب: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر بل أريكم ممن تخافون : خافوا من الذي بعدما يقتل، له سلطان أن يلقي في جهنم. لو 4:12
ولو طبقنا هذه التعاليم الراقية علي هذا الفعل فان الجسد كالورق لانخاف من حرقه ولاقيمة له امام التعاليم التي تؤدي الي الابدية السعيدة وهنا نخاف الا نعمل بالتعاليم المقدسة فلا يكون لنا النصيب الصالح والتي هي بمثابة تعاليم وجوهر الكتاب وليس الورق الذي مزقته او حرقته ..ومافعلته من سلوك بذئ نحو الكتاب المقدس لايهمنا كثيرا, وهذه شيمتك منذ بدأت دعوتك لاعلاء كلمة الاسلام علي اساس اهانة عقائد الاخر والازدراء بمعتقداته وهم يزدادون ايمانا وتمسكا بعقيدتهم رغم محاربة الشيطان علي مر العصور .
ان الكتاب المقدس يتقدس بكلمات الرب التي في قلوبنا وليس في كتابنا وعندما يلحق الكتاب القدم من دوام قراءته والاهتمام بدرسته نقوم بحرق القديم وهل بذلك نكون مسسنا بالتعاليم المقدسة ام بالورق فقط
وانهي هذه الفقرة بان المطابع المخصصة بطبع الكتاب المقدس تعمل باجتهاد بطبعه باكثر من الف وخمسمائة لغة ولهجة واذا حرقت كتاب او الف يوجد ملايين الملايين يطبع كل يوم ويوزع بالمجان الي كل العالم ...هل حاولت مرة قراءته لتعرف مابه حتي علي سبيل التهجم عليه ..انصحك قراءته بفهم !!!!
ادهشك بشئ عن الكتاب المقدس قال فولتير الفيلسوف والمفكر الفرنسي الذي عاش في نهاية القرن السابع عشر وعرف باسمه المستعار (فولتير) أحد أعمدة التنوير في أوروبا
وهو احد الفلاسفة والعلماء الذين قادوا حملات التشكيك والهجوم ضد الكتاب المقدس وقال لن يمر هذا القرن الا ويختفي الكتاب المقدس من الوجود , واللطيف في الأمر أن فولتير إنتهت حياته وخاب أمله، والمنزل الذي قاد منه الهجوم على الكتاب المقدَّس، أصبح مطبعة يطبع فيها الكتاب المقدس....وياعالم ...لكن الفرق بين عالم وجاهل
دعنا نتناول حرق الكتب او تمزيقه من خلال كتاب فريد المقام بين كتب التاريخ القليلة التي تهتم بالمعقول من السرد وليس المنقول الذي يعتبر اجترارا والكتاب بعنوان (حرق الكتب في التراث العربي ) لمؤلفه الكاتب الجليل (ناصر الحزيمي)؛ وكان يمتهن الكتابة محررا في جريدة الرياض في جدة. الكاتب (ناصر الحزيمي) راد طريقا وعرا لم يرتاده رائد في التاريخ من قبله، وكلما وردنا في التاريخ في تدمير الكتب انما كانت شذرات عابرة، وربما يفتح المؤلف فيه بابا كان (تابو) محرم اذ يدعو انه لايمكن للعرب ان يحرقوا كتبا!!!.
ذكرت في كُتب القدامى شذرات عابرات في حروق الكتب وتدميرها لكن لم يأت قبله في زماننا باحث جمع فيه ما جمعه (ناصر الحزيمي) في كتابه (حرق الكتب في التراث العربي) الذي يستحق القراءة من كافة المثقفين في عصرنا عصر فوق الحداثة الذي طغت عليه الكثير من الافكار السلفية العقيمة .
د. احمد البغدادي يعلق على الكتاب (حرق الكتب في التراث العربي) في مقالة عابرة في جريدة الاتحاد الاماراتية فيقول (أن العرب المسلمين هم الأمة الوحيدة من دون الأمم التي تصور تاريخها بصورة ملائكية في قضية حرق الكتب, حيث يأخذ المهووسون بما يسمى خطأ بالحضارة الإسلامية، بالتشدق بفضيلة تكريم الخلفاء للعلماء، وأن هذه الحضارة التليدة لم تشهد حرقاً للكتب, ثم يأخذون بالتشنيع على الحضارة الغربية التي شهد تاريخها فصولاً سوداء ضد العلماء والمفكرين. لكن، هل التاريخ الإسلامي بهذا النقاء الذي يدعيه هؤلاء المتشدقون؟ هل يمكن القول فعلاً إن تاريخنا في قضية حرق الكتب لا وجود له؟ والحقيقة بخلاف ذلك تماماً, ولهذا السبب أسميت المقال "تاريخ العرب الهباب في حرق الكتاب", والهباب هو الوسخ الأسود الناتج عن الدخان, أيّاً كان مصدره, لأن هذه الحقيقة يتجاهلها
المكابرون والمعاندون للحق والقول الفصل في هذه القضية المهمة. وقد أعفانا الكاتب السعودي ناصر الحزيمي من مشقة البحث، ووفر للقارئ العربي فصولاً سوداء من تاريخه الهباب في حرق الكتاب, وذلك في كتابه الموجز "حرق الكتب في التراث العربي")
ذكر المؤلف ناصر الحزيمي طرقاً كثيرة في اتلاف الكتب، منها الحرق، والغسل، والدفن، والإغراق، والتمزيق وغير ذلك. ورصد نماذجا مما جرى على مدى عشرة قرون، بدأت من القرن الأول الهجري، وبالتحديد من السنة الثانية والثمانين للهجرة، بكتاب (فضائل الأنصار وأهل المدينة) الذي كتبه ابان بن عثمان بن عفان ابن الخليفة، حيث وصل الكتاب إلى عبدالملك بن مروان عن طريق ابنه ، وكان ولياً للعهد، فرفضه عبدالملك، بل أتلفه، وقد أورد الأستاذ الحزيمي النص كاملاً، نقلاً عن أحد المصادر التاريخية، دون أن يعلق عليه، وكان يفعل هذا مع كل من ذكرهم في مؤلفاته وربما يكون سبب ذلك تجنب ما قد سيحدث له من فئات ترى ملائكية التاريخ. وفي المقدمة قال المؤلف انه قصر كتابه على نوعين فقط من الاتلاف اولهما (اتلاف السلطة للكتاب وتتجلى السلطة هنا بجميع انماطها وتحليلاتها سواء كانت هذه السلطة تتمثل بسلطة الحاكم او المجتمع او الفرد او تتمثل بسلطة الايديولوجيا او العادات او التقاليد وكان لها دور في اتلاف الكتاب ومطاردته ونفيه). النوع الثاني (الاتلاف الشخصي للكتب ويتمثل بالاتلاف لاسباب علمية او اعتقادية او نفسية وهو كثير في عالمنا العربي والاسلامي). في الفترات المبكرة من الاسلام استثني القران من هذا العداء فدون مصحف عثمان واتلف ما عداه من المصاحف.
وتحت عنوان (السلطة واغتيال الكتب) سرد المؤلف احداثا وفق تسلسل زمني مبتدئا بسنة 82 هـ ,وبين من تحدث عنهم الرازي اي محمد بن زكريا الرازي الطبيب الفيلسوف حيث قال له الوالي (ما اعتقدت ان حكيما يرضى بتخليد الكذب في كتب ينسبها الى الحكمة يشغل بها قلوب الناس ..في ما لا فائدة فيه ... لا بد من عقوبتك على تخليد الكذب في الكتب ,. ثم امر ان يضرب بالكتاب الذي وضعه ..على راسه الى ان يتقطع فكان ذلك الضرب سبب نزول الماء في عينيه) وتلك حادثة تدل على تدني في العقلية التي حاكمت وعاقبت محمد بن زكريا الرازي الذي يعتبر الطبيب الاول في التاريخ اما منصور بن نوح فقد ضربه على راسه الى ان تقطع كتاب الرازي (فكان ذلك الضرب سبب نزول الماء في عينيه) انه التاريخ الذي دونه كتاب السلاطين.
قسّم الكاتب الحزيمي عملية الحرق والإتلاف إلى نوعين: الأول، ما قامت به السلطة، والثاني، ما قام به العلماء والفقهاء بأنفسهم! أليسوا أمة خارج نطاق التغطية البشرية؟ ولنسرح ونمرح في ظلال التاريخ الاسلامي المجيد.
وفي المقال القادم سنكتب الكثير عن حرق الكتب والمكتبات علي ايدي اجداد ابو اسلام الداعية الاسلامي.
يتبع
0 comments:
إرسال تعليق